السابق هل ممنوع تطوع الأجانب في الكنائس الأردنية؟
رابط المقال: https://milhilard.org/et7n
عدد القراءات: 466
تاريخ النشر: أكتوبر 13, 2021 5:31 م
رابط المقال: https://milhilard.org/et7n
دانيا قطيشات- المغطس
تفاقمت مشكلة البطالة وقلّة فرص العمل في محافظة الزرقاء لدى جميع الشباب وخصوصا الشباب المسيحيين الذي يواجهون صعوبات أعلى في ايجاد فرصة عمل كون أغلب الفرص تذهب للشباب المسلمين حسب وجهة نظرهم.
صدام هلسة شاب من محافظة الزرقاء عمره 26، تخرّج من الجامعة الأردنية بتخصص الهندسة ولم يستطع لغاية الآن إيجاد فرصة عمل له على الرغم من الوعود التي بنى أحلامه عليها بالتوظيف في مهنة الهندسة من نائب المقعد المسيحي الذي بنى دعايته الانتخابية على أحلام الشباب حسب ما قال صدام “للمغطس” ويضيف في مقابلته : ” وعود العمل بعد التخرج كانت أشبه بفقاعات وردية طارت مع تجاهل نواب المقعد له ولأبناء ديانته”، واليوم وبعد عامين من تخرجه يعاني صدام من ايجاد وظيفة تعيله هو وعائلته فذهب ليعمل بمهنه أبعد كل البعد عن أحلامه ولكن لم يقف حلمه هنا بل ما زال صدام يبحث عن وظيفة تحقق آماله في رفع مستوى معيشته حتى لا يصبح اسير البطالة”.
يذكر أن نسبة البطالة في الزرقاء بلغت حسب دائرة الاحصاءات العامة 24.8% خلال الربع الثاني من عام 2021 منها 8% من أبناء الديانة المسيحية فقط ما بين ذكور واناث، بزيادة نسبتها 2% عما كانت عليه قبل عامين.
كيف أثر اللاجئون على بطالة المسيحيين في الزرقاء؟
ذكرت الشابة حلا فوزي و البالغة من العمر 22 عام وهي طالبة في الجامعة الهاشمية في مقابلة “للمغطس” أن اللاجئ المسيحي في بداية الربيع العربي زاحم المواطن المسيحي الأردني ذو الدخل المتدني على تلقي المساعدات المقدمة من الكنيسة وأدى ذلك الى شُح في تقديم المساعدات للأردنيين، والان تم حل هذا الموضوع بزيادة المساعدات المقدمة لنا، ولكن لم تنتهي المشكلة هنا بل قام اللاجئ المسيحي بمقاسمة المواطن المسيحي بشكل خاص والأردني بشكل عام الوظائف التي تتسم أصلًا بانعدامها في المحافظة.
وانتقد مجموعة من الشباب المسيحيين في الزرقاء دور نواب المدينة في حل قضية البطالة وتوفير فرص عمل، بدورة رد النائب د. هايل عياش عن المقعد المسيحي في المحافظة في مقابلة “للمغطس” قائلا ” في بداية الربيع العربي وعند هجرة اللاجئين من بلادهم للأردن قاسم اللاجئ المساعدات والموارد المقدمة من الكنيسة للمواطن المسيحي الأردني ولكن تم تصحيح هذا الأمر بالعمل بمبدأ العدالة، انا أنفي تماما الاتهامات الموجهة لنا نحن نواب المقعد المسيحي المتعاقبين بالتقاعص بحل مشكلة بطالة الشباب المسيحيين، فقد أدينا أدوارنا تجاه أبناء ديانتنا على أكمل وجه”، ووضح عياش أن الأداء ما بين نواب المقعد في السنوات السابقة يمكن وصفه بأنه تصاعدي الى أن وصلنا الى حالة من الرضى العام خاصة في محافظة الزرقاء.
وذكر النائب “للمغطس” بأنه لا بد من أنه كان هناك تقصير في بداية الأمر ولكن تم معالجته والعمل على عدم تجاهل سوء أحوالهم المادية وهناك عمل على قدم وساق لتحسين حياة المواطنين المسيحيين في الزرقاء، وذكر بأن اللاجئ المسيحي في بداية الربيع العربي كان قد ضغط على الكنيسة في الموارد والاحتياجات المقدمة منها مما أدى الى شح فيها ولكن الخير كان كثير وأصبح فيما بعد هناك زيادة في هذه الموارد حتى لا يتكرر ما حصل في بداية اللجوء وأضاف بأن الكنيسة لم تنظر للاجئ المسيحي بأنه حمل زائد لأن الكنيسة من الجميع وللجميع.
هل ممنوع تطوع الاجانب في كنائس الاردن
كيف أثرت كورونا على أبناء الديانة المسيحية في محافظة الزرقاء؟
الشاب حازم جورج مصاروة الذي يبلغ من العمر 23 عام وهو عاطل عن العمل أيضًا أكد “للمغطس” أن خلال فترة الجائحة ظهرت معالم التفريق ما بين الطوائف والكنائس، فقد ذكر أنه خلال فترة الجائحة كانت كل كنيسة تهتم فقط بإعطاء المساعدات المقدمة من الكنيسة لأبناء الطائفة لا للمسيحيون بشكلٍ عام.
وأضاف بأن هذا الأمر أدى لانعدام التعاون بين الكنائس في المحافظة مما أدى لارتفاع نسبة ابناء الديانة اللذين باتوا تحت خط الفقر.
الكاهن خالد قاقيش: نواب المحافظة المسؤلون عن ازياد بطالة الشباب المسيحيين
وتحدث رئيس كنيسة القديس جيورجيوس الكاهن خالد قاقيش “للمغطس” عن أسباب البطالة في المحافظة وتداعياتها على المجتمع المسيحي، وقال:”إن من أهم هذه التحديات هو ازدياد نسبة الفقر والبطالة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وأنا أحمّل هذه المسؤولية لنواب المقعد المسيحي في المحافظة” ، وأضاف بأن مسيحيي المحافظة يعانون من البطالة وقلة فرص العمل وبأنه نتيجةً لهذا الازدياد نسبة كبيرة منهم رحلوا الى مدن أردنية اخرى للبحث عن لقمة العيش وليُعيلوا عائلاتهم.
وأضاف قاقيش أن نسبة كبيرة أيضاً من مسيحي الزرقاء هاجروا إلى خارج الأردن مما أدى الى تقلص نسبة المسيحيين في المحافظة بشكل خاص وفي الأردن بشكل عام اثر هجرتهم خارج المملكة.
ونوه قاقيش “للمغطس” إلى أنه وللأسف احتكر بعض المسلمون الوظائف في القطاع الخاص لصالح ابناء ديانتهم ولكن هذا الأمر تم حلّه من خلال التعاون ما بين مجلس الكنائس وأئمة المساجد ومحافظ الزرقاء.
كيف تداركت سيدات المجتمع المسيحي مشكلة البطالة والفقر في محافظة الزرقاء؟
كوثر النمري سيدة أردنية مسيحية عملت في قطاع التمريض لمدة طويلة وعند بلوغها سن التقاعد قبل أربع أعوام قامت وصديقتها في بداية الأمر بزيارات تفقدية للنساء المسيحيات في المحافظة تحت اسم “رسالة المسيح”، و الجدير بالذكر أن هذه الزيارات كانت من منطلق انساني وروحي بحت وشاركت النمري خدماتها مع القساوسة بمختلف طوائفهم لتوسيع الزيارات للنساء الأرامل والمستقلات أي غير المتزوجات وكبيرات السن، وقد بدأ الأمر بإعالة 6 سيدات ليصل الى 65 سيدة خلال 4 سنوات.
تضيف النمري في حديثها “للمغطس” بأنها وبمساعدة الكنيسة المعمدانية قامت بفتح جمعية البركة لإعالة الأرامل لهؤلاء النساء لتصبح المساعدات أشمل، اذ قامت الكنيسة بمشاركة أشخاص من داخل وخارج الأردن مشاكل تلك النساء من فقر وبطالة ليقوموا بتقديم المساعدات، فقاموا هؤلاء الأشخاص بإعانة الجمعية ليصبح فيها مطابخ انتاجية وخياطة وأشغال يدوية مختلفة.
وتختلف نشاطات الجمعية فعلى سبيل المثال تقدم الجميعة دروس من الكتاب المقدس يقدمها القسيس لهؤلاء النساء حيث ان جميع من يعمل بهذه الجمعية يقدموا خدماتهم بشكل تطوعي بدون مقابل.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.