Skip to content
Skip to content

العين دروزة لـ ملح الأرض: تمَّ مناقشة موضوع المساواة في الإرث للمسيحيّين ونصحنا باتباع المسار التشريعيّ

عدد القراءات: 488
تاريخ النشر: مايو 21, 2025 4:13 م
لجنة فلسطين في مجلس الأعيان تستضيف رؤساء الكنائس

لجنة فلسطين في مجلس الأعيان تستضيف رؤساء الكنائس

داود كُتّاب

أشاد العين مازن دروزة، رئيس لجنة القدس في مجلس الأعيان، في حديثٍ خاصٍّ لموقع ملح الأرض، بأهمّيّة المكوّن المسيحيّ في الأردن، مؤكِّدًا أنَّ الجميع مُتساوون أمام القانون.

وقال العين دروزة إنَّ اللّقاء الّذي عُقِدَ يوم الثلاثاء مع مجلس رؤساء الكنائس عكَسَ عمق الشّراكة الوطنيّة ووحدة المصير بين أبناء هذا الوطن بجميع أطيافه، تحت راية القيادة الهاشميّة الحكيمة، الّتي ظلَّتْ على الدّوام حامية للإرث الوطنيّ والدّينيّ، ورمزًا للوصاية التّاريخيّة على المُقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس الشّريف. كما واجتمع الوفد مع رئيس مجلس الاعيان فايز عاكف الفايز.

وكشف دروزة لـ ملح الأرض عن مناقشة مطلب رؤساء الكنائس المُتعلِّق بالمساواة في الإرث، مؤكِّدًا على ضرورة أنْ يأخذ هذا المطلب المسار القانونيّ، ويمرّ بجميع المستويات التّشريعيّة. فيما صرّح عددٌ من المُشاركين في اللّقاء أنَّ أعضاء مجلس الأعيان الّذين حضروا اللّقاء لم يُبدوا معارضةً لرغبة المُجتمع المسيحيّ في إجراء تعديلات في مجال الأحوال الشخصيّة.

كما عَلِمَتْ ملح الأرض أنَّ المُطران خريستوفوروس عطاالله، النّائب البطريركيّ للرّوم الأرثوذكس في الأردن نقل للأعيان ما حدث في القدس المُحتلّة، حيثُ منعت سُلطات الاحتلال دخول المُصلّين المسيحيّين إلى باحة كنيسة القيامة يوم سبت النّور، إضافةً إلى التّنكيل برجال الدّين والرّاهبات والمؤمنين الّذين حُرِموا من حقِّهم في الوصول إلى أماكن عبادتهم.

وقال الأرشديكن فائق حداد، الّذي شاركَ مُمثِّلًا عن المُطران الأسقفيّ حسام نعّوم، في حديثه لـ ملح الأرض إنَّ مشاركته تركَّزَتْ على أهمّيّة المُواطنة الكاملة. وأضاف: “شرحتُ للسّادة الأعيان بالتّفصيل أهمّيّة دورنا كمواطنين أردنيّين نعتزُّ ونفخر بمواطنتنا”. كما نقل القسّ حدّاد للأعيان ما يجري في فلسطين، مُتحدِّثًا عن دور وتحدّيات مطرانيّة القدس الأسقفيّة الّتي تملك وتدير المُستشفى الأهلي (المعمدانيّ سابقًا)، والّذي تعرَّض أحّد أقسامه للقصف من قِبَل سلطات الاحتلال يوم عيد القيامة، وهو القسم الّذي يُقدِّم العناية الطبّيّة للأهل في غزّة.

حضر اللّقاء رؤساء مجالس الكنائس في الأردن، وهم:

  • المُطران خريستوفوروس، مُطران الرّوم الأرثوذكس
  • النائب البطريركي ا للاتيني المطران إياد طوال (شارك فقط في الاجتماع مع رئيس مجلس الاعيان)
  • الخوري جوزيف سويد، الوكيل البطريركيّ للكنيسة اللّبنانيّة المارونيّة
  • الأبّ أنطونيوس صبحي عبد الملك، رئيس طائفة الأقباط الأرثوذكس
  • قُدس الأبّ بنيامين شمعون، مندوب مُطران السّريان الأرثوذكس
  • الأبّ نبيل حداد، القيّم العام لكنيسة الرّوم الكاثوليك
  • الأرشديكن فائق حدّاد، نائب المُطران في الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط
  • الأب أفيديس أبراجيان، نائب بطريرك الأرمن الأرشمندريت
  • الدّكتور عماد العلمات، الأمين العام لنيابة البطريركيّة اللّاتينيّة
  • الأبّ الدّكتور إبراهيم دبور، الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن

وتغيَّبَ عن اللّقاء بسبب السّفر القس عماد حدّاد، راعي الكنيسة اللّوثريّة في عمّان.

رئيس مجلس الاعيان فايز عاكف الفايز يتوسط رؤساء الكنائس

كما تواصل مع ملح الأرض اللّواء المُتقاعد عماد معايعة، رئيس مجلس الكنائس الإنجيليّة في الأردن ونائب سابق في مجلس النوّاب، وعبَّر عن عتبه على الجهات المُنظِّمة للّقاء لعدم دعوة أيّ من أعضاء المجمع الإنجيليّ الأردنيّ، وقال: “للأسف، كما في مرّات عديدة، يتمّ تجاهل شريحة مسيحيّة هامّة من المُجتمع الأردني، إذ لم يتمّ التّواصل مع رئيس أو أعضاء مجلس الكنائس الإنجيليّة لحضور اللّقاء.”

الوكيل البطريركيّ للكنيسة المارونيّة قدس المونسنيور جوزيف سويد، أشاد لـ ملح الأرض بما سمعه من رؤساء الكنائس الّذين توالوا على الكلام وطرحوا على المُجتَمِعين ملفّات حسّاسة، على ألّا تبقى حِبرًا على ورق، بل استثمارها كي تنتعش الخيارات المسيحيّة ويشعر المسيحيّون بأنّهم أصحاب الدّار…
وركّز بكلمته على أهميّة الإعلام ووسائل التّواصل الإجتماعيّ والحريّة الإعلاميّة الّتي تميَّز بها لبنان. وتطرّق إلى العدالة الاجتماعيّة الّتي تُنحَر في شرقنا وفي العالم، وذكر قداسة الحبر الأعظم والّذي طرح بقوّة منذ اليوم الأوّل لتنصيبه، منظُومة العدالة الإنسانيّة والاجتماعيّة والّذي سيقِفُ في وجهِ وحش الحضارة والدُّولار والسّلطويّة والسّباق إلى التّسلّح وفكرة المليار الذّهبي والحركات الغريبة الّتي تقاومها الكنيسة وقفة أبّ رحوم، وأشاد قدس الأبّ جوزيف بموقف الملك المُعظّم وقادة الأردن الّذين كسروا الحصار مرّات عدّة بأعمال رحمويّة مُلفتة، وتطرّق إلى السّياحة الّتي هي بترول الأردن والحج إلى الأراضي المُقدّسة فيها وأسهب بالكلام عن السّياحة الّتي ستُسهم بانتعاش الوطن والبداية هي في إعادة دراسة قيمة الضّرائب على بطاقات السّفر وكلفة السّفر للسوّاح… وعرض بإسهاب نظرة لبنان وقادته وشعبه للأردن واعتبر أنَّ الأردن كان وسيبقى الملاذ الوحيد في الشّرق للّبنانيّين والوجهة السّياحيّة الأجمل وهذا ما حصل فعلاً في السّنتين الماضيتين، وناشد قادة الأردن ومجلس الأعيان العمل على تسهيل موضوع السّياحة والسّفر في سنةٍ أطلق عليها البابا الرّاحل سنة: حُجّاج الرّجاء، وناشد القادة تسهيل أمور بعض الملفّات المُختصّة بأعمال الكنيسة المارونيّة في المملكة، وبعضها ما تزال عالقة، وذلك لتثبيت حضورها وتميّزها بين الكنائس الأخت، ولكي تقوم بخدمتها بكلّ أريحيّة، وطالب بوقف الحربِ في غزّة، وسوريا ولبنان.


ولفت في لقائه مع ملح الأرض إلى أنّ المحافظة على مسيحيّي لبنان ومسيحيّي الشّرق سيُسهم في خلق توازن لمسلمي الشّرق.
وتمنّى أن يكون النّسيج الأردنيّ الوطنيّ داعمًا لثقافة وحضارة السّلام والوئام والمحبّة. وشدّد على إيقاف التّناحر والصّراعات العقيمة الّتي يتخبّط فيها الشّرق ليكون واحة أمنٍ ولقاء وسلام، فقد أتت السّاعة ليترك الجميع لغة السّلاح ويتسلّحوا بقيم العدالة والمحبّة…، فالنّزاعات ستُخلِّف المزيد من التَّخلُّف والجراح والألم. وأخيرًا عبّر الوكيل البطريركيّ للكنيسة المارونيّة عن محبّته لا بل عشقه للأردن، وطلب بطريقة ملفتة وعفويّة بأن يُمنَح الجنسيَّة الأردنيّة بإرادة ملكيّة على غرار الخوري أنطونيوس رئيس الكنيسة القبطيّة في الأردن. ولفت أنَّ غبطة البطريرك نيافة الكاردينال مار بشارة بطرُس الرّاعي لطالما اعتبر الأردن: الكتف الّذي يتّكئُ عليه لبنان.

ونقلت وكالة أنباء بترا الرسميّة أنَّ العين دروزة قد وصف الحضور المسيحيّ في الأردن والمنطقة بأنَّه “جزءٌ أصيلٌ من النّسيج العربيّ، ليسَ فقط من حيث السُّكّان، وإنّما من حيث المُساهمة الحضاريّة والثّقافيّة والرّوحيّة”، مؤكِّدًا أنَّ الحفاظ على الوجود المسيحيّ في الأردن والمشرق هو واجبٌ شرعيٌّ وتاريخيّ. وبيّن أنَّ المسؤوليّة التّشريعيّة في هذا السّياق تجسَّدَتْ بتشريع قانون مجالس الطّوائف المسيحيّة رقم (28) لسنة 2014، الّذي شُكِّل أساسًا لحماية الإرث الكنسيّ والاجتماعيّ للمسيحيّين في الأردن، وضمان دورهم الرّياديّ في بناء الدّولة وترسيخ التنوّع.

وأشار دروزة إلى أنَّ ما يتعرَّض له الوجود المسيحيّ في فلسطين من تضيّيق، وما تواجِهُهُ المُقدّسات المسيحيّة من محاولات تهويد وطمس للهويّة، يتطلَّبُ موقفًا واضحًا من الجميع، نابعًا من الإيمان بعدالة القضيّة، ومن وعي سياسيّ وروحيّ بأبعاد ما يحدث.

كما تطرّق إلى أهمّيّة المُساهمة في جذب الاستثمارات إلى المملكة، لدعم المُجتمعات المحلّيّة وتعزيز التّنمية، مؤكِّدًا تطلّع اللّجنة إلى الترويج لموقع المغطس كوجهةٍ للحج المسيحيّ، واقترح بحث “إمكانيّة تسهيل مَنح تأشيرات حج مسيحيّ للمسيحيّين حول العالم، بالتّنسيق مع الجهات المُختصّة”.

وناقش الحضور أبرز التحدّيات الّتي يواجهها الوجود المسيحيّ في المشرق نتيجة النّزاعات والتّهجير، ما أدّى إلى تراجع أعداد المسيحيّين في المنطقة، مؤكِّدين أهمّيّة حماية هذا الوجود الّذي يُعدُّ جزءًا أساسيًّا من النّسيج المُجتمعيّ والتّاريخيّ للمشرق العربيّ.

وشدّدوا على أنَّ الكنائس مُستمرّة في أداء رسالتها، الّتي لا تقتصر على خدمة أبنائها فقط، بل تشمل أيضًا تقديم الخير والخدمات للمُسلمين والمسيحيّين على حدٍّ سِواء، مؤكِّدين أنَّ الجبهة الداخليّة في الأردن “عصيّة” على جميع الفتن والدّسائس، أيًّا كان مصدرها.

وأشاد المشاركون بمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني في الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة، وقيادته الحكيمة في حمل هذا الملف في المحافل الدوليّة والإقليميّة، ومطالبته المُستمرّة بحقّ الشّعب الفلسطينيّ في إقامة دولته المُستقلّة على ترابه الوطنيّ والعيش بسلام.

كما شدّدوا على أهمّيّة الوصاية الهاشميّة على المُقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، واعتبروها صمّام أمانٍ للمنطقة، مُحذِّرين من خطر المساس بالوضع القائم في الأماكن المُقدّسة، خصوصًا في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكافّة الكنائس والمزارات والأديرة.

واستنكروا العدوان الإسرائيليّ الغاشم على قطاع غزّة، الّذي دمّر البُنى التّحتيّة، من مساجد وكنائس ومدارس ومُستشفيات، واستهدف المدنيّين بوحشيّة، في ممارساتٍ ترفضها وتدينها القوانين والمواثيق والأعراف الدوليّة.

من جانبهم، أكّد الأعيان الحاضرون على دور رجال الدّين المسيحيّ في الأردن في أنْ يكونوا صوتًا للحقّ، ورافعين للوعي، من خلال التّوعية بخطر تهويد الآثار والمُقدّسات المسيحيّة، وكشف جرائم الاحتلال وانعكاساتها الخطيرة على الأوضاع السّياسيّة والاقتصاديّة في فلسطين والمنطقة.

وأشاروا إلى أهمّيّة الإرشاد والتوجيه المعنويّ، من خلال منابر الكنائس، في تعزيز القيم الوطنيّة، والهويّة الجامعة، والإرث المُشترك الغنيّ بالحضارات، والّذي يشكِّلُ أساس وحدتنا واستقرارنا، في ظلِّ الشّراكة في حماية الأرض والكرامة والرّسالة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment