التالي القس سهيل مدانات يودع خاله غسان عويس في دبيين
رابط المقال: https://milhilard.org/f8v7
عدد القراءات: 758
تاريخ النشر: أغسطس 15, 2021 5:02 ص
انظر الى المهمة الجديدة كنائب بطريركي على انها تجربة جديدة، احتاج فيها ان اتعلم الكثير، خاصة لفهم المجتمع الاردني بكافة مكوناته
رابط المقال: https://milhilard.org/f8v7
يستعد الاب جمال خضر القدوم للاردن لاستلام منصبه الجديد النائب البطريركية في المملكةالاردنية الهاشمية. الاب خضر يصل الى العاصمة الاردنية والطائفة اللاتينية تبحث عن رجل دين قوي يستطيع التعامل مع العديد من التحديات الموجودة في الاردن من امور ادارية ومالية ومؤسساتية. الاب جمال من قرية الزبابدة الفلسطينة في مكتبه في مدينة رام الله الفلسطينية ورغم انه يقول انه لا يعر الكثير عن الوضع الاردني الا انه بمثابة علاقاته الاسرية والمجتمعية سيكون فرصة كبيرة لترك بصمات واضحة في العمل الرعوي والروحي في الاردن. كما يتوقع الكثيرون ان يكون له دوراً مهما في العمل المسكوني خاصة بعد تجربته الناجحة في العمل مع رجال دين من كافة الطوائف المسيحية في مدينة رام الله. المغطس الاليكتروني التقت الاب جمال واجرت معه اللقاء التالي:
س: ما ذا يعني منصبك الجديد وما هي صلاحياتك وطبيعة العمل الذي ستكون مسؤول عنه؟
منصب “النائب البطريركي” في الاردن هو منصب تقليدي بسبب التقسيمات في البطريركية التي تضم فلسطين والجليل والاردن وقبرص. ولكي يقوم البطريرك بمهامه، فهو بحاجة الى مساعدين في القدس والناصرة وعمان وقبرص. والنائب البطريركي هو الذي يهتم بشؤون الكنيسة في الاردن من جميع النواحي، وذلك ضمن رؤية البطريركية اللاتينية وسياستها، وبالتنسيق الدائم مع غبطة البطريرك. وفي الدرجة الاولى يقوم النائب البطريركي بالاهتمام بالامور الرعوية للمؤمنين ورعاية الحاجات الروحية والتربوية والانسانية.
س: هل سيتم رسامتكم كمطران وكيف ستتعامل مع مجلس رؤساء الكنائس والذي احيانا يجتمع فقط على مستوى المطارنة؟
يتم تعيين المطارنة في الكنيسة اللاتينية باختيار قداسة البابا وبتعيين مباشر منه. بانتظار تعيين المطارنة المساعدين، قام غبطة البطريرك بتعيين مساعدين له من الكهنة. النائب البطريركي هو ممثل للبطريركية في الاردن، وبهذه الصفة ساشارك في حمل المسؤولية مع باقي رؤساء الكنائس في الاردن لخير المؤمنين والصالح العام. لمجلس رؤساء الكنائس مسؤوليات هامة في المملكة الاردنية الهاشمية، والتعاون مع المجلس من ضمن الاولويات الرعوية. سابذل كل جهد في التعاون مع الجميع لما فيه المصلحة المشتركة للمؤمنين وكافة المواطنين. لنتذكر على سبيل المثال الدور التربوي الذي تقوم به الكنائس في المملكة، وتعاوننا يدعم الرسالة التربوية والروحية لمدارسنا. لا بد من التعاون لتطوير الرسالة الروحية بما يخدم السياق الخاص في الاردن.
س: ما هي اولوياتكم في المنصب الجديد؟ وهل لديكم فكرة عن المعيقات والتحديات التي ستواجهونها؟ وكيف تتعامل مع التحديات بشكل عام؟
ج: من الاولويات بالنسبة لي هي اللقاء مع الجميع والاصغاء اليهم، خاصة كل الغيورين على المصلحة الحقيقية للكنيسة والوطن. وتحديد الاولويات يتم بالتشاور والتشارك مع جميع المعنيين. اللقاء مع المؤمنين وخدمتهم هي الاولوية الاولى، ومن ثم التعاون مع جميع الغيورين على مصلحة الوطن، من مختلف المواقع والمسؤوليات. وأعلم ان هنالك تحديات، فان اقامتي الاخيرة في المملكة كانت في سنوات التسعينات! فالظروف تغيرت ولا بد من العمل بمبدأ المشاركة في حمل المسؤولية. ويشمل ذلك على سبيل المثال الوضع الاقتصادي العام في المملكة وتداعيات جائحة كورونا، فلكي نستطيع تخطي هذه المرحلة بسلام، لا بد من ان يقوم كلٌ منا بواجبه. فنحن كالجسد الواحد، لكل عضو فيه مسؤولية ودور، وكل عضو يعتمد على الاعضاء الاخرى للقيام بدوره. اعتمد في تخطي الصعوبات على تعاون الجميع، والروح الطيبة والمبادرة في الخدمة. هذه الصفات التي طالما تميز بها شعبنا في الاردن. معاً يمكننا عمل الكثير والنجاح في حمل الرسالة.
س: ما هو اسلوبك الاداري هل صارم ام لين؟ هل تتعامل مع الجميع بروح العائلة ام التعامل في العمل يكون رسمي ومهني؟
ج: في الفترات الماضية من مسيرتي، كنت رئيس دائرة الدراسات الدينية في جامعة بيت لحم، وكذلك عميد كلية الاداب فيها، ومن ثم رئيس المعهد الاكليريكي في بيت جالا، مدير مدرسة الكلية الاهلية في رام الله والمدير العام لمدارس البطريركية في فلسطين والامين العام للمؤسسات التربوية المسيحية في فلسطين. علمتني كل هذه الخبرات ان سياسة الباب المفتوح والقلب المنفتح للاصغاء للجميع هو السبيل لاخذ القرارات المناسبة لما فيه المصلحة العامة. لا بد من اخذ القرارات، فعدم اخذ القرار هو قرار في حد ذاته! ولكن القرارات التي تلي التشاور ضمن اطار المصلحة العامة هي القرارات الصائبة. والمسؤول هو من يتحمل تبعات قراراته. هذا هو الاسلوب الاداري الذي اسعى اليه، مع العلم انني اتعلم دائما.
س: هناك لوبيات وتحزبات كبيرة في الطائفة اللاتينية في الاردن كيف ستتعامل معها؟
ج: الكنيسة هي بيت جميع المؤمنين، ولكل منهم مكان في الكنيسة، شرط ان لا يقصي احدا غيره. المسؤول في الكنيسة هو مثل الاب الذي يجمع ابناءه وهو على علم انهم مختلفون بعضهم عن بعض. الاختلاف ظاهرة صحية اذا لم ندعِ امتلاك الحقيقة. السيد المسيح فقط هو الحق، هو الذي قال: انا هو الطريق والحق والحياة. كلما اقتربنا من المسيح، اقتربنا بعضنا من بعض، مع اختلافاتنا، ولكن ليس مع خلافاتنا. السيد المسيح هو المرشد وهو القائد، لذلك ادعو الجميع الى مقاربة مواقفهم بمواقف المسيح وكلمته. سيكون هذا هو سر نجاحنا وتوافقنا. الاختلافات ليست تحزبات، ولكنها ظاهرة ايجابية اذا كان هنالك تقبل لبعضنا البعض.
س، هناك مصالح مالية وادارية كبيرة في ابرشية الاردن كما وهناك ديون خاصة على جامعة مادبا؟ هل لديكم افكار حول معالجتها؟
ج: الموضوع بحاجة الى روية والى تشاور، خاصة مع رأس الابرشية غبطة البطريرك. ما تم عمله في السنوات الاخيرة، خاصة بجهود غبطة البطريرك، ادى الى “الخروج من عنق الزجاجة”، ولكن لا بد من وضوح الادوار والمسؤوليات لكل من له علاقة بالجامعة الامريكية في مادبا، لنسطع تخطي هذه المرحلة. من المبكر ابداء مواقف او اخذ قرارات، ولكن العمل المشترك والدراسة الهادئة للوضع كفيل بحل المشاكل العالقة.
س: العلاقات المسيحية المسيحية في الاردن ليست على ما يرام؟ ما هي الخطوات التي ستقومون بها لتقوية العائلة المسيحية؟
ج: هنالك ثلاث مستويات للعمل لتعزيز العلاقات المسيحية المسيحية: على مستوى المؤمنين، على مستوى رعاة الكنائس وعلى مستوى رؤساء الكنائس. لا استطيع تقييم هذه العلاقات او وصفها بانها ليست على ما يرام، ولكن تعزيز الحوار والتعاون هو مهمة دائمة في الكنيسة. ادعو الجميع الى تعزيز حوار المحبة الذي سبق ورافق وعزز العلاقات بين الكنائس وبين المؤمنين والحوار بينهم. آتي الى الاردن بقلب منفتح ويد مدودة لكل من يريد خدمة الله والوطن. رسالة الكنيسة شاملة لكل ما يخص الانسان، كل انسان وكل الانسان في مختلف جوانب حياته. العمل بهذه الروح هو ما ساسعى اليه، متحدا مع الكثير من المسيحيين، مؤمنين وقادة، الذين يضعون نصب عيونهم هذه الرسالة.
س: الاردن يمر في اوقات اقتصادية وسياسية صعبة. هل سيكون لكم دور توجيهي لدعم مواقف الاردن مثلا في موضوع البطالة التي تواجهه الشباب وفي الامور الخارجية مثلا الوصاية الهاشمية والقضية الفلسطينية بشكل عام؟
ج: العلاقة مع الحكومة علاقة تكاملية، وقد اثبتت القيادة الهاشمية حكمتها وسعيها الحثيث لكل ما فيه خير المواطنين. في كل هذا نحن من الداعمين لهذه التوجهات. الدور السياسي هو دور خاص بالحكومة والقيادة، وليس بالكنيسة. ما تسعى اليه الكنيسة هو الحفاظ على كل ما فيه خير المواطن والسلم الاهلي. فلن نتردد في الدفاع عن المظلوم والمحتاج، بالعمل قبل القول. وفي كل هذا نحن متفائلون في تعاون بناء مع المسؤولين في المملكة.
لا بد من التعاون لتطوير الرسالة الروحية بما يخدم السياق الخاص في الاردن
الاب جمال خضر – النائب البطريركي في الاردن
س: كيف ستعملون على الجمع بين الرعاية الروحية من ناحية والامور الادارية والحياتية من ناحية اخرى؟
ج: تحديد الاولويات وتوكيل المهمات والاشراف العام يساعد على تخطي هذه الصعوبة. فليس من الصعب الجمع بين الاولوية المطلقة للرعاية الروحية ورعاية الامور الادارية. لدينا في الاردن طاقم مميز من الكهنة والعلمانيين الذين يساعدون بفعالية في مختلف المواقع والمهام. اعرف الكثير منهم، خاصة الكهنة، واكن لهم كل محبة وتقدير. اثق بهذه الطاقات، ويبقى الدور الاشرافي لحسن سير الامور من الامور المناطة بالمسؤول الاول. المسؤول ليس من يعطي الاوامر ويراقب ويدير الامور، بل هو من يدعم ويشجع ويقوّم واضعا نصب أعين الجميع الهدف المشترك ورسالة الكنيسة. ما انا على ثقة به هو انني لن اعمل وحيدا، بل ان الطاقات الكثيرة الموجودة والارادة الصالحة لديهم ستكون عونا وسندا لرسالتي.
س: ما هي التجارب في مواقعكم السابقة التي ستكون مرجعية لكم في ادارة شؤون المطرانية في الاردن؟
ج: كانت لي تجارب سابقة كثيرة، في التدريس والبحث والنشر، المهام الادارية في جامعة بيت لحم، العمل في المعهد الاكليريكي لمدة 19 سنة متواصلة، الادارة المدرسية والادارة العامة للمدارس، وكذلك العمل في مجلس الكهنة والمجلس الاستشاري في البطريركية لسنوات طويلة، والعضوية في لجنة التفكير اللاهوتي في البطريركية، ورئاسة جميعة اصدقاء الارض المقدسة لعدة سنوات، وعضوية اللجنة المسكونية في مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الارض المقدس، والعديد من الخبرات الاخرى. كل تجربة فريدة، وتعلمت منها الكثير.
وبما ان كل تجربة هي فريدة في ذاتها، انظر الى المهمة الجديدة كنائب بطريركي على انها تجربة جديدة، احتاج فيها ان اتعلم الكثير، خاصة لفهم المجتمع الاردني بكافة مكوناته، هذا المجتمع الذي اكن له في قلبي محبة صادقة، والذي يشرفني ان اكون جزءا منه. التفاؤل الذي اشعر به مبني اولا على ثقة بالله الذي لن يخذلنا ابدا، وعلى الخير الموجود في مجتمعنا وابنائنا.
من هو الاب جمال خضر
ولد في الزبابدة (فلسطين) ١٩٧٥:
إلتحق بالإكليريكيّة الصغرى في بيت جالا ٨ تموز ١٩٨٨:
سيم كاهناً في الزبابدة (فلسطين) على يد صاحب الغبطة البطريرك ميشيل صبّاح ٦ آب ١٩٨٨:
كاهن مساعد للأب إبراهيم بطارسة في رعيّة يسوع الملك – المصدار (عمّان) أيلول ١٩٨٩:
معلّم في المعهد الإكليريكي البطريركي في بيت جالا آب ١٩٩٠:
كاهن رعيّة الوهادنة (الأردن) ١٩٩٤:
دراسة اللاهوت في جامعة الغريغوريانوم الحبرية، في روما آب ١٩٩٨: معلّم في إكليريكيّة بيت جالا ٢٠٠٣:
رئيس قسم الدراسات الدينية في جامعة بيت لحم ٢٠٠٨:
عميد كليّة الآداب في جامعة بيت لحم نيسان ٢٠٠٩:
تم تعيينه قانوني القبر المقدّس حزيران ٢٠١٣:
تمّ تعيينه رئيساً للمعهد الإكليريكي البطريركي في بيت جالا ١٥ آب ٢٠١٧:
كاهن رعية رام الله ١٨ آب ٢٠١٩:
المدير العام لمدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين
١٥ آب ٢٠٢١ النائب البطريركي للاتين في الأردن
تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.