Skip to content
Skip to content

إعلانٌ تجاريّ استخدمَ صورة “العشاء الأخير” يُثيرُ غضب الفلسطينيّين والشّركة تسحب الإعلان وتعتذر للمسيحيّين

عدد القراءات: 505
تاريخ النشر: يونيو 7, 2025 8:12 م
تحويل لوحة العشاء الأخير لمادة دعائية. تم سحبها والاعتذار

تحويل لوحة العشاء الأخير لمادة دعائية. تم سحبها والاعتذار

ملح الأرض- خاص

أصدرَتِ العديد من الشخصيّات الدّينيّة المسيحيّة والمُسلمة وفعاليّات شعبيّة فلسطينيّة بيانات استنكار شديد اللّهجة يتضمَّن إدانة قاطعة للتصرُّف غير المسؤول الّذي قامَتْ به شركة الدّعاية الخاصّة بشركة القصراوي في مدينة بيت لحم للتّرويج عن منتجاتها الغذائيّة مُستخدمةً صورةً تتضمَّن “العشاء الأخير”، مؤكِّدين رفضهم التّام لأيّ شكلٍ من أشكال الإساءة أو الاستهزاء بالأديان والمُعتقدات الدّينيّة، مهما كانت الأسباب أو الخلفيّات. بينما نشرتْ شركة القصراوي بيان اعتذار عن هذا الإعلان.

بيانات استنكار من جهات عديدة

البداية كان ببيان من أبناء مدينة بيت ساحور، مُسلمين ومسيحيّين، أعربوا فيه عن استنكارهم الشّديد للتصرُّف غير المسؤول الّذي قامَتْ به شركة الدّعاية، مؤكِّدين أنَّ مدينتهم عُرِفَتْ على مرّ السّنين، بوحدتها الوطنيّة وتلاحم أبنائها، دون تفرقة بين مسلمٍ ومسيحيّ. وإنَّ ما جرى لا يُعبِّر عن قيمنا ولا عن طبيعة العلاقة الأخويّة الّتي تجمعنا.

وجاء في البيان “نُحذِّرُ من محاولات بعض الجهات المُغرضة بثَّ الفتنة والطائفيّة عبر وسائل التّواصل أو غيرها، ونعتبرُ أيَّ محاولةٍ لبثِّ الشّائعات أو التّحريض مُجرَّد محاولةٍ فاشلةٍ لزعزعة وحدتنا الوطنيّة، ولن تنجح في تفريقنا. نؤكِّدُ مرّة أُخرى أنّنا نرفض أيّ إساءةٍ تمسُّ الأديان، ونُجدِّدُ التزامنا بالوحدة والاحترام المُتبادل، فشعبنا واحد، ومُصيرنا مُشترك”.

رئيس أساقفة سبسطية للرّوم الأرثوذكس المطران عطالله حنا قال في بيانٍ خاصٍّ “نرفض التطاول على الرّموز الدينيّة ونُنادي باحترام التعدُّديّة في هذه البقعة المُباركة من العالم، بعد أنْ أقدمت إحدى الشّركات الفلسطينيّة الّتي تُعنى بتصنيع وتسويق الأغذية يوم أمس على تعميم إعلان ودعاية تتعلّق بمنتجاتها الغذائيّة وهذا الإعلان هو عبارة عن إساءة واضحة وصريحة ومباشرة ليس فقط للرّموز الدّينيّة المسيحيّة بل للعقيدة والإيمان المسيحيّ. فالعشاء الأخير ليس رمزًا دينيًّا فحسب بل هو إيمان وعقيدة وما أقدمت عليه هذه الشّركة إنما يُعتبر إساءة واضحة للمسيحيّين وإيمانهم وعقيدتهم”.

وحسب بيان المطران عطالله حنّا “هذا عمل مرفوض ومستنكر ومدان وخلال السّاعات الماضية صدرَتْ مواقف مُستنكرة ورافضة لهذا التصرُّف من قِبَل جهات فلسطينيّة رسميّة وشعبيّة ومن كافّة مكوِّنات شعبنا الفلسطينيّ. المسيحيّون مُتمسِّكون بانتمائهم وإيمانهم المسيحيّ وهم يفتخرون أيضًا بانتمائهم لفلسطين أرضًا وقضيّةً وشعبًا، ومَن يُسيء للمسيحيّين إنّما يسيء لكلِّ الشّعب الفلسطينيّ كما ومن يسيء للمسلمين يسيء لكلِّ الشّعب الفلسطينيّ أيضًا، فنحنُ كنّا وسنبقى عائلةً واحدةً وخاصّةً في هذه الأوقات العصيبة الّتي فيها يجب أن نُنادي بوقف الحرب وتحقيق العدالة المغيّبة في هذه الدّيار”.

المُطران عطالله حنا

ودعا المُطران عطالله حنّا أن يكون هنالك دورٌ للمؤسَّسات التعليميّة والدّينيّة والإعلاميّة ويجب أن تُستغلَّ منابر دُور العبادة من أجل نشر قيم المحبّة والاحترام المُتبادل ورفض الكراهية والعنصريّة بكافّة أشكالها وألوانها ولا يجوز السّماح للمُتربّصين من الطّابور الخامس وغيرهم من أنْ يستغلّوا تصرُّفات غير مسؤولة من هذا النّوع من أجل إثارة الفِتَن والضغينة في مجتمعنا.

وختم المطران بيانه قائلًا: “نقدِّم شكرنا القلبيّ لكافّة أبناء شعبنا الفلسطينيّ مسيحيّين ومسلمين الّذين أعلنوا وبشكلٍ واضحٍ رفضهم لهذه الإساءة كما ونقدِّر موقف الشّركة الّتي أعلنت اعتذارها فالاعتراف بالخطأ فضيلة، كما أنّنا نُحيّي اللّجنة الرئاسيّة على موقفها وعلى دورها وعلى اتصالاتها الّتي قامت بها من أجل احتواء هذا الموقف” .

وفي بيان أمنيّ حصلَتْ ملح الأرض على نسخة منه جاء فيه “تؤكِّد المؤسّسة الأمنيّة أنَّها تابعت باهتمامٍ بالغٍ ما صدر عن إحدى الشّركات التجاريّة من محتوى يتضمّن إساءة صريحة وضمنيّة تجاه رموز ومعتقدات دينيّة لأبناء شعبنا الفلسطينيّ عامّة وأبناء شعبنا المسيحيّ خاصّةً، الأمر الّذي يُعدُّ انتهاكًا واضحًا للقيم الوطنيّة والدّينيّة، ومساسًا بالسلم الأهليّ والنّسيج المجتمعيّ المتماسك الّذي نحرص على صونه في وطننا الغالي فلسطين”.

وحسب البيان “إنّنا في المؤسّسة الأمنيّة نرفض بشدّة هذا العمل المشين الّذي يمسّ بثوابت الاحترام المتبادل بين مكوّنات المجتمع الواحد، ونؤكِّد عدم السّماح للمساس بالمُقدّسات الدّينيّة تحت أيّ عذر.
وبناءً عليه، فقد باشرت الجهات الأمنيّة المختصّة لدينا فتح تحقيق رسميّ في الحادثة، وتمَّ التواصل مع الشركة المعنيّة لاتخاذ الإجراءات القانونيّة بحقِّ المسؤولين عن هذه المُخالفة، وذلك وفقًا لما ينصُّ عليه القانون من حماية للحقوق الدّينيّة ومنع التّحريض أو التميّيز”.

وشدد البيان “أننا لن تتهاون مع أيّ سلوك أو تصرف من شأنه إثارة الفتنة أو المساس بالوحدة الوطنيّة، وستُواصل المؤسّسة الأمنيّة عملها بالتّعاون مع اللّجنة الرئاسيّة العليا لشؤون الكنائس ومع الجهات القضائيّة والمُختصّة لضمان مُحاسبة كلّ من يتجاوز الخطوط الحمراء الّتي تحفظ أمن وسلامة المجتمع”.

بيان توضيح واستنكار واعتذار من شركة القصراوي

 وفي نفس السياق نشرت شركة القصراوي التجاريّة الصناعيّة اعتذارًا لما جاء في الإعلان التجاريّ الّذي يحمل اسم “شركة القصراوي” من إساءة اعتبرها تمسّ الجميع بشكلٍ عامٍ.

وقالَتِ الشّركة في رسالة اعتذار “إنَّ هذا الإعلان المسيء، والمرفوض، أنتجته إحدى الشّركات العاملة في مجال الدّعاية والإعلان ، وتفاجأنا بنشره على صفحة الشّركة الّتي تديرها شركة الدّعاية والإعلان المذكورة، دون أنْ تعرض على شركة القصراوي نهائيًّا ودون أخذ موافقتها حسب الأصول، وقد تمَّ سحب الإعلان فورًا، ومخاطبة شركة الإعلان وتحمَّلَتْ شركة الدّعاية والإعلان المسؤوليّة كاملة عن هذا الإعلان ،وقد نشرت اعتذارًا فوريًّا على صفحتهم الخاصّة، مع العلم أنَّ اسم شركة الإعلان ومسؤوليّتها الآن لدى جهات الاختصاص… وقد قرَّرتْ شركة القصراوي وقف التّعاقد فورًا مع هذه الشركة، وتحريك شكوى قضائيّة ضدَّ هذه الشّركة فورًا.

وفي نهاية البيان تقدَّمَتِ الشّركة بالشُّكر الجزيل، لكلّ من ساهم وحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح وتجسيد الوحدة الوطنيّة بأبهى صورها. وقالت: نُراهن على وعي شعبنا، لتفويت الفرصة على كلّ مُسبِّب للفتنة، وندعو عموم شعبنا لنبذ الفتنة والوحدة الوطنيّة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment