Skip to content

الزواج، من الفروق إلى التحّديات: دراسة تناولت واقع الزواج في المجتمع الفلسطيني في ثلاثة أجيال

رابط المقال: https://milhilard.org/pp05
تاريخ النشر: ديسمبر 30, 2021 1:09 م
WhatsApp Image 2021-12-30 at 8.42.19 AM (1)
رابط المقال: https://milhilard.org/pp05

رنا ابو فرحة -المغطس

إلتقى موقع المغطس الباحثة والأكاديمية الفلسطينية منيرفا قسيس والتي أطلقت بداية ديسمبر الجاري كتابا إرتكز على عكس واقع الزواج في المجتمع الفلسطيني باعتباره احد المكونات الأساسية التي تأثرت بالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والتغيرات التي رافقت هذه الظاهرة.

تقول قسيس للمغطس إن الدراسة عكست خبرة شخصية لثلاثة أجيال عمرية حيث تضمن اجراء 297 مقابلة لعينة الدراسة من متزوجين/ متزوجات تفاوتت أعمارهم ما بين الجيل الأول ( 20-39 ) والجيل الثاني ( 40-59 ) والجيل الثالث ( 60 عاما فما فوق).

وتوضح قسيس للمغطس أنه تم فحص مجموعة من المتغيرات مثل مكان السكن، التعليم، العمر عند الزواج، زواج الأقارب وطبيعة الزواج إذا ما كان تقليديا أو بعد علاقة عاطفية، بالإضافة إلى موضوع المهر وآلية التعامل معه في عقود الزواج والشروط المكتوبة فيه، آلية اتخاذ القرارات داخل الأسرة.

منيرفا قسيس

وعند سؤالها ما إذا كان العامل الديني قد أخذ بالاعتبار عند الدراسة، أوضحت قسيس أنه لم يتم أخذ عامل الدين كمتغير بارز في التحليل، بسبب ان التحليل اظهر فورا أن لا فارق بين المسلمين والمسيحيين في المجتمع الفلسطيني فيما يتعلق بمراسم الزواج، حيث أن معظم الزيجات كانت تسير حسب إجراءات وتقاليد المدينة او القرية او المخيم.

وتضيف قسيس للمغطس أن فارقا وحيدا بين المسلمين والمسيحيين برز في التحليل وهو موضوع المهر، حيث أن العائلات المسيحية لا تعمل بالمهر بشكل دقيق في عقود الزواج، مؤكدة أن “المهر” موجود ولكن بشكل آخر عند المسيحيين، على سبيل المثال مشتريات الذهب للعروس أو مشتريات أخرى حسب تقاليد كل منطقة جغرافية.

تؤكد قسيس أنها وخلال دراستها التي قادت لإطلاق هذا الكتاب قامت بمراجعة العديد من الدراسات السابقة والتي جاءت نتائجها متقاربة مع نتائج الدراسة الحالية والتي عكست تصورا قريبا للواقع وحجم التغيير الذي طرأ على إجراءات الزواج في الأجيال الثلاث، فقد برز أثر الواقع السياسي والاجتماعي والتكنولوجي على عادات الزواج وفي سقل خبرة مميزة لكل جيل عن غيره من الأجيال الأخرى.

وأبرزت النتائج انخفاض نسبة التعليم وارتفاع نسبة الزواج المبكر لدى جيل الستينات ورفض كبير لفكرة زواج الأقارب لدى جيل العشرينات والأربعينات، كما وبرزت فكرة الزواج التقليدي لدى جميع الأجيال مقابل حالة التفاوت في مدة فترة التعارف لصالح جيل العشرينات والذي يعود إلى نسبة التعليم العالية لدى النساء والرجال مقابل الأجيال الأخرى، فقد اعتبر التعليم أداة لزيادة الفرص للحصول على عمل وخلق حالة من الاستقلالية في اتخاذ القرارات الزوجية ومواجهة التحديات الثقافية خصوصا في حال السكن مع الأٍسرة الممتدة إضافة إلى انعكاس التعليم بشكل إيجابي على العلاقة الزوجية.

اما فيما يتعلق بموضوع المهر فقد أظهرت النتائج التزام لدى الأجيال الثلاث باعتباره التزاما دينيا رغم تفاوت الآراء حول مدى فاعليته في حماية المرأة.

كما وقدمت هذه الدراسة تحليلا موسعا لكل عامل من هذه العوامل في إطار النظريات والدراسات السابقة .

الاستاذه منيرفا قسيس جرايسة

محاضرة في مجال العلوم الاجتماعية -جامعة بيت لحم، ومحاضرة في كلية الفلسفة واللاهوت التابعة لجامعة اللاتران – روما

متخصصة وباحثة في قضايا النوع الاجتماعي والعائلة، خبيرة في قضايا التواصل الإنساني  السياسي والاجتماعي والأسري.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content