السابق الاتحاد الأوروبي يطلق حملة 16 يوم بكونسرت بلغاري
رابط المقال: https://milhilard.org/v6lq
تاريخ النشر: نوفمبر 27, 2021 2:10 م
رابط المقال: https://milhilard.org/v6lq
الكلمة الافتتاحية لمؤتمر التجمع الوطني للفعاليات المسيحية في جامعة بيت لحم –
الجمعة 26 كانون اول 2021
بعنوان: تعزيز الوجود والحضور المسيحي في فلسطين
أحييكم أيها الإخوة جميعًا. “كانوا كلهم قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة”. هذا ما يقوله الكتاب المقدس عن الجماعة المسيحية الأولى التي نشأت هنا في القدس. وهذا ما نسعى إليه اليوم. في هذه الأيام التي تسبق عيد الميلاد، ونسميها زمن المجيء، أي مجيء السيد المسيح، الذي يذكِّرنا بحياة جديدة وفرح جديد وسلام جديدـ وعالم جديد، نقرأ في صلواتنا الصباحية مقطوعات من الإنجيل المقدس تتكلم على الأواخر، ونهاية العالم. وتصف النهايات بأنها ستكون أيام كوارث و شدائد كثيرة. في الكون ستكون علامات دمار، الشمس تخسف، والقمر لا يعطي ضوءه، والكواكب تتساقط، وأركان البحر تتزعزع. وفي الإنسان ستكون علامات: سيقوم الأخ على أخيه، والإنسان يضطهد الإنسان. وستكون أيام شدة. كنت أتأمل في هذا الكلام في صلاتي الصباحية قبل أيام. وقلت: شدائد كثيرة حدثت وستحدث. وهي اليوم حادثة، ونحن فيها.
تابع تفاصيل المؤتمر هنا
نحن اليوم في شدة كبرى. هي شدة الاحتلال. ونحن في شدة كبرى ثانية، هي شدة الانقسام وعدم الوحدة بيننا فلسطينيين. ونحن اليوم، هذا اليوم وهنا، في شدة بسيطة، تكاد لا تذكر، لكنها شدة، وهي ما أحاط بهذا الاجتماع من ضغوط وتشويش وسوء فهم. هذه أيضًا شدة من الشدائد التي تحدث بين الإخوة. كنت أصلي. وصليت من أجل كل من يقيم العقبات.
وصليت من أجل كل من يشوش، ويضغط ويخاف هذا الاجتماع. صليت من أجل كل المسؤولين عن الأمن، حتى يؤيدهم الله في مهمتهم، ويباركهم – البطريرك ميشيل صباح
وصليت من أجل كل من يشوش، ويضغط ويخاف هذا الاجتماع. صليت من أجل كل المسؤولين عن الأمن، حتى يؤيدهم الله في مهمتهم، ويباركهم، ويهبه القدرة على توفير الأمن والحفاظ على طمأنينة الناس. والآن ماذا في هذا الاجتماع؟
ولماذا أحيط بكل هذا التشويش أو الخوف؟ هذا الاجتماع جهد مسيحي، من أجل وحدة المسيحيين، ومن أجل مزيد من المحبة بين المسيحيين. ولكن الكل يعلم ونريده أن يعلم أن محبة المسيحي تفيض على كل الأطر المسيحية، فتخرج من كنائسنا وكل مؤسساتنا الاجتماعية لتخفيض وتشمل كل الناس.
محبتنا المسيحية محبة لكل خلق الله، للمسلم والمسيحي. كلنا إخوة مهما كان الدين، والوطن بحاجة إلى مؤمنين، إلى مسيحيين مؤمنين وإلى مسلمين مؤمنين، والمؤمن الصحيح هو الذي يرى أن جوهر الدين هو عبادة الله ومحبة كل خلق الله. فالكل إخوة كما يقول علي بن أبي طالب: الناس اثنان، إما أخوك بالدين وإما نظيرك في الخلق. في كلا الحالتين، من دينك أو من غير دينك، الآخر هو أخوك. وهذا في الإسلام والمسيحية على السواء.
وبناء عليه، تجمُّع مسيحي هو تجمُّع إخوة من أجل خير الإخوة جميعًا، وليس تجمُّعًا طائفيًّا. ليس تجمُّعًا لمواجهة أحد، أو للحلول محل أحد، بل لمساعدة كل أحد، وللقول لكل أحد: أنت أخي، وأنا أخوك. هذا التجمع في هذا المساء، هو ثمرة جهود كثيرة سبقته، لتوحيد الجهود و توحيد المحبة، ليكون الجميع قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة. كنائسنا بحاجة إلى وحدة في القلب وإلى محبة.
ووطننا بحاجة إلى وحدة، وإلى محبة، بهما يوجَد ويُبنَى. وحدة في كل أركان الوطن، في كل أبناء الوطن في غالب الصعاب المتراكمة عليه، ويغلبها بالوحدة والمحبة. بوحدتنا و محبتنا بعضنا لبعض، و بإرادتنا وصمودنا، سنصل، ولو أغلق العالم دوننا أبواب الحرية والاستقلال، كما هو الحال، ولو أغلقوا القدس، كما هو الحال. امام المحبة والوحدة تُفتَح أبواب الحرية والاستقلال، وتفتح أبواب القدس أيضًا لصلاتنا ومحبتنا، فتكون عاصمة لنا، لقلوبنا، وصلاتنا، لدولتنا. هذا اللقاء يوحد جهود ومحبة المؤسسات غير الحكومية المسيحية العاملة في هذا الوطن. يوحد محبتها فتتضاعف ثمارها. والإنسان بالمحبة يقوى، والوطن كله بالمحبة يقوى.
هذا التجمُّع هدفه هو أن يعيش المسيحي عيشًا كاملًا وصية المحبة التي تركها لنا السيد المسيح. فلا يبقى أحد في كنائسنا غريبًا أو متروكًا أو ضعيفًا أو خائفًا. بل يعرف أنه في جماعة يحب أعضاؤها بعضهم بعضًا، وهي قلب واحد ونفس واحدة. كل رعية يجب أن تصبح عائلة واحدة، لا تهمل أيّ فرد من أفرادها. وكل رعايانا وكل كنائسنا يجب أن تصبح عائلة واحدة، مع اختلافاتنا وانقساماتها. فنحن بحاجة إلى كل هذا التجمع وإلى غيره، نحن بحاجة إلى كل الجهود العاملة من أجل تثبيت المحبة في القلوب وعلى الأرض، أيًّا كانت صورتها.
لأن المحبة لا تخيف. يقول القديس يوحنا في رسالته الأولى: مع المحبة ينتفي الخوف (١ يوحنا ٤: ١٨). ويجب أن ينتبه المسيحي ان محبته لنفسه وكنيسته، بما أنها محبة تفيض على جميع الناس، محبته هذه لا تصنع طائفية مغلقة، ولا تجمُّعًا لمواجهة أحد، بل لمساعدة كل أحد. بالمحبة نبني مجتمعًا منفتحًا، الجميع فيه إخوة ويشعرون أنهم فعلًا إخوة، متساوون، نحن نصنعه، والمحبة تحمينا من كل ويلات الطائفية، ومن اختناقات وانحرافاتها واعتداءاتها. نحن بحاجة إلى مواطن قادر على المحبة.
نحن بحاجة إلى مؤمن مسيحي ومسلم قادر على المحبة، لأنه بمثل هذا المواطن يُبنَى الوطن. أحيي هذا التجمع، تجمع الفعاليات المسيحية في فلسطين. أرجو لكم المثابرة، أرجو لكم التوفيق، اطمئنوا وسيروا. والكل يساندكم. لأنه تجمع للجميع، لا لفئة دون فئة. وهو قوة للجميع، لا لفئة دون فئة.
قوتنا هي قوة المحبة، التي تريد الخير لأنفسنا وللجميع
وحاجتنا كبيرة، حاجة مجتمعنا وكنائسنا وجهدنا لاستعادة الحرية، بحاجة إلى قوة تحب. لذلك نقول دائما، إن قوتنا هي قوة المحبة، التي تريد الخير لأنفسنا وللجميع. فإلى الأمام أيها الإخوة. و تعاضدوا وتكاتفوا، كما قال الرسول بولس: “فأتموا فرحي بأن تكونوا على رأي واحد ومحبة واحدة وقلب واحد وفكر واحد.
لا تفعلوا شيئا بدافع المنافسة أو العجب، بل على كل منكم أن يتواضع ويعد غيره أفضل منه، ولا ينظرن أحد إلى حاجة نفسه، بل إلى حاجة غيره. وليكن فيما بينكم الشعور الذي هو أيضا في المسيح يسوع” (فيلبي ٢: ٢-٥).
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.