Skip to content

العميدة الأكاديميّة في جامعة حيفا منى لويس مارون لـ ملح الأرض: “يدُ الرّبِّ هي من أوصلتْني”

رابط المقال: https://milhilard.org/6i03
تاريخ النشر: ديسمبر 28, 2024 3:24 م
البروفيسور منى لويس مارون في كنيسة مار شربل في عسفيا

البروفيسور منى لويس مارون في كنيسة مار شربل في عسفيا

رابط المقال: https://milhilard.org/6i03

حاورها – داود كُتّاب

تُصِرُّ البروفيسورة منى مارون في كلِّ محاضراتِها بما في ذلك اللّقاء المطوَّل مع ملح الأرض على أنَّها فتاةٌ “مش متفوّقة ” في التّعليم، “مش ذكيّة” و “أقلّيّة في أقلّيّة في أقلّيّة”. ولكنَّها تؤكِّدُ أنَّ “يد الرّبّ أوصلتني إلى ما وصلْتُ إليه” وتُركِّز كثيرًا على الفرصة الّتي أُعطيَتْ لها كي تكون أمينةً وتستثمرها إلى أقصى درجة.

منى مارون في مسقط رأسها قرية عسفيا

وُلِدَتْ مُنى لويس مارون في قرية عسفيا التّابعة لمحافظة حيفا، البنت الثّالثة من أربعِ بناتٍ لعائلةٍ زراعيّةٍ، وصل أجدادها من لبنان القرن الماضي. حاولت أنْ تدرس الطّبّ ولكن محاولاتها رُفِضَتْ مرّتان وفي النّهاية التحقَتْ بجامعة حيفا في مجال علم النّفس ولم تكُنْ سعيدةً في سنواتِها الأولى.

البحث المخبريّ

جامعة حيفا

“حياتي المهنيّة تغيَّرتْ بصورةٍ كبيرةٍ في السّنة الثّالثة عندما بدأتُ في العمل البحثيّ ودخلتُ المختبر وأجريتُ الأبحاث على الفئران في مجال علم النّفس البيولوجيّ واستمرَّتْ في ذلك المسار حيث حصلتُ على شهادة الدّكتوراه في الأنظمة الدّماغيّة وآليّة الذّاكرة في الدّماغ” كما وأكملَتْ ما بعد الدّكتوراه في فرنسا وحصلَتْ على العديد من المنح العالميّة للأبحاث ممّا زاد من مكانتِها حيث تمَّ استقطابها لعضويّة مجلس الجامعات في إسرائيل. “حاولْتُ كلَّ جهدي في موقعي كوني أوّل عربيّةٍ تصلُ إلى موقع التّأثير لزيادة عدد الطلّاب والطّالبات العرب في الجامعات وعدد الأكاديميّين الّذين يُعلِّمون.” وتقول مارون لـ ملح الأرض “رغم أنَّ عدد الطلّاب العرب في الجامعات زاد بصورةٍ كبيرةٍ إلّا أنَّ نسبة المحاضرين العرب لم تتجاوزْ 3% ولكنَّها مرتاحة أنَّها قامَتْ بزرع بذرة التّعليم العالي وتمَّ إيفاد العديد من المتفوّقين العرب للدّراسة العليا في الخارج كي يعودوا للبلاد لكي يتمَّ رفع نسبة المحاضرين العرب”.

عمادة جامعة حيفا

لم يكُنْ سهلًا أنْ تصل البروفيسورة مارون إلى أعلى منصب وصل له أي عربيّ في الدّاخل خاصّةً وأنَّ المنصب يتمُّ عبر انتخابٍ من قِبَلِ 65 شخصًا، وكان هناك ثلاث منافسين رجال يهود. “الانتخابات تمَّتْ في شهر أيلول الماضي والحرب في غزّة ولبنان مستمرّة والأجواء لم تكُنْ مناسبةً بالمرّة أنْ أنجح ولكنّي صلّيتُ للرّبِّ أن تتحقَّق مشيئته.”

تقول مارون أنَّه كانَتْ مرتاحة للنّتيجة مهما ستكون. “قلتُ في صلاتي للرّبِّ أنَّني سأقبل مشيئته دون أيّ تردُّد”.

وضعَتِ البروفيسورة برنامج عملٍ وقامَتْ بعرضه على الجميع وتركَّز على زيادة العمل على الأبحاث علمًا أنَّه لم يفُزْ أحّدٌ في منصب عمادة الجامعة من كلّيّات العلوم حيث في السّابق كان الموقع لكلّيّات الآداب أو للعلوم الاجتماعيّة.

بعد الفوز بمنصب عميدة الجامعة، شاركَتْ في قدّاس في كنيسة مار شربل في عسفيا وفي قرية الجيش واعتبرَتْ أنَّ الرّبَّ وفّر لها وزنةً هامّةً. “صحيح أنَّ الفوز كان عبارةً عن كسر حاجز باطون لم يستطيعْ أيّ عربيّ أو حتّى أيّ امرأة أو أيّ أكاديميّ من كلّيّة علوم كسره، إلّا أنَّني أعتبرُ أنَّ التّحدّي الكبير هو كيف سأتعامل مع هذه الوزنة الّتي توفَّرَتْ لي كما يقولُ الكتابُ المُقدَّس، سأحاول أن أستثمرها لصالح شعبي ولصالح أهمّيّة التّعليم والبحث وسأعمل جاهدةً أنْ أنجح في مهمّتي رغم التّحدّيات والمعارضين من كلّ جهة”.

بيبي بيرزيت ولبنان

منى مارون

تعترف البروفيسورة أنَّه رغم وجود كتلةٍ مهمّةٍ تدعمها إلّا أنَّ هناك العديد مِمَّن ينتظرون فشلها. “البعض يقول أنّني مؤيّدةٌ لحماس والآخرين يعتبرونني صهيونيّة إلّا أنّني واثقةٌ من موقعي ومُهمّتي وسنعمل على استثمار هذه الوزنة الكبيرة الّتي حظيتُ بها”.

تردُّ مارون على بعض المحرّضين ضدّها بما قامَتْ به في أحّد أكبر المظاهرات المناهضة لمحاولات اليمين الإسرائيليّ التّدخُّل في المسار الأكاديميّ. في مظاهرةٍ أمام حشدٍ من مئات الآلاف على أقوال بنيامين نتنياهو إنَّ العرب يزحفون بأفواجٍ للتّصويت بالقول، مُستخدمةً اسم رئيس الوزراء الشّعبيّ: “نعم يا بيبي أفواجُ العرب تزحف ولكن باتّجاه التّعليم”. وتقول البروفيسورة لـ ملح الأرض أنَّ عدد طلّاب العرب في جامعة حيفا وصل إلى 45% من مجموع الطلّاب ولكنّها تُصِرُّ أنَّ الهدف الآن النّوع ليس فقط الكَمّ.

في حديثٍ لصحيفةٍ إيطاليّةٍ قالَتْ الأكاديميّة العربيّة إنَّه رغم أنَّ البعض يُسمّي جامعة حيفا جامعة بيرزيت إلّا أنَّها فعلًا تتمنّى أنْ يكون هناك تعاونٌ مع الجامعات الفلسطينيّة والعربيّة ولكنّها تعترفُ أنَّه في الوقت الحاليّ لا يوجد أيّ اتّصال مع الجامعات في الضّفّة والقطاع أو العالم العربيّ.

ومن أمنيات السّيّدة المارونيّة الّتي قامَتْ عائلتُها بناء على نفقتها الخاصّة وبأيديها كنيسة مار شربل في قرية عسفيا، أنْ تزور جمهوريّة لبنان. “نحنُ نتابع منذ صِغرنا كلَّ ما يحدث في لبنان وأمنيتي أن أزور بلد أجدادي لبنان يومًا ما.”

تقول منى مارون الّتي يطلُّ مكتُبها في جبل الكرمل على البحر الأبيض المتوسّط أنَّ هوايتها الخاصّة “رياضة التّجديف” وترغب إدخال الجسم الأكاديميّ والطلّابي في هذه الرّياضة والمنافسة فيها. كما تقول إنَّها سعيدة دائمًا في التّواصل مع الجميع وخاصّةً المجتمع العربيّ. “أحاولُ جاهدةً ألّا أرفض أيَّ دعوةٍ لتقديم محاضرةٍ في أيّ مدرسةٍ أو مؤسَّسةٍ أو نادي روتاري أو جمعيّة كبار السّنّ أو غيرها.

الأستاذة منى مارون تقولُ في كلِّ محاضراتِها إنَّه من المهمّ أنْ يكون الإنسان مجتهدًا وليسَ بالضّرورة أنْ يكون متفوِّقًا في الذّكاء، وتُقدِّم نفسها وعلاماتها المتواضعة في السّنوات الأولى من التّعلُّم كنموذجٍ على أنَّ أيّ إنسان مثابر يستطيعُ أنْ يصل إلى أعلى المستويات. “يقولون أنَّه من الصّعب على المرأة أنْ تكسر السّقف الزّجاجيّ ولكنّني أُثبِتُ أنَّه ممكن ليس فقط كسر السّقف الزّجاجيّ بل يمكن لمرأةٍ عربيّةٍ من عائلةٍ متواضعةٍ وفي غياب الذّكاء الباهر أنْ تقتحم السّقف الإسمنتيّ في حال كانَتْ مثابرةً وباقي الأمور ستكون بيدِ الرّبِّ”.

منى لويس مارون في سطور

ولدت البروفيسور منى لويس مارون (54 عامًا) وترعرعت في قرية عسفيا على جبل الكرمل، هي أول عربية يتم انتخابها عميدة أكاديمية لجامعة إسرائيلية. حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأحياء النفسي وهي عضو هيئة تدريس في جامعة حيفا منذ أكثر من 20 عامًا. تركز أبحاثها على كيفية تنظيم الدماغ للعواطف و تأثيرات الإجهاد البيئي والطفولة على الدماغ. وعملت أيضا في جامعة حيفا كرئيسة لقسم علم الأعصاب و كعضو في مجلس الشيوخ الأكاديمي.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content