السابق اهتمام ديني و مدني بموضوع المساواة في الإرث – من نشرة ملح الأرض رقم 60
رابط المقال: https://milhilard.org/60qw
تاريخ النشر: يناير 20, 2023 3:15 م
رابط المقال: https://milhilard.org/60qw
من موقع بطريركية اللاتين في القدس
ومَضى مِن هُناكَ، فجاءَ بِلادَ اليَهودِيَّةِ عِندَ عِبْرِ الأُردُنّ، فَٱحتَشَدَت لَدَيهِ الجُموعُ مَرَّةً أُخرى. فأَخَذَ يُعَلِّمُهم أَيضًا على عادَتِه. (مرقس 10: 1)
الأردن جزء لا يتجزأ من الأرض المقدسة، بدليل موقع معمودية الرب وخدمته المبكرة على أرضه. وقد أكد المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي في الأردن، على أن حضورنا كان أكثر من مجرد رحلة حجّ، بل “زيارة تضامنية” مع أولئك الذين يعيشون إيمانهم المسيحي هنا.
لقد تمّ الترحيب بنا في جميع الرعايا التي زرناها، وقد وجدناها تنبض بالحياة. وصفها البابا فرنسيس خلال زيارته إلى الأردن: “الجماعات المسيحية متواجدة في البلاد منذ الأزمنة الرسولية، وتسهم في الصالح العام للمجتمع الذي اندمجت فيه اندماجا كاملا[1]“
“. تم تسليط الضوء على المدارس المسيحية كأماكن لتنمية الإنسان واللقاء بين الأديان. لقد شهدنا الرعاية المؤثرة التي يقدمها المسيحيون للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم. وسمعنا عن الدور المهم الذي يلعبه المسيحيون في بناء جسور الرجاء بين المجتمعات. وقد التقينا بعدد من الشباب المسيحيين الذين على الرغم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة، ما زالوا ملتزمين التزاما كبيرا بإثراء الكنيسة والمجتمع.
نحن نشجع الحجّاج من بلداننا المختلفة على القدوم ومقابلة هذه الجماعات المسيحية، وكذلك زيارة الأماكن المقدسة في الأردن التي هي غاية في الأهمية. الصلاة مع مسيحيي البلاد والتعلم منهم – من “حجارتها الحية” – ستعمل على تعزيز وتقوية إيمان الحجّاج.
كما حدث في الرحلات السابقة لوفد تنسيقية الأساقفة إلى الأردن، شاهدنا الجهود الدؤوبة والحيوية لأشخاص استلهموا من الإنجيل القوة والعزيمة للدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه. ومن أبرزها دعم اللاجئن الهاربين من العنف في العراق وسوريا واليمن، ومن خلال توفير السكن والتدريب المهني، والمرافق الطبية والخدمة الرعوية والمناصرة.
يستضيف الأردن اليوم نازحين أكثر من أي بلد آخر. والذين التقينا بهم من العراق لديهم رغبة ضئيلة في العودة إلى ديارهم، بسبب استمرار غياب الأمن وانعدام الفرص. نحن نشجّع التعامل الكريم مع جميع أولئك الذين يبحثون عن ملاذ هنا، وخاصة حقّ الوصول إلى الرعاية الصحية وحقّ العمل. كما ندرك الضغوطات الواقعة على المجتمع الأردني الذي رحّب باللاجئين والذي يفتقر إلى الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم، لا سيما في ظل المناخ الاقتصادي ومستويات البطالة المرتفعة. من الضروري أن تلعب دولنا دورها في تخفيف الضغط عن الشعب الأردني، من خلال زيادة المساعدات الإنسانية والترحيب على نطاق أوسع باللاجئين أنفسهم.
لقد سمعنا في كثير من الأحيان عن الاحترام الكبير الذي تحظى به العائلة الهاشمية المالكة لكون ساداتها صانعي سلام وداعمين للحوار بين الأديان. لقد أذهلنا احترام الكرامة الإنسانية الذي شهدناه في الأردن وكم من المسيحيين يقدرون نعمة الأمن والأمان المتوفرين في البلاد. هذا يتناقض مع الانتهاكات ضد كرامة الإنسان المتزايدة في أماكن أخرى من الأرض المقدسة. نحن نشارك المخاوف العميقة التي عبّرت عنها الكنائس الكاثوليكية المحلية، في رسالتها الأخيرة، من التهديدات للتعايش السلمي في إسرائيل، وتصاعد العنف في الضفة الغربية، والنمو المطّرد للمستوطنات الذي يتعارض مع القانون الدولي، وازدياد حصيلة القتلى الفلسطينيين وهي الأعلى منذ أكثر من عشرين عاما. نردد صدى دعوة قادة الكنيسة لعملية سلام حقيقية متجذرة في القانون الدولي، من أجل منح الشعب الفلسطيني حريته، واحترام الحقوق المتساوية لجميع المجتمعات[2].
من جبل نيبو، حيث نظر موسى لأول مرة إلى أرض الميعاد، رأينا أرضًا هي الآن منقسمة انقساما شديدا. وحملنا في قلوبنا جميع الأشخاص الذين قابلناهم والذين يتوقون إلى مستقبل أفضل لأنفسهم ولأسرهم وأوطانهم. تذكَّرنا رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر في ذلك المكان: “إن ذكرى موسى تدعونا إلى” رفع أعيننا “ليس فقط لنحتضن بامتنان أعمال الله العظيمة في الماضي، ولكن أيضًا للنظر بإيمان وأمل إلى المستقبل الذي يهيئه لنا ولعالمنا “[3].
نلتزم بمواصلة الصلاة ووفع الدعاء من أجل أخواتنا وإخوتنا في جميع أنحاء الأردن وفلسطين وإسرائيل وكل أرجاء المنطقة، واثقين بوعد الله لجميع سكّان هذه الأرض.
شكلت لجنة تنسيق الأساقفة من أجل الأراض المقدسة من قبل مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في إنجلترا وويلز، وقد أنشأه الكاردينال توران، بمباركة البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 1998 وموافقة الكرسي الرسولي، لدعم كنيسة الأرض المقدسة. تتألف من عدد من الأساقفة من بلدان مختلفة يقومون بزيارة الأرض المقدسة كل عام في شهر كانون الثاني، بهدف التضامن مع الكنائس المسيحية وتجربة حياة الكنيسة المحلية.
برنامج زيارتهم لعام 2023 الكامل متاح أدناه.
البيان الختامي لوفد تنسيقية الأساقفة من أجل الأرض المقدسة 2023 متوفرة باللغات التالية:
[1] البابا فرنسيس، اللقاء مع سلطات المملكة الأردنيّة الهاشميّة (24 أيار 2014)
[2] مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، خواطر حول التطورات السياسية والاجتماعية الأخيرة في الأراضي المقدسة (12 كانون أول 2022)
[3] البابا بندكتوس السادس عشر، زيارة كنيسة جبل نيبو (9 أيار 2009).
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.