Skip to content

ثلاث أسباب تحثنا للإشتراك في الإنتخابات النيابية القادمة

رابط المقال: https://milhilard.org/0gj9
تاريخ النشر: أغسطس 27, 2024 10:18 ص
القس سامر عازر

القس سامر عازر

رابط المقال: https://milhilard.org/0gj9

خاص ل “ملح الأرض”

القس سامر عازر*

الإنتخابات  النيابية لهذا العام تؤسس لمرحلة سياسية جديدة نأمل أن تنضج في العشرة سنين القادمة فيتحول مجلس النواب بغالبيته إلى نواب حزبيين يتبنون برامج عمل حزبية واقعية وقابلة للتنفيذ، تعمل على معالجة الكثير من القضايا التي تهم الناس وترتبط إرتباط وثيقا بحياتهم وتعمل على تعلية العمل المُؤسسي الذي يعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة وسيادة القانون والعدالة المجتمعية والمساواة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد والمحسوبية، وتسهم في خلق فرص جادة وحقيقية للشباب الأردني الواعد في الريادة والإبتكار ليكون قادراً أن يسهم حقاً في إكمال مسيرة الوطن في مئويته الثانية نحو المزيد من التطوير والتحديث وسياسة الاعتماد على الذات وجعل الأردن متقدماً في كل المجالات وكل القطاعات الحيوية. 

ففي العاشر من الشهر القادم أيلول تطرق أبوابَنا الإنتخاباتُ النيابية، وليس لنا إلا أن نفتح لها الأبواب مرحبين بها، وخصوصاً أنها ضمن الرؤية الملكية السامية بالتحديث السياسي وصولاً إلى أحزابٍ أردنيةٍ وطنيةٍ قادرةٍ على النهوض بالشأن الوطني والعملِ ضمن عملٍ جمعي مؤسسِي يهدف إلى النهوض بالوطن وتحديثه وخدمة المجتمع الأردني بكافة أطيافه ومكوناته ومن أقصى شماله إلى جنوبه، لذلك لا بدّ من المشاركة الواسعة في العملية الإنتخابية بكل جدية وإلتزام جماعاتٍ وزرافاتٍ، فنتحدى أنفسنا بأنَّ نرفعَ نسبةَ المشاركة هذه المرة إلى أعلى نسب مشاركة من أية إنتخابات نيابية سابقة، إكراماً لله والوطن والملك، لماذا؟

“لإنها مسؤولية دينية بأنْ نساهم في الخير العام والشأن العام”

أولاً، لأنَّها مسؤولية دينية بأنْ نساهم في الخير العام والشأن العام “فنقضيَ حياةً أمنةً مطمئنَّةً هادئةً في كلِّ تقوَى ووقار” (1 تي 2:2)، مما ينعكس على خير المجتمع بأسره واستقراره وتقدمه. مسؤوليتنا الدينية تُملي علينا عدم التقاعس أو العزوف، بل التوجه نحو صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتنا لاختيار الأكفأ والأجرأ والأقوى والأكثر خبرة في العمل التشريعي والعمل الرقابي على سير أداء الحكومة. وبعبارة بسيطة، مجلس نواب قوي يعني مساءلة ومتابعة ومحاسبة وتحسين أداء وتحسين واقع ونهضة حقيقية شاملة تشمل كافة قطاعات الحياة، وهذا ما يستحقه الأردن وما يسعى إلى إليه كل مواطن أردني. 

“انتماء لثرى الأردن الطهور، الوطن الأغلى”

ثانيا، ،انتماء لثرى الأردن الطهور، الوطن الأغلى، الذي ترخص أمامه دماؤُنا ولا يعلا عليه شيء، فوطنُنُا الأردن عزّنا وفخرنا ومهوى أفئدتنا، وهو يستحق منّا أن نعمل ليل نهار لأجل رفعته وتقدمه وإزدهاره، وأن نحافظ عليه حفاظنا على أنفسنا وعلى أولادنا، في قوة ومنعة الأردن مصلحة وطنية عليا، وقوة لفلسطين والقضايا العربية وللرسائل العالمية في الوئام الديني والسلام وقبول الآخر. 

ثالثا، ولاء لجلالة الملك المفدى الذي يقود عملية التحديث السياسي والإقتصادي والإجتماعي، ويسير بمركب السفينة نحو المزيد من التطوير والإنجاز وخدمة كافة أبناء الأردن لتكون كرامةُ الأردني فوق أي إعتبار ويكون بلدُنا جاذباً لأبنائه أصحابَ الخبرة والكفاءة والمقدرة في مجالات علمية وعملية متخصصة، فهم الأولى بخدمة بلدهم من بلاد الإغتراب وخدمة قضاياه الوطنية والقومية والإنسانية.

“فلنهّب لنشترك في عملية التحديث السياسي الذي وضعنَا يَدُنا عليه، لا أن ننظر إلى الوراء”

فلنهّب لنشترك في عملية التحديث السياسي الذي وضعنَا يَدُنا عليه، لا أن ننظر إلى الوراء، بل أن نفتح الأبواب ونخرج لنشارك جميعا في الأداء بواجبنا والإدلاء بصوتها بأمانة وإخلاص، إكراماً لله والوطن والملك.

  • القس سامر عازر كاتب وناشط ثقافي ومجتمعي، الراعي السابق للكنيسة اللوثرية في عمان

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content