
السابق الأستاذ ميرابو شماس يشرح أهمّيّة الإدارة السّليمة والحوكمة الرّشيدة في إدارة المؤسَّسات المسيحيّة
داود كتاب –ملح الأرض
أكّد عددٌ من أعضاء جمعيّة الرّابطة الإنسانيّة للمقابر المسيحيّة الّتي تواصل معهم مراسلو “ملح الأرض” أنَّ الهيئتين الإداريّة والعامّة قد اعتذرت الاثنين 28 تمّوز قبول مقترح أمانة عمّان الكُبرى القاضي باقتطاع جزءٍ من أراضي المقبرة المسيحيّة في منطقة سحاب لاستخدامها في دفن موتى إخواننا المُسلمين.
وأوضح أمين سرِّ الجمعيّة في حديثٍ خاصٍّ لـ ملح الأرض أنَّ المقبرة المسيحيّة في سحاب خُصِّصَتْ بقرارٍ رسميٍّ من مجلس أمانة عمّان الكُبرى رقم 334 بتاريخ 24 آذار 1979، وتمَّ الفرز الفعليُّ لقطعتين من الأراضي (رقم 67 و723) لهذه الغاية في عام 1989. كما تمَّ ترخيص بناء الكنيسة وأسوار المقبرة عام 2002 برخصةٍ رقم 32249/6/7، وذلك ضمن مُخططٍّ شموليٍّ أُعدَّ خصيصًا للموقع.
وتبلغ المساحة الإجماليّة المُخصَّصة للمقبرة 226 دونمًا، بقي منها داخل الأسوار نحو 194 دونمًا بعد خصم مساحة شارع الأشغال الملغى وممرّ عمّان التنموي المجاور. وتُقدَّر المساحة الفعليّة المُتاحة للدّفن داخل الأسوار بنحو 142 دونمًا، بعد استثناء مباني الكنيسة والإدارة والمظلَّات والسّاحات والشّوارع الدّاخليّة. و بالإضافة إلى وجود قبورٍ أُقيمَتْ على أطراف المقبرة خلال جائحة كورونا، وتقع ضمن المساحة المُقترح تخصيصها. وأفاد أمين السرِّ أنَّ “المقبرة تشغل حاليًّا ٣٧ دونم من المساحات المشغولة والمحجوزة للاستخدام من أصل ١٤٢ دونمًا”.
وبيّنَتِ الرابطة أنَّ الدّراسات الفنّيّة الّتي استند إليها المُقترح قُدِّمَتْ من قِبَلِ جهاتٍ مُحترمةٍ خارج إطار الجمعيّة، ودون التّنسيق معها، وقد تضمَّنَتْ أرقامًا ومساحاتٍ غيرَ دقيقةٍ على أرض الواقع. وبناءً على تلك الدّراسات، وبحسن نيّة، تقدَّمَتْ أمانة عمّان بطلب إلغاء تخصيص جزء رئيسيّ من المقبرة، مقابل تعويضه بمقبرةٍ جديدةٍ في المدينة الجديدة المزمع إنشاؤها مستقبلًا.
وأشار أمين السرّ إلى أنَّ رؤساء الكنائس والمشاركين وأعضاء الهيئة العامّة قد “تدارسوا الأمر مليًّا، وفكّروا كثيرًا في كيفيّة خدمة إخواننا ضمن شراكتنا معهم بمحبّة الوطن وخدمته في كافّة القطاعات والمجالات، حتّى الشّهادة في سبيل الوطن الغالي. إلّا أنَّ هذا الاقتطاع المُقترح لن يُفيد إخواننا إلّا لبضعة أشهر، في حين أنَّ تلكَ المساحة ستكون رافدًا مُريحًا لحالات دفن المسيحيّين لسنوات قادمة، خاصّةً أنَّ المقبرة تُعدُّ مرفقًا ذا منفعةٍ عامّةٍ تخصُّ جميع المسيحيّين، أكثر ممّا تخصُّ الرّابطة المعنيّة بخدمتهم في هذا المجال.”
وأضاف أنَّ مقبرة أم الحيران قد بلغت “الحد الأقصى من الامتلاء، باستثناء حجوزاتٍ قديمةٍ أو دفنٍ مُكرَّرٍ في نفس القبور القديمة”. كما أنَّ أي مقبرة جديدة مُقترحة في المدينة الجديدة ستشكّل عبئًا إداريًّا وماليًّا كبيرًا لتجهيزها للاستخدامات المستقبليّة، بما في ذلك بناء كنيسة ومرافق عامّة وأسوار وشوارع، في حين أنَّ الحاجة المُلحّة اليوم وفي السّنوات القليلة القادمة تتطلَّب تشغيل وخدمة المقابر الحالية المُستخدمة”.
وختم أمين سرِّ الرابطة بالقول: “نرى أنَّ هناك إمكانيّة مُتاحة لحلّ إشكاليّة الحاجة لمقابر المُسلمين بمساحاتٍ أكبر من تلك المُقترح اقتطاعها، مع خالص شكرنا وتقديرنا لأمانة عمّان الكُبرى ولعطوفة أمينها الأمين على إتاحة الفرصة لنا لإبداء الرأي وتفهمهم لموقف الرابطة”.
لمعلوماتٍ إضافيّةٍ ممكن قراءة خبر سابق حول الموضوع هنا
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!