Skip to content
Skip to content

العين نزال يحُثُّ على الاستفادة من الإمكانات غير المُستغلَّة للحجِّ المسيحيّ

تاريخ النشر: أغسطس 14, 2025 1:59 م
العين ميشيل نزالSenator Michael Nazzal

العين ميشيل نزالSenator Michael Nazzal

بقلم داود كتّاب- ملح الأرض

عمّان – ١٣ أغسطس ٢٠٢٥
أكَّدَ العين مايكل نزال، في اجتماعٍ مشتركٍ لناديي عمّان كوزموبوليتان وعمّان فيلادلفيا روتاري، يوم الأربعاء، أنَّ الأردن يُضيّع فرصةً كبيرةً لاستقطاب ملايين الحُجّاج المسيحيّين سنويًّا، على الرَّغم من احتضانه لبعضٍ من أهمِّ المواقع في تاريخ المسيحيّة.

وفي حديثه بفندق فور سيزونز، قال نزال، رئيس لجنة السّياحة والتُّراث في مجلس الأعيان، إنَّه على الرَّغم من تطوير الأردن للفنادق والبنية التّحتيّة وقنوات التّسويق، إلّا أنَّه لم يُستغلّ بعدُ بشكلٍ كاملٍ موقعه الفريد كأرضٍ عُمّد فيها السيّد المسيح ، وحيثُ وقعتْ أحداثٌ رئيسيّةٌ مذكورةٌ في الكتاب المُقدَّس.

وأشار إلى التَّبايُن الصّارخ بين أعداد زوّار موقع معموديّة يسوع على نهر الأردن والفاتيكان في روما. قال نزال: “تخيَّلوا: 26 مليون شخص يزورون روما سنويًّا، بينما لا يزور موقع المعموديّة سِوى حوالي 100 ألف شخص فقط. كان يسوع نفسه هنا، مع الرُّسل، لكنَّنا لا نستقبل سوى جزءٍ ضئيلٍ من الزوّار”.

وأضاف أنَّ مواقع مسيحيّة أُخرى لا تزال غير مشمولةٍ بالتَّرويج الكافي. وتشمل هذه المواقع (المكاور)، حيثُ سُجِنَ يوحنّا المعمدان وقُطِعَ رأسه؛ وجبل نيبو، حيثُ رأى موسى فلسطين؛ وكنائس مادبا وأم الرصاص الغنيّة بالفُسيفساء، وهي موقع تراثٍ عالميٍّ لليونسكو. وأعرب عن أسفه قائلًا: “تضمُ أم الرصاص 16 كنيسة، لكن بالكاد يزورها 2000 زائر سنويًّا”.

وأكّد نزال أنَّ السّياحة الدّينيّة يُمكن أنْ تُعزّز الاقتصاد الأردنيّ بشكلٍ كبيرٍ، حيثُ تُشكِّلُ السّياحة 15% من النّاتج المحليّ الإجماليّ، وتدعم بشكلٍ غير مباشرٍ مجموعةً من القطاعات. وأضاف أنَّ السّفر الدّينيّ أقلّ تأثُّرًا بالتقلُّبات الموسميّة، ويمكن أنْ يجذب زوّارًا من جالياتٍ كبيرةٍ في الخارج، مثل المعمدانيّين البالغ عددهم 16 مليونًا حول العالم.

ومع ذلك، أشار إلى أنَّ عدم كفاية الرّبط الجويّ، ومحدوديّة وسائل النَّقل العام إلى المواقع التراثيّة، ونقص الحملات التّسويقيّة المُستدامة، أعاقت النّمو. وقال: “علينا أن نُسهِّلَ وصول الحُجّاج إلى هذه الأماكن المُقدّسة، وأنْ نُخفِّضَ تكلفته”، حاثًّا وزارة السّياحة على التّركيز على تطوير برامج سياحيّة دينيّة، وبناء شراكاتٍ مع الكنائس ومُنظّمي الرّحلات السّياحيّة في الخارج.

من اليمين رأفت سويدان رئيس نادي روتاري فيلدلفيا، العين ميشيل نزال ورئيس نادي كوزمبوليتن ربى البنا

كما دعا العين نزال إلى المزيد من البرامج الثّقافيّة لإثراء تجربة الزّائر، مثل الفعاليّات المسائيّة الّتي تُقدِّمُ الموسيقى والرَّقص والمأكولات الأردنيّة. وقال: “الحُجّاج لا يأتون لزيارة موقع واحد فقط، بل يُريدون رحلةً روحيّةً ممزوجةً بالثّقافة وكرم الضّيافة”.

رغم التحدّيات الجيوسياسيّة، بما في ذلك الحرب على غزّة، أعرب نزّال عن تفاؤله بإمكانيّة مُضاعفة أعداد السّياحة الدّينيّة في الأردن، من خلال استثماراتٍ مُوجَّهةٍ. وقال: “تُراثنا المسيحيّ ليس جزءًا من تاريخنا فحسب، بل هو كنزٌ عالميٌّ. إذا روينا قصّتنا على نحوٍ صحيحٍ، فسيأتي الحُجّاج من جميع أنحاء العالم”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment