Skip to content

اقتراح لاعنفيّ لكلِّ فلسطينيّ يرغب بالانضمام إلى مقاطعة نظام الإبادة

رابط المقال: https://milhilard.org/5u61
تاريخ النشر: نوفمبر 27, 2024 3:02 م
القس اليكس عوض

القس اليكس عوض

رابط المقال: https://milhilard.org/5u61

منذ الإنتفاضة الأولى، دعا الفلسطينيّون دول العالم إلى مقاطعة إسرائيل. حيث استجابت العديد من الدّول والمنظّمات والأفراد للدّعوة وقرّروا مقاطعة إسرائيل وخاصّةً بعد أنْ شهدَتِ البشريّة الإبادة الجماعيّة للفلسطينيّين في غزّة وإرهاب المستوطنين الإسرائيليّين وجنود الجيش الإسرائيليّ في الضّفّة الغربيّة. دولٌ مثل تركيا وماليزيا وأيرلندا والبرازيل وإسبانيا والعديد من الدّول الأخرى هي من بين الدّول الّتي قاطعَتْ نظام الفصل العنصريّ في فلسطين. ومع ذلك، لا يحقُّ لنا نحن الفلسطينيّون أنْ ندعو الدّول إلى مقاطعة إسرائيل بينما نجلس كما لو كنّا نشاهد مباراة كرة القدم ولا نفعل شيئًا سوى تشجيع اللّاعبين. يجب أنْ ننضمَّ إلى المقاطعة، خاصّةً لأنّنا الطّرف الأكثر تأثُّرًا بوحشيّة إسرائيل.


حان الوقت لمقاطعة الشّيكل الإسرائيليّ


السّؤال المطروح بشكلٍ دائمٍ: كيف يمكن لكلِّ فلسطينيّ في الضّفّة الغربيّة وقطّاع غزّة أنْ ينضمَّ إلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم في مقاطعة نظام الإبادة الجماعيّة؟

ببساطة، يمكن لكلِّ فلسطينيّ أنْ يقوم بدوره في مقاطعة إسرائيل من خلال التّوقّف عن استخدام الشّيكل الإسرائيليّ.

رُبّما يسأل القارئ: “هل هذا ممكن؟ وكيف يمكنني المشاركة؟”

فيما يلي أربع طرق يمكننا من خلالها إيقاف اعتمادنا على الشّيكل:

أوّلًا: بعد استلام راتبك في نهاية الشّهر أو إذا حصلتَ على أموال من العائلة أو الأصدقاء في الخارج، لا تُسرِعْ فورًا إلى الصّرّاف لاستبدال الدّولارات والدّينار واليورو بالشّيكل. ابذلْ قصارى جهدك لاستبدال أقلّ مبلغ ممكن بالشّيكل ثم استخدم العملة الصّعبة المتبقّية للقيام بالتّسوّق. بالإضافة إلى ذلك، شَجِّع أفراد عائلتك وأصدقائك على فعل الشّيء نفسه. مع الأخذ بالاعتبار أنَّه في كلِّ مرّة تتسوّق فيها باستخدام الشّيكل، فإنَّك تدعم الاقتصاد الإسرائيليّ وبالتّالي استمرار الاحتلال والوحشيّة الإسرائيليّة.

ثانيًا: مقاطعة المنتجات الإسرائيليّة.
عندما تذهب إلى محل البقالة لشراء الخبز، أو منتجات الألبان، أو الخضار، أو الفواكه، أو عبوات الأطعمة المصنّعة، تجنَّب المنتجات الإسرائيليّة. فقط قم بشراء المنتجات المصنوعة في فلسطين أو منتجات أيّ بلد آخر باستثناء نظام الإبادة الجماعيّة. نعم! هذا يتطلَّب تضحية. فقط تذكَّر تضحيات جميع العائلات الّتي فقدَتْ أحبّاءها والآلاف الّذين أصبحوا معاقين مدى الحياة وأولئك الّذين فقدوا كلّ ما لديهم بسبب التّطهير العرقيّ الإسرائيليّ. بمقاطعة إسرائيل، فإنَّك تقول للشّهداء الموتى والأحياء إنَّ تضحياتهم لا تذهب سدىً. بدمائهم زرعوا بذور التحرُّر وبمقاطعتكم يسمحون لهذه البذور بالنّموّ للحصاد.

ثالثا: تشجيع اللّجان المحلّيّة والسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة على إنشاء وافتتاح في كلّ مدينة وقرية محلّات بقالة وأسواق تمتنع عن التّعامل مع الشّيكل. بمجرَّد أنْ يبدأ الفلسطينيّون هذا المشروع ببدء واحد أو اثنين من المتاجر الحرّة من الشّيكل، ستأتي دول العالم الّتي تؤمن بقضيّتنا واستقلالنا لمساعدتنا معنويًّا وماليًّا. فبإمكان عدد قليل من دول الخليج أنْ تدعم بسهولة مئة متجر. وستقوم الدّول الإسلاميّة مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا بسهولة برعاية مئة متجر. بالإضافة إلى ذلك، سترعى الدّول الغربيّة مثل أيرلندا وإسبانيا والبرازيل مئة متجر أو أكثر. ولتحقيق ذلك، يحتاج الفلسطينيّون إلى تنظيم هيئات محلّيّة قادرة على إيصال هذه الرّؤية إلى البلدان المانحة.

 رابعًا: الإلحاح على السّلطة الفلسطينيّة بالبدء في مشروع إنشاء عملة وأورق نقد فلسطينيّة. لقد التزمَتِ السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة بقرارات اتفاقيّات أوسلو لعام 1973، والّتي فرضَتْ على الفلسطينيّين استخدام الشّيكل، ولكن بما أنَّ إسرائيل خرقت اتفاقيّات أسلو فلا يجب على السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة الالتزام بها. لقد حان الوقت لإسقاط الشّيكل وهذا واجب على كلّ فلسطينيّ. ملايين الرّجال والنّساء الّذين خرجوا إلى شوارع مدن العالم رافعين الأعلام الفلسطينيّة ومنادين بنهاية الإبادة الجماعيّة الّتي يمرُّ بها الشّعب الفلسطينيّ تتساءل اليوم، ماذا نستطيع أنْ نفعل لدعم الشّعب الفلسطينيّ؟ وجوابي هو إنَّ مِن أسرع الطّرق للتخلّص من البطش الإسرائيليّ هو العمل على إنهاء الاحتلال ودعم تحرّر الشّعب الفلسطينيّ من الشّيكل.

قال الفيلسوف كونفوشيوس: “بدل من أن تلعن الظّلام قم بإضاءة شمعة”

****************************************************

الكاتب راعي سابق للكنيسة المعمدانيّة في القدس ومؤسِّس جمعيّة الراعي الخيريّة في بيت لحم. مواليد نيسان 1948 ونجل الياس عوض الّذي استشهد في المصرارة في أيار من نفس العام.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content