Skip to content
Skip to content

الدخان الأسود يُعلن عدم اكتمال الجولة الأولى لانتخاب خليفة القديس بطرس

تاريخ النشر: مايو 8, 2025 3:34 م
WhatsApp Image 2025-05-08 at 12.13.13 PM

ملح الأرض – ليث حبش
في مشهد طال انتظاره من ملايين المؤمنين حول العالم، تصاعد مساء الأربعاء الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان، إيذانًا بعدم توصل الكرادلة المجتمعين إلى توافق في الجولة الأولى من التصويت لاختيار خليفة البابا فرنسيس، الذي وافته المنية في 21 أبريل/نيسان الماضي.
وتابع الحاضرون في ساحة القديس بطرس هذا الإعلان الرمزي الذي ما زال يُستخدم منذ قرون في المجامع المغلقة المعروفة بالـ”كونكلاف”، حيث يدل الدخان الأسود على عدم نجاح أي من المرشحين في نيل ثلثي الأصوات اللازمة، أي ما لا يقل عن 89 صوتًا من أصل 133 كاردينالًا.
وفي هذا السياق، التقت “ملح الأرض” بالأب بشير بدر، كاهن رعية ناعور في الأردن، الذي علّق على مجريات الجولة الأولى، داعيًا إلى قراءة ما حدث بروح هادئة وبعيدة عن التهويل الإعلامي.
الأب بشير بدر: “لا يوجد فشل.. هناك نضوج وتأنٍ”
يقول الأب بشير “أولًا، أجد من غير المناسب استخدام مصطلح فشل عند الحديث عن الجولة الأولى من الاقتراع نحن أمام عملية انتخابية معقدة تتطلب نضوجًا وتوافقًا روحيًا وإنسانيًا عميقًا، وليس مجرد تصويت آلي.”
متابعا “لذلك، ربما يكون من الأدق أن نقول انتهاء الجولة الأولى من الاقتراع بدون دخان أبيض هذا تعبير يعكس حقيقة ما جرى دون أن يُحمّل الحدث أكثر مما يحتمل.”

الأب بشير بدر

“الكرادلة بحاجة إلى التعارف والتقييم”
وعن الأسباب التي تؤدي غالبًا إلى عدم خروج دخان أبيض في الجولة الأولى، يوضح الأب بشير “الكرادلة يأتون من مختلف أنحاء العالم، وعدد كبير منهم لا يعرف بعضهم البعض معرفة كافية بل إن في هذه الدورة تحديدًا، هناك عدد كبير من الكرادلة الجدد، ولذلك من الطبيعي أن يحتاجوا إلى وقت لتقييم الشخصيات المطروحة وتقديرها.”
ويشير إلى أن العملية “ليست لحظة قرار سياسي أو انتخاب إداري”، بل هي “سعي لإدراك من هو الشخص الذي يريد الله أن يقود كنيسته في المرحلة المقبلة”، على حدّ تعبيره.
“الدخان الأسود ضرورة.. وليس تأخّرًا”
ويؤكد الأب بشير أن عدم انتخاب البابا في اليوم الأول ليس فقط أمرًا طبيعيًا، بل هو، في رأيه، مؤشر صحي “إذا نظرنا إلى مجامع انتخاب الباباوات في القرن العشرين وحتى اليوم، سنجد أن الأغلبية العظمى من الانتخابات كانت تتم خلال الأيام الثلاثة الأولى وبالتالي، فإن ما نراه الآن هو أمر معتاد جدًا، بل ضروري لنضوج القرار.”
ويضيف “الأذهان والقلوب تحتاج إلى وقت، والوجوه الجديدة تظهر أحيانًا من حيث لا يتوقع أحد، وهذا ما حدث في انتخابات سابقة وليس من يدخل الكونكلاف مرشحًا، لا يخرج بابا وعن كثرة الحديث الإعلامي عن المرشحين الأوفر حظًا، يبتسم الأب بشير ويشير إلى مثل إيطالي معروف
“من يدخل الكونكلاف بابا، يخرج كاردينالًا.”
موضحا “الواقع أن أغلب من يتم الترويج لهم إعلاميًا، لا يكونون هم الذين يتم انتخابهم في النهاية، لأن العملية الروحية والعقلية داخل الكونكلاف تتجاوز حسابات الإعلام والتوقعات.”

دعوة للصلاة: “ليكن الراعي بحسب قلب الرب”
وفي ختام حديثه، دعا الأب بشير بدر المؤمنين إلى مرافقة الكرادلة بصلواتهم، قائلاً “الكنيسة الكاثوليكية تقف اليوم على مفترق طرق العالم يتغير بسرعة، والتحديات كثيرة لذلك، نحن بحاجة إلى راعٍ جديد يكون على مثال قلب الرب، كما قال النبي إرميا، وقادر على قيادة الكنيسة في هذا الزمن الحافل بالأسئلة.”
مضيفا “نصلي أن يلهم الروح القدس الكرادلة المجتمعين، وأن يمنحهم نعمة التمييز والحكمة في اختيار خليفة القديس بطرس.”
تنوع غير مسبوق
يُذكر أن الكرادلة المشاركين في الكونكلاف يمثلون أكثر من 70 دولة، وهو ما يجعل من هذه الدورة واحدة من الأكثر تنوعًا في تاريخ الكنيسة، مما يعكس أيضًا التحدي في التوفيق بين الخلفيات الثقافية والتجارب الرعوية المختلفة.
وقد أفاد مراسلو وكالة فرانس برس من ساحة القديس بطرس أن الآلاف من المؤمنين والسياح انتظروا بفارغ الصبر نتيجة الجولة الأولى، والتي انتهت بلا دخان أبيض، لكن بأمل يتجدد في الجولات المقبلة.
وبينما يترقب العالم الخارجي تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة الكنيسة الشهيرة، تبقى العيون مرفوعة نحو السماء، انتظارًا لما ستحمله الأيام القليلة المقبلة من مفاجآت، في مسار لا يتبع المنطق السياسي بل منطق الروح.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment