السابق بعد ٢٥ عاما من العمل… خمسة آلاف نزيل يستفيدون من مبادرة “خدمة زيارة السجون”
رابط المقال: https://milhilard.org/9mtp
تاريخ النشر: ديسمبر 14, 2021 12:42 م
Group of christianity people praying hope together
رابط المقال: https://milhilard.org/9mtp
بقلم الدكتور فادي حداد
لا شك ان الله حزين جدا على الأنقسامات والتحزبات التي وصلت اليها جماعة المؤمنين الذين تابوا عن خطاياهم وقبلوا يسوع المسيح مخلصا وسيدا على حياتهم. هؤلاء دعاهم السيد المسيح “أحباءه وأخوته”، لكن العالم دعاهم “مسيحيين” واعتبرهم أتباع دين جديد. لكن المسيح لم يأت بدين جديد بل أتى ليفدي ويملك على قلوب الناس ليكونوا أبناء الله ويسكنوا معه في الأبدية. جميع المؤمنين بالمسيح قد أصبحوا جسدا واحدًا له أطراف وأعضاء مختلفة مرتبطة ببعضها البعض. إن تألم أحدهم يشعر معه الآخرون وان فرح أحدهم يفرح معه الآخرون.
ويقول الرسول بولس أيضا للكورونثيين ” أما انتم فجسد المسيح وأعضاءه أفرادا لأننا جميعا بروح واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد فأن الجسد أيضا ليس عضوا واحدا بل أعضاء كثيرة”. ثم يقول ” إن وثق احد بنفسه انه للمسيح فليحسب هذا أيضا من نفسه انه كما هو للمسيح كذلك نحن أيضا للمسيح”. ( كورونثس الأولى 12/ 13،14 و27)
أوصى المسيح تلاميذه قائلا ” أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم ، بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي” وأوصاهم أن يغسلوا أقدام بعضهم البعض وعلّمهم أن كبيرهم هو خادمهم وصلى لكي يكونوا واحداً كما انه هو والأب واحد.
ما هو واقع الحال في العالم الآن للذين يدعون مسيحيين ؟
قال الرب يسوع إن أي مملكة تنقسم على نفسها تسقط. أليس الانقسام هو خطة الشيطان؟ فشل الشيطان بأن يغلب الرأس الذي هو الرب يسوع المسيح فنزل وفيه غضب عظيم ليهاجم الجسد الذي هو جماعة المؤمنين. فكيف نسمح لإبليس أن يتدخل بهذا الشكل الواضح ليقسم الجسد؟
يكلّم الرسول بولس أهل كورنثوس بحدة قائلا ” لا أكلمكم كروحيين بل كجسديين فانه فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر. لأنه متى قال واحد أنا لبولس وآخر أنا لأبولوس أفلستم جسديين. ( كورونثس الأولى 3/ 3و4 )
قد يقول احدهم إن الانقسام سببه ان البعض تبنى تعاليم مختلفة عما تظنه مجموعتهم ( طائفتهم )، وقد يعتبرون تلك التعاليم هرطقة أيضا أو أن الانقسام حصل لأن البعض لم يتبعوا مجموعتهم أو ان البعض لم يعترفوا بسيادة رئيس طائفتهم وسلطانه.
كيف نقول ذلك ونحن نقول ان الرب يسوع المسيح هو رئيسنا؟
يقول السيد المسيح في انجيل مرقس( 3/ 35) “ان من يصنع مشيئة الله هو اخي وأختي وأمي” و في انجيل لوقا ( 9/49-50 ) قال يوحنا للرب يسوع ” يا معلم رأينا واحدا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لأنه ليس يتبع معنا” فقال له يسوع “لا تمنعوه لأن من ليس علينا فهو معنا”.
قال يسوع ” من يحبني يحفظ وصاياي” . ان السيد المسيح وحده هو الذي يعرف من له ومن ليس له وهو الذي سيدين العالم وهو الذي سيميز بين الجداء والخراف لأنه عارف كل شيء وقد قال ” ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل مشيئة أبي”.
قد تختلف التعاليم الثانوية بين الطوائف إلا أن تعاليم المسيح هي نفسها ولا اختلاف في فهمها. فلنتواضع وننهض من الحفرة التي حفرها إبليس فسقطنا نحن فيها، فما يوحدنا هو المسيح لا سواه.
كل واحد منا عليه أن يتساءل لماذا يعتبر نفسه أنه صاحب التعليم الصحيح وان أي تعليم آخر هو مضل؟ أليست الحالة هي نفسها التي واجهها الأمم الذين آمنوا بالمسيح مع الذين آمنوا من أصل يهودي؟ طبعا هنالك اختلافات في الممارسات والمعتقدات لكنها ثانوية وغير أساسية للخلاص.
يقول الرسول بولس لأهل رومية (14/1-5) بعدما تكلم ان واحدا يأكل بقولا بينما الآخر يأكل كل شيء و واحد يعتبر يوم دون يوم و آخر يعتبر كل يوم وكل منهم يؤمن انه على حق وانه يفعل مشيئة الله “من انت الذي تدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت او أو يسقط والله سيثبته “.
أخشى أننا بعد أن آمنا بالمسيح ( وهذا الأيمان هو أساسا نعمة من الله ) عدنا لممارسة طقوس وفرائض من صنعنا تماما مثل أهل غلاطية الذين وبخهم الرسول بولس في رسالته بعدما ابتدءوا بالروح عادوا واستعبدوا أنفسهم للطقوس والفرائض في محاولة منهم لإرضاء الله و لنيل الغفران (غلاطية 3/1-5).
يؤكد الرسول بولس للمؤمنين “أنهم بالنعمة مخلصون بالأيمان ليس بالأعمال لكي لا يفتخر احد” ( افسس 2/ 8- 9 ). ويقول ” المسيح محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا مسمرا إياه بالصليب…..فلا يحكم عليكم احد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة أما الجسد فللمسيح. لايخسرنكم احد الجعالة (المكافئة) راغبا في التواضع وعبادة الملائكة…. إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان هذا العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض لا تمس لاتذق لا تجس التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا الناس “(كولوسي 2/ 14و 18و20) .
يبدو أن أكثر الخلافات والانقسامات بين المؤمنين بالمسيح نابعة من اختلافات في الممارسات والتمسك بمعتقدات ثانوية وفرائض لا علاقة لها بخلاصنا. هذه دخلت الى كنيسة المسيح على مدى العصور وأصبح أتباعها أعداء مع الآخرين من الذين في نفس جسد المسيح.
يقول الرسول بولس لأهل غلاطية “فأثبتوا إذا في الحرية التي حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضا بنير العبودية” ويحثهم للسلوك بالروح مبينا أن أعمال الجسد ظاهرة كعبادة الأوثان… والعداوة والخصام والغيرة والتحزب والشقاق والبدع … (غلاطية 5 / 1 و 8-20 ).
نحن المؤمنون بالمسيح مدعوون لنفرح قلب الله ونبطل عمل إبليس بأن لا ندين بعضنا البعض وأن نقبل كل من يدعى باسم المسيح ونحبهم كما أحبنا ويحبهم الله ألآب. نحن المؤمنون بالمسيح اخوة و أبناء الله ألآب وعروس المسيح الجسد الواحد الذي سيسكن مع المسيح في الأبدية. مكتوب ان العالم سيعرف أننا أبناء الله إن أحببنا بعضنا بعضا.
علينا نحن المؤمنين بالمسيح أن نسترشد بالروح القدس الذي يعلمنا كل شيء بينما ندرس كلمة الله لنحيا بموجبها ( رسالة يوحنا الأولى 3/ 27 ) وان نطلب من الله نعمة التواضع والمحبة لنحيا كما يحق لأنجيل
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.