السابق عيسى نمر يرتدي ثياب بابا نويل ويتجوّل بالقرب من جدار الفصل العنصريّ لنشر مظاهر الفرح بالأعياد- فيديوهات وصور
رابط المقال: https://milhilard.org/r4i2
تاريخ النشر: ديسمبر 1, 2024 5:25 م
رابط المقال: https://milhilard.org/r4i2
لانا عبدالله– ملح الأرض
نظّمَتْ رابطة مسيحيّ المشرق في الأردن بالتّعاون مع المركز الكاثوليكي للدّراسات والإعلام يوم الثلاثاء، الموافق 26 نوفمبر 2024، محاضرةً بعنوان “قراءة مسيحيّة مشرقيّة للتجذّر في الأرض”. عُقدَتِ الفعاليّة في قاعة كرم إمسيح – تلاع العلي، وقدَّمها الأرشمندريت د. أغابيوس أبي سعدى، الباحث في الدّراسات المسيحيّة المشرقيّة والعربيّة، بحضور الأبّ رفعت بدر وعدد من الشّخصيّات الدّينيّة والثّقافيّة.
تناولَتِ المحاضرة موضوعًا حيويًّا يتمثّلُ في التّوعية بأهمّيّة التّجذّر المسيحيّ في الأرض، خاصّةً في ظلِّ التّحدّيات الّتي تواجه المسيحيّين في الشّرق الأوسط. وسلَّط الأرشمندريت الضوء على أسباب الهجرة المسيحيّة وضعف الوعي التّاريخيّ بأهمّيّة التّجذّر، مؤكّدًا على الدّور المحوريّ الّذي لعبه المسيحيّون في بناء المجتمعات العربيّة، وخاصّةً في الأردن.
رسالة التّجذّر ودعوة للحياة الروحيّة
وتحدَّث الأرشمندريت -وهو فلسطينيّ الأصل ويَعتبر الأردن وطنه الثّاني- عن التّحدّيات الّتي تواجه المسيحيّين اليوم، مشدّدًا على ضرورة إدراك هويّتهم كـ”حجارة حيّة” لا “حجارة صمّاء” واستشهد بخبراته الشّخصيّة، حيث دعا الشّباب إلى رياضة روحيّة تعتمد على قراءة معمّقة للكتاب المُقدَّس. حيث أظهرَتْ هذه التّجربة ضعف معرفة الشّباب المسيحيّ بكتابهم المُقدَّس، ممّا يعكس الحاجة الماسّة لإحياء الوعي الروحيّ والتّاريخيّ.
وأكَّد الأرشمندريت أبي سعدى أنَّ فهم الكتاب المُقدَّس هو الأساس لتجذُّر المسيحيّين في أرض الله، حيث ينبغي لهم الثّبات في إيمانهم وترك الاعتماد المفرط على السّياسة والاقتصاد. وأضاف أنَّ فقدان الجُرأة والنبويّة أدّى إلى تراجع دور المسيحيّين في العالم. مستشهدًا بآية تعبِّر عن جُرأة الشّهادة المسيحيّة: “الحمل الذّبيح لكنّه قائم”، والّتي ألهمت المسيحيّة الأولى وشكّلت قوّتها في وجه التّحدّيات.
المسيحيّة في الشّرق الأوسط: نوعيّةٌ لا كمّية
ورفض الأرشمندريت أبي سعدى مفهوم “لاهوت التّشاؤم” الّذي ينفي وجود المسيحيّين في الشّرق الأوسط، موضّحًا أنَّ المسيحيّة ليسَتْ بعدد معتنقيها بل بنوعيّة شهادتها ورسالتها. ودعا إلى إعادة بناء الهويّة المسيحيّة على أُسس تاريخيّة سليمة، بعيدًا عن المفاهيم الخاطئة الّتي تربط وجود المسيحيّين بالحملات الصّليبيّة.
التّاريخ المسيحيّ: رسالة خلاص وليسَتْ أحداثًا
وربط الأرشمندريت بين الرّوحيّ والتّاريخيّ، موضّحًا أنَّ التّاريخ المسيحيّ ليسَ مُجرَّد تسلسلِ أحداثٍ، بل هو تاريخُ خلاصٍ عالميٍّ. مؤكّدًا على أهمّيّة التّربية الدّينيّة في المناهج التّعليميّة، وضرورة زرع وعي عميق بأهمّيّة الجّذور المسيحيّة.
رسائلٌ من القيادة الأردنيّة
في ختام المحاضرة، استشهد الأرشمندريت بكلمات جلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين:
“نحن نعتزّ بأنَّ الأردن يُشكِّلُ نموذجًا متميّزًا في التّعايش والتّآخي بين المسلمين والمسيحيّين، لأنَّ المسيحيّين العرب هم الأقرب إلى فهم الإسلام وقيمه الحقيقيّة… إنَّنا ندعم كلَّ جهد للحفاظ على الهويّة المسيحيّة العربيّة التّاريخيّة وصون حرّيّة العبادة”.
كما أشار إلى قول سمو الأمير الحسن بن طلال:
“الأعداد الضّئيلة نسبيًّا للمسيحيّين في العالم العربيّ لا تُعادل الأهمّيّة الكبيرة لحضورهم الاجتماعيّ، الاقتصاديّ، والثّقافيّ”.
ختامًا، شدّد الأرشمندريت أبي سعدى على ضرورة توحيد الجّهود المسيحيّة والعمل بروحٍ واحدةٍ لتثبيت الهويّة التّاريخيّة والرّوحيّة، مؤكِّدًا أنَّ قرار البقاء في الشّرق خيار يخصُّ المسيحيّين أنفسهم، بعيدًا عن تدخُّل السّياسات والمنظّمات الخارجيّة.
مراسلة ملح الأرض لانا عبدالله حضرتِ المحاضرة والتقطتْ الصّور والفيديوهات التّالية:
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.