السابق تأمُّلات من الأرض المُقدّسة- حزنٌ يتجدَّد في عيد الميلاد
رابط المقال: https://milhilard.org/tc73
تاريخ النشر: ديسمبر 12, 2024 8:45 م
رابط المقال: https://milhilard.org/tc73
صدر العدد الجديد من مجلّة النّادي الأرثوذكسيّ رقم 446، وهو عددٌ خاصٌّ بمناسبة عيد الميلاد المجيد. تضمَّن العدد مجموعةً متنوِّعةً من المقالات الّتي تناولت عيد الميلاد، بالإضافة إلى تقارير عن نشاطاتِ النّادي الأرثوذكسيّ.
في افتتاحيّة العدد، قدَّمَتْ رئيسة التّحرير، الصّحافيّة والكاتبة رُلى هاني السماعين، كلمةً حول الوجود المسيحيّ الفعّال ودوره الإيجابيّ في المجتمع. أشارَت إلى أنَّ المسيحيّين لعبوا تاريخيًّا دورًا محوريًّا في تشكيل الحضارات، سواء في الغرب أو الشّرق، حيث تركوا أثرًا عميقًا في الثّقافة والعِلم والفِكر. كما نوّهَتْ إلى أنَّ الوجود المسيحيّ في المنطقة يواجه اليوم تحدّيات متعدِّدة، لكنّه يبقى جزءًا أصيلًا من النّسيج الاجتماعيّ والثّقافيّ.
وأكَّدَت السماعين لـ ملح الأرض أنَّ المسيحيّين الأردنيّين يساهمون بفاعليّةٍ ظاهرةٍ في المجتمع، فيما تظلُّ الكنيسة منارةً للحُبِّ والخدمة. وختمَتْ كلمتها بالقول: “أمّا في نادينا الأرثوذكسيّ، يبقى الهدف تعزيز وحدتنا وقيمنا الأخويّة لتأكيد تأثيرنا الإيجابيّ، خاصّةً مع اقتراب عيد الميلاد الّذي يحمل رسالة المحبّة والسّلام.”
اشتمل العدد أيضًا على مقالةٍ تناولت الثّقافة الإعلاميّة وأهمّيّة التّفكير النّقديّ في مواجهة التّدفّق الهائل للمعلومات عبر المنصّات الرّقميّة. وتساءلَتِ المقالة: “كيف يمكننا التّمييز بين ما يستحقّ انتباهنا وما لا يستحقّه؟” مؤكّدةً على أهمّيّة التّفكير النّقديّ في تقييم المصادر، البحث عن الأدلّة، واستعراض وجهات النّظر المختلفة.
كما احتوى العدد على مقالةٍ ثقافيّةٍ بعنوان “مساحاتٌ صغيرة… فضاءاتٌ كبيرة” للكاتب هزّاع البراري، الّذي تحدّث عن أهمّيّة التّعاون المُجتمعيّ في تعزيز الثّقافة وإيجاد مكانٍ لها في الحياة اليوميّة، مُشيرًا إلى أنَّ تخصيص مساحةٍ ولو صغيرةٍ للثّقافة يمكن أنْ يتحوّل إلى فضاءٍ واسعٍ يؤثّر بعمقٍ على تطوّر المُجتمعات ورُقيّها.
ومن بين المقالات، قدّمَتِ الدّكتورة عائدة منصور، عضوة لجنة المجلّة والمُتخصّصة في الإرشاد النّفسيّ والتّربويّ، مقالةً حول آثار الطّلاق على الأبناء، وسُبُلِ تجاوز هذه المرحلة الصّعبة بأقلّ الأضرار، مع التّركيز على حماية الأبناء من التّأثيرات النّفسيّة والاجتماعيّة السّلبيّة. وشارك عضو اللّجنة د.يوسف مسنات مقالةً بعنوان “ميلاد المسيح: نورٌ أشرق ورجاءٌ تحقّق”.
كما تضمّن العدد مقالةً بعنوان “التّعايش الإسلاميّ المسيحيّ في الأردن: نموذجٌ للتّسامح والوحدة الوطنيّة”، بقلم صديق المجلّة طلال السكر. وقدّم وائل سليمان، المدير العامّ للكاريتاس في الأردن، مقالةً بعنوان “الله معنا”. وشارك د.هاني عبيد، عضو لجنة النّشرة، بمقالة عنوانها “بيت لحم: المدينة الّتي وُلِدَ فيها المسيح”.
إلى جانب ذلك، كتب عزمي شاهين، مدير عام جمعيّة الأيادي الواعدة، مقالةً توعويّةً بعنوان “مهارة التّغافل”، تناول فيها أهمّيّة نشر ثقافة الاحترام بين الأبناء.
وشمل العدد تقارير مصوّرة عن الأنشطة الاجتماعيّة والرّياضيّة والثّقافيّة للنّادي الأرثوذكسيّ، كان من أبرزها حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد تحت رعاية سيادة المُطران خريستوفوروس عطا الله، مطران الأردن للرّوم الأرثوذكس، بالإضافة إلى الحفل الختاميّ لنشاط “سمّع صوتك” Ortho Voice.
يُذكَر أنَّ النّادي الأرثوذكسيّ، الّذي تأسّس عام 1952 في العاصمة عمّان، يُعدُّ رافِدًا أساسيًّا للمنتخبات الرّياضيّة الوطنيّة لكلا الجنسين، ويرأسه رجل الأعمال ميشيل الصايغ.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.