Skip to content
Skip to content

البابا فرنسيس: رحل الجسد، لكن الروح التي أنعشت قلوب الملايين، ستبقى حيّة بيننا

تاريخ النشر: أبريل 21, 2025 3:47 م
6805fbcc29570

رصد- ملح الأرض

امتلأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تنعى وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أميركا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، الذي توفي الاثنين عن عمر يناهز 88 عاما بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاما.

ونشرت العديد من الشخصيات المسيحية في الأردن وفلسطين منشورات عبر منصاتها على السوشال ميديا عبرت فيها عن حزنها الشديد لفقدان البابا فرنسيس الذي وُصف بتوجهه الإصلاحي والمعتدل.

وكتب الملك عبدالله الثاني بن الحسين في منشور له عبر منصة إكس: أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس، رجل السلام الذي حظي بمحبة الشعوب لطيبته وتواضعه، وعمله الدؤوب للتقريب بين الجميع. ستبقى ذكراه خالدة في قلوب الملايين.

ونعت الملكة رانيا العبدالله البابا فرنسيس، والذي توفي اليوم الاثنين. وقالت الملكة في تغريدة عبر إكس: “يودع العالم اليوم بحزن عميق قداسة البابا فرنسيس.. يرحل الشخص ويبقى أثره، سنتذكر دائماً صوته الإنساني وجهوده في الدفاع عن المظلومين والمقهورين في غزة وكل بقاع الأرض”.

وفي بيان غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريركية القدس للروم الأرثوذكس في القدس: بقلبٍ حزينٍ، راسخٍ في وعد الرب القائم من بين الأموات، أشارك إخوتي المؤمنين في أرجاء المكسونة الحداد على انتقال قداسة البابا فرنسيس، أسقف روما، الذي عاد اليوم إلى أحضان الآب السماوي.

كانت حياة البابا فرنسيس شهادةً نيّرةً للإنجيل، ورسالة حيّة لرحمة السيد المسيح اللامحدودة، ونصيرًا ثابتًا للفقراء، ومنارةً للسلام والمصالحة بين جميع الشعوب. وفقًا لدعوة الرب: “طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون”. (متى ٥: ٩) حتى في مرضه، جسّد قداستهُ معنى التلمذة الحقة، فاحتضن الصليب بتواضعٍ مفعم بالرجاء، مُعلّمًا إيانا أن الحياة المسيحية هي مسيرة محبة وتضحية خالصة. وقد عكست وصيته الأخيرة، بأن يُشيع بجنازة بسيطة تتسم بالإيمان، عمقَ إخلاص روحه للرب، وللكنيسة التي رآها قطيعًا متواضعًا، لا مملكةً تتزين بأبهة العالم. ونحن إذ نستودع نفسه الطاهرة إلى رحمة الرب اللامتناهية، نرفع الصلاة قائلين: “نعمًا أيها العبد الصالح الأمين.. ادخل إلى فرح سيدك.” (متى ٢٥: ٢٣) لتكن ذكرى البابا فرنسيس خالدةً في الضمائر، ولتظل روحه المفعمة بالمحبة والعدل والسلام، العديد من القادة الروحيين والدنيويين لأجيالٍ قادمة.

البطريرك ثيوفيلوس الثالث مع البابا فرنسيس

اقرأ أيضا: الفلسطينيون، الفلسطينيون المسيحيون على وجه الخصوص، خسرنا صديقًا عزيزًا اليوم

المحامي هيثم عريفج قال في منشوره “رحيل البابا فرنسيس… قلب محب يتوقف عن النبض، لكن رسالته باقية: بقلوب يملؤها الحزن، نودّع اليوم البابا فرنسيس، هذا القائد الروحي الذي لم يكن فقط رأس الكنيسة الكاثوليكية، بل كان ضميرًا عالميًا حيًا، حمل رسالة المسيح الحقيقية بكل حب وتسامح وسلام. كان البابا فرنسيس مثالًا نادرًا في زمننا، فقد قدّم نموذجًا إنسانيًا عميقًا، وفتح أبواب الكنيسة وقلبها للجميع، دون تمييز، مؤكدًا أن جوهر الإيمان المسيحي هو المحبة، وقبول الآخر، والغفران. لقد عاش رسالته بتواضعٍ استثنائي، واستمر يذكرنا بتضحية المسيح على الصليب تلك التضحية التي علمتنا أن نحب دون شروط، وأن نخدم دون أن ننتظر مقابلًا.

الصحفية نادين النمري كتبت في منشور عبر الفيسبوك” في آخر ظهور له في قداس عيد القيامة امس الاحد كانت غزة والدعوة للسلام في غزة حاضرة في عظته البابا فرنسيس إلى حضن الأب السماوي، المسيح قام …. حقا قام”.

وفي منشور لـ وديع أبو نصار “كم هو مؤثر ان ينتقل البابا من الأرض إلى السماء اثناء احتفالنا بعيد قيامة المسيح من الموت! اشكر الله على البابا الراحل كما اعبر عن محبتي وتقديري للبابا فرنسيس عما قام به من اجل الكنيسة خاصة والعالم عامة، بالذات عبر دعمه للمهمشين والمظلومين. الراحة الابدية فليعطه الرب. والنور الدائم فليضيء له. ليستريح برحمة الله والسلام”.

الكاتبة والصحفية رولا سماعين قالت في منشورها: مع الابرار والقديسين بابا فرانسيس رحمك الله … حملت صليبًا كبيرًا جدًا في زمن صعب وعجيب! حاولت، كقائد حقيقي، أن تكون قويًا وشجاعًا في مواجهة التيارات الشرسة، ولتكون قدوة للكثيرين حول العالم. أحبك العالم، وأنت أحببت كل النفوس دون تمييز. انتقلت إلى الامجاد في أيام عيد القيامة المجيدة، وداعًا بابا فرانسيس.

رولا السماعين مع البابا فرنسيس

الصحفية رنا حداد من صحيفة الدستور قالت في منشورها “رحل البابا فرنسيس، وكأن آخر ما عمل، انه ذهب لزيارة عدد كبير ممن هم بالسجون رغم مرضه، البابا فرنسيس لم يكن زعيمًا دينيًا وحسب، بل إنسانًا يرى في كل شخص كرامة تستحق الاحترام، وفي كل اختلاف فرصة لفهم أعمق. في عالم مزّقته الحروب والانقسام، قال بصوت لا يُنسى: “نبني الجدران حينما نخاف من الآخرين، ونبني الجسور حينما نثق بأن الخير ممكن.” آمن أن الدين لا يجب أن يكون أداة حكم، بل وسيلة حب. وعاش ليقول للعالم: “لكل إنسان قصة تستحق أن تُروى، ولكل جرح دواء اسمه التعاطف.” السلام لروحه، والامتنان لمسيرته.

كما نعى المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام رحيل قداسة البابا فرنسيس، الخليفة الـ266 للقديس بطرس، ورأس الكنيسة الكاثوليكيّة وأسقف روما. واستذكر في بيان موقّع من مديره العام الأب رفعت بدر، العطاء الكبير والجزيل الذي قام به البابا فرنسيس عبر خدمته وقيادته لسفينة القديس بطرس.

وأوضح المركز بأنّ البابا فرنسيس قد أطلق العديد من النداءات والمناشدات من أجل العدالة وإسكات أصوات الأسلحة، ومن أجل السلام والوئام بين الأمم والشعوب، كما ورد في آخر كلمة ألقيت نيابة عنه يوم أمس في عيد الفصح المجيد خلال بركته لمدينة روما والعالم. وقال البيان: كان قداسته يهاتف يوميًّا الكهنة في كنيسة العائلة المقدّسة، ويطمئن عليهم ويشجع النازحين الذين هربون من أتون الحرب. وقد كان يأمل البابا فرنسيس قبل رحيله أيضًا أن تهدأ نار الحرب أيضًا بين المتحاربين في روسيا وأوكرانيا. لذلك ها هو يمضي وفي قلبه هاتان الأمنيتان؛ السلام في غزة وفي أوكرانيا”. كما أشار المركز إلى أنّ البابا فرنسيس قد دأب على تشجيع احتضان الإخوة المهجّرين واللاجئين من مختلف أنحاء العالم، وكان يصف البحر الأبيض المتوسط بأنّه مقبرة للإنسانيّة، نظرًا لوجود العديد من الضحايا الذين سقطوا في مياه البحر المتوسط هاربين وناشدين حياة حرّة كريمة.

كما لفت المركز الكاثوليكي في بيانه إلى الحوار الإسلامي-المسيحي في العالم أجمع، والذي حظي باهتمام كبير من البابا فرنسيس، والسمو به إلى منازل مرتفعة، وبالأخص بعد توقيعه وثيقة “الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، مع شيخ الأزهر، في شباط 2019 في أبوظبي. وأشار المركز أيضًا إلى اهتمام البابا فرنسيس الكبير بموضوع البيئة والتي كان يصفها بالـ”بيت المشترك” للإنسانيّة، كما وحسن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة من تواصل الاجتماعي وذكاء اصطناعي في خدمة الوفاق والسلام والخير العام، وليس الإساءة لكرامة الإنسان المقدّسة.

وأعربت البطريركية اللاتينية في الأردن، عن حزنها الشديد علي رحيل  قداسة البابا فرنسيس، أسقف روما وخليفة القديس بطرس، إلى بيت الآب السماوي.

 الرحيل في زمن القيامة وجاءت الوفاة في ثاني أيام الفصح المجيد، وهي المناسبة التي يحتفل فيها المسيحيون بقيامة السيد المسيح وغلبته على الموت، ما يُضفي طابعًا روحيًا خاصًا على لحظة الانتقال.

حسب البيان: خادم الإنجيل وصوت السلام وأشادت النيابة بمسيرة قداسته، حيث قاد الكنيسة الكاثوليكية بروح الإنجيل، وكان راعيًا أمينًا، وصوتًا عالميًا للسلام، ومدافعًا لا يكلّ عن الكرامة الإنسانية. وقد تميزت رسالته البابوية بالتواضع، والرجاء، والمحبة الشاملة.

دعوة للصلاة والاتحاد وفي ختام البيان، دعت النيابة جميع كهنة الأبرشية والمكرسين والمؤمنين في مختلف الرعايا إلى إقامة القداديس والصلوات لراحة نفس قداسته، وتوحيد النوايا من أجل الكنيسة الجامعة وهي تدخل هذا الزمن الروحي من الانتقال والرجاء.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment