Skip to content

الدكتور فارس ابو فرحة يعرب عن الاشمئزاز من دعوة نائب أمريكي لهجوم نووي على غزة

رابط المقال: https://milhilard.org/zymp
عدد القراءات: 1077
تاريخ النشر: أبريل 4, 2024 6:08 م
د. فارس ابو فرحه والي يساره المقال على موقع مجلة نيوزويك

د. فارس ابو فرحه والي يساره المقال على موقع مجلة نيوزويك

رابط المقال: https://milhilard.org/zymp

باعتباري مسيحيًا أمريكيًا فلسطينيًا يقود خدمة مكرسة لمشاركة رجاء الإنجيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإنني عادةً أتجنب مناقشة التصريحات التي يدلي بها السياسيون. ومع ذلك، فإن التصريحات البغيضة الأخيرة التي أدلى بها قس مسيحيّ مرسوم، ويشغل الآن بشكل مخز مقعدًا في كونغرس الولايات المتحدة، أجبرتني على كسر هذا الصمت بإدانة صارمة.

إن التصريحات المثيرة للقلق التي أدلى بها النائب الأمريكي تيم والبيرج (جمهوري من ولاية ميشيغان) في 26 مارس، والتي دعا فيها إلى إبادة الفلسطينيين الأبرياء، بما في ذلك المسيحيين في غزة، تتطلب إدانة فورية. إن اقتراح والبيرج بوجوب معاملة غزة على غرار ما حدث في هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ليس اقتراحاً مثيراً للاشمئزاز فحسب، بل إنه يخلو أساساً من القيم المسيحية. علاوة على ذلك، فإن رغبته القاسية في قطع الغذاء والمساعدات عن 2.2 مليون من سكان غزة الأبرياء، الذين أصبحوا بالفعل على حافة المجاعة، لا تستحق إلا الشجب.

ترسم التقارير المزعجة الواردة من غزة صورة قاتمة: الأطباء يضطرون إلى إجراء عمليات جراحية للأطفال دون تخدير، وتلجأ الأسر إلى إطعام أطفالها أغذية حيوانية بسبب اليأس المطلق، ومن المأساوي أن أكثر من 13.000 طفل قد فقدوا حياتهم بالفعل جرّاء التفجيرات الإسرائيلية الوحشية والمستمرة. ولا يمكن تجاهل هذه الفظائع أو تبريرها، فهي تتطلب غضبنا الجماعي والتزامنا بالحفاظ على حرمة الكرامة الإنسانية، تماماً كما شعرنا جميعاً بالغضب إزاء عمليات القتل غير المبرر للمدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

تصريحات والبيرج ليست مجرد كلمات سامة، إذ تحمل عواقبها إمكانية جلب معاناة لا يمكن تصورها لسكان غزة، وبشكل شخصي أكثر، لعائلة زوجتي، الذين يحتمون الآن داخل الأسوار القديمة لكنائس غزة التاريخية. وفي أوقات كهذه، حيث حياة الأبرياء معلقة في الميزان، وحيث يكون جوهر الإنسانية تحت الحصار، فإن ضرورة إدانة مثل هذا الخطاب الدنيء أمر ملحّ. إنه يقع على عاتق أصوات أصحاب الضمائر أن تنهض ضد الأيديولوجيات – والعقائد الدينية المضللة أيضًا – التي تهدد بتمزيق نسيج الرحمة والإنسانية، دون الأخذ بعين الاعتبار لأي فكر أو عمل لحماية النساء والأطفال الأبرياء في غزة.

مثل هذه التصريحات مروعة بشكل خاص عندما يتلفظ بها أي سياسي، ولكن سماعها من شخص يدّعي أنه مسيحيًا هو أمر مشين تمامًا. العديد من السياسيين، بما في ذلك النائب آندي أوجلز (الجمهوري عن ولاية تينيسي) قال بتصريحه المروع “أعتقد أننا يجب أن نقتلهم جميعًا”، والسيناتور ليندسي جراهام (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا)، أيضًا قد دعا إلى “تسوية المكان”، فهؤلاء دعوا علنًا لإبادة الفلسطينيين.

ومع ذلك، فإن ما يقلقني بشكل أعمق هو تعليق والبيرج. باعتباره قسًا سابقًا تلقى تعليمه في مؤسسات مسيحية مرموقة مثل معهد مودي للكتاب المقدس، وجامعة تايلور، وكلية ويتون – المؤسسات التي أكن لها أقصى درجات الاحترام – تكشف كلماته عن لمحة مزعجة عن إطاره اللاهوتي، الذي يؤمن به بعض القادة الإنجيليين اليوم.

وفي حين أنه من حق المسيحيين أن يعبروا عن دعمهم لحق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، فمن المهم بنفس القدر أن ندرك أن ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة يتوقون أيضًا إلى السلام. إنهم يتطلعون إلى العيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام دائم وكرامة واحترام.

ومع ذلك، من المهم أن نتساءل لماذا لا يتم تطبيق معايير مماثلة من التعاطف والدعم عالميًا عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني. وكما أن لإسرائيل الحق في الأمن والدفاع عن النفس، فإن الفلسطينيين يستحقون الاعتراف بحقوقهم الإنسانية الأساسية وتقرير مصيرهم. إن الدعوة إلى اتباع نهج متوازن أمر بالغ الأهمية، والاعتراف بمعاناة وتطلعات كل من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. وهذا ينطوي على العمل من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم يحترم حقوق الجانبين.

ففي جوهر خدمة يسوع المسيح، نجد تفويضًا عميقًا لكل ما نقوم به اليوم في العالم الحديث، خاصة في سياق غزة والشرق الأوسط بشكل عام. وكما أعلن يسوع عن إدراج كافة الأعراق في خطة الله للفداء، يتعيّن علينا أيضاً أن نؤكد بكل عزم على القيمة المتأصلة والكرامة لكل فرد، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في غزة.

إن صرخات النازحين والمظلومين في قطاع غزة تصل إلى عنان السماء، داعية للبقاء والشفاء. وإن هذه الصرخات تحمل أوجه تشابه مع كل من قصة الأرملة اللبنانية وقصة قائد الجيش السوري نعمان السرياني، الذي ذكره يسوع المسيح في عظته الأولى في المجمع في الناصرة (لوقا 4: 24-27).

إنها ليست مجرد مسألة إيمانية متعلّقة بالعقيدة فقط، بل هي ضرورة كتابية للوقوف بجرأة من أجل حياة الفلسطينيين الأبرياء، والدعوة بلا كلل إلى السلام والشفاء والمصالحة. كأتباع للمسيح، نحن مدعوون لتجسيد الرحمة الإلهية وتعاطفه الجذري، عالمين أن قوة ربنا الحبيب المغيّرة لديها القدرة على إحداث تغيير عميق حتى في أكثر الظروف يأسًا.

في الواقع، ووسط مواجهة مثل هذه الظروف الأليمة، قد تبدو المناقشات حول المعايير المتساوية والأساليب المتوازنة عقيمة وغير ذات صلة. عندما يرفع الملايين من الفلسطينيين أصواتها بالدعاء والصلاة، بما في ذلك أفراد عائلة زوجتي المباشرة، يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة، فإن مدى إلحاح محنتهم لا يمكن المبالغة فيه. إن اقتراح والبيرج المروّع بإسقاط قنبلة نووية عليهم يسلط الضوء على التهديد المباشر لأرواح الأبرياء والحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع المزيد من إراقة الدماء.

وبينما يواجه الملايين في غزة التهديد الوشيك المتمثل في اقتراب أسوأ مجاعة منذ بداية الحرب العالمية الثانية، فإن واجبنا الأسمى هو حماية الأرواح والاستجابة الفورية للاحتياجات العاجلة الفلسطينيين الأبرياء. يجب أن يظل تركيزنا الجماعي مكرسًا بثبات لتقديم المساعدات الإنسانية، وإنهاء الحرب المستمرة، والسعي إلى حلّ سلمي – حل يحترم الكرامة والقيمة الإنسانية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

 *******************************************

الدكتور فارس أبو فرحة هو مؤسس وقائد خدمة الجيل التالي في أمريكا والشرق الأوسط. هدفها الأساسي هو خدمة الجيل التالي من الشباب والشابات. هو كاتب ومؤلف وحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم القيادة الاستراتيجية والتطوير المؤسّسي. عمل فارس لحساب أكبر الشركات العالمية كمدرّب و كمستشار في عدة منظمات. د. فارس محاضر جامعي في جامعة ليبرتي في ولاية فرجينيا ومشرف أيضاً على رسائل الدكتوراه في كلية إدارة الأعمال. شغفه الأساسي هو إعداد وتطوير القادة من صفوف الجيل التالي في الشرق الأوسط وتشجيع الكنائس والمؤسسات المسيحية بكل طوائفها ومذاهبها على تتميم إرسالها. تابعه على المواقع الرقمية التالية: nextgenarabic.com

nextgen@

faresabraham@

@nextgenarabic@nextgenarabic

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content