Skip to content
Skip to content

الأستاذ ميرابو شماس يشرح أهمّيّة الإدارة السّليمة والحوكمة الرّشيدة في إدارة المؤسَّسات المسيحيّة

عدد القراءات: 436
تاريخ النشر: يوليو 29, 2025 3:28 م
الأستاذ ميرابو شماس مدير دائرة المحاسبة في جامعة بيرزيت

الأستاذ ميرابو شماس مدير دائرة المحاسبة في جامعة بيرزيت

ملح الأرض – حاوره: داود كتّاب
لم يتردَّدْ الأستاذ ميرابو شماس، رئيس دائرة المُحاسبة في كلّيّة الأعمال والاقتصاد بجامعة بيرزيت، في تسليط الضوء على أحد أبرز التحدّيات الّتي تواجه العديد من المؤسَّسات المسيحيّة في فلسطين والأردن، مُشيرًا إلى أنَّ “غياب الأنظمة والتّعليمات الواضحة والمُعلنة هو جوهر المُشكلة”.
وفي حديثٍ مُعمَّقٍ مع ملح الأرض خلال زيارته إلى العاصمة الأردنيّة عمّان، شدَّد شماس على أنَّ وجودَ أنظمةٍ مكتوبةٍ ومُعلنةٍ هو حجر الأساس لأيّ إدارةٍ ناجحةٍ وشفّافةٍ ومُستدامةٍ. وقال: “عندما تكون الأنظمة مكتوبةً، فإنَّها تمنع المزاجيّة في الإدارة. أمّا إعلانها بشكلٍ واضحٍ، فيوفِّرُ مرجعيّةً مُتاحةً لجميع العاملين، بدءًا من الموظّفين وصولًا إلى الإدارة العُليا ومجلس الإدارة”.


وجودُ أنظمةٍ مكتوبةٍ ومُعلنةٍ هو حجرُ الأساس لأيّ إدارةٍ ناجحةٍ وشفّافةٍ ومُستدامةٍ.


ويُضيف شماس ، وهو أيضًا مُستشارٌ لمطرانيّة الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشرق الاوسط، أنَّ كتابة الأنظمة لا تكفي وحدها، بل يجب أن تقترن بإرادةٍ صادقةٍ والتزامٍ جادٍّ بتطبيقها. كما دعا إلى الاستفادة من الممارسات العالميّة الفُضلى لضمان جودة التّطبيق وتعزيز ثقافة الاحترام والالتزام المؤسَّسيّ.
وأكَّدَ شماس لـ ملح الأرض أنَّ على المؤسَّسات المسيحيّة أن تتبنَّى مبادئ الحوكمة الرشيدة في كافّة مجالات عملها، داعيًا رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة إلى رفع وعيهم بالإدارة الحديثة. وأضافَ: “من المعروف أنَّ مُعظم رجال الدّين يتخصَّصون في العلوم اللّاهوتيّة، لكنَّ عضويّة أو رئاسة مجلس الإدارة أو الأمناء تتطلَّب إلمامًا بمبادئ الحوكمة والإدارة”.
ونصح شماس وهو أوَّل فلسطينيٍّ يحصلُ على شهادةِ (معتمد في معايير المحاسبة الدّوليّة في القطاعِ العامِّ)، بتشكيل مجالس إدارةٍ متنوّعةٍ تضمُّ مهنيين من مجالاتٍ مُختلفةٍ مثل القانون، والتّعليم، والمُحاسبة، والهندسة، الأمرُ الّذي يُثري النّقاش ويوفِّرُ قيمةً مُضافةً للمؤسَّسات الّتي تخدم المجتمع المحلّيّ.


“على المؤسَّسات المسيحيّة أنْ تتبنَّى مبادئ الحوكمة الرّشيدة في كافّة مجالات عملها، داعيًا رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة إلى رفع وعيهم بالإدارة الحديثة” الأستاذ ميرابو شماس


وفيما يتعلّقُ بعلاقة مجلس الإدارة مع الإدارة التّنفيذيّة، أوضح شماس أنَّ لكلِّ طرفٍ دوره وحدوده. وقال: “مجلس الإدارة مسؤولٌ عن وضع السّياسات العامّة والخُطط الاستراتيجيّة، ومُراقبة تنفيذها، دون التّدخُّل في التّفاصيل اليوميّة الّتي تقع ضمن مسؤوليّة المدير/ة العامّ”.
وشدَّد على أهمّيّة الاختصاص ومعرفة كلِّ طرفٍ بمسؤوليّاته مُعتبرًا ذلك من “الأخطاء الجسيمة وجود مجلس إدارةٍ يتدخَّلُ في العمل اليوميّ حيث أنَّ ذلك يفقد مبدأ المُساءلة بين المجلس والإدارة”.
واعترف شماس بتفشّي ظاهرة “الواسطة” في بعض المؤسَّسات المسيحيّة، قائلًا إنَّه يتفهَّم حرص هذه المؤسَّسات على دعم الوجود المسيحيّ من خلال التّوظيف، لكنَّه حذّر من أنْ يكون ذلك على حساب الكفاءة. وأضاف: “تعيينُ أشخاصٍ غير مؤهَّلين يخلق مشكلاتٍ مستقبليّةً ويؤثِّرُ سلبًا على الأداء المؤسَّسيّ”.
وعن موضوع الشّفافيّة الماليّة، قال شماس إنَّه من الأفضل أنْ تكون الميزانيّات والتّقارير الماليّة السّنويّة مُفصّلةً ومُتاحةً لأعضاء الكنيسة، مع التحفُّظ على نشرها على نطاقٍ أوسع إذا لم يكن هناك فائدةٌ عمليّةٌ من ذلك، وقد يتمُّ استغلالها من قِبَلِ أشخاصٍ لهم أهدافٌ ليسَتْ لِصالح الكنيسة.

كما لفتَ إلى أهمّيّة وجود خطّةٍ واضحةٍ لخلافة القيادات، مؤكِّدًا أنَّه “من الصّعب استمرار الأداء العالي دون وجود تصوُّرٍ لمرحلةِ ما بعد المدير أو المؤسِّس”. وأوصى بأنْ يبدأ مجلس الإدارة مُبكّرًا في إعداد الخلف الإداريّ، ويُفضَّل – إنْ أمكن – أنْ يكون من داخل المؤسَّسة نفسها. أمّا في حال عدم توفُّر مرشَّح داخليّ مُناسب، فلا مانع من تعيين نائبِ مديرٍ من خارج المؤسَّسة يتمُّ تأهيله وتدريبه على مدى عامٍ أو عامين لتولّي القيادة لاحقًا”.
وفي ختام المُقابلة، استشهد شماس بما ورد في إنجيل متّى: “نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ، فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.”
مؤكِّدًا أنَّ المؤسَّسات المسيحيّة، رغم تفاوت مناصبها ومسؤوليّاتها، مدعوّةٌ جميعها إلى الأمانة والإخلاص في العمل، مُضيفًا: “من يخلص في القليل، سيُكافَأ من الله، وستُبارك جهوده، وتتحقَّق أهداف المؤسَّسة. نحن كمسيحيّين موجودون في هذه المؤسَّسات لنقدِّم شهادةً حيّةً عن العمل الصّالح في خدمةِ مُجتمعنا. والأمانة في التفاصيل الصغيرة هي ما يجعل منّا شهادةً حقيقيّةً للرّبِّ”.

الأستاذ ميرابو شماس

عن الأستاذ ميرابو شماس:
حصل الأستاذ ميرابو شماس، المحاضر في دائرة المحاسبة كلّيّة الأعمال والاقتصاد، على شهادة “مُعتمد في معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام “Certified in International Public Sector Accounting Standards (CIPSAS)”، وذلك بعد استيفاء متطلّبات هذه الشّهادة، والّتي تشمل اجتياز الامتحانِ الخاصِّ بها. هذه الشّهادة تصدر عن مؤسَّسة الاعتماد في الماليّة العامّة والمُحاسبة، وهي المؤسَّسة الدّوليّة الوحيدة المُعتمدة عالميًّا لإصدار الشّهادات الدّوليّة في حقل الماليّة العامّة. الأستاذ ميرابو هو أوّل فلسطينيٍّ يحصلُ على هذه الشّهادة الدّوليّة، كما ويحمل ست شهادات مهنيّة دوليّة أُخرى وهي: مُدقِّق حسابات قانونيّ مُعتمد CPA)، محاسب إداريّ مُعتمد (CMA)، مدير ماليّ مُعتمد (CFM)، مُدقِّق داخليّ مُعتمد (CIA)، مهنيّ مخاطر مُعتمد (CRP) ومدير أعمال مُعتمد (CBM)، بالإضافة لشهادة مُدقِّق حسابات قانونيّ فلسطينيّ ورخصة مزاولة مهنة تدقيق الحسابات في فلسطين.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment