
السابق Position Paper on recent Israeli violent incidents targeting Christians in Gaza and Taybeh
ملح الأرض- خاص
أصدر “منتدى مسيحيي الأرض المُقدّسة” بيانَ إدانةٍ ومُطالبةٍ عقبَ الهجوم الإرهابيّ على بلدة الطيبة المسيحيّة الواقعة شرق رام الله، وأضرموا النّار في عددٍ من السّيّارات، وكتبوا شعاراتٍ عدائيّةً باللُّغة العبريّة على الجدران. ويأتي هذا الاعتداء بعد عشرين يومًا من قيام مستوطنين باقتحام البلدة وإشعال النّار بالقرب من كنيسة القدّيس جورج الأثريّة.
وجاء في البيان الّذي حصلَتْ ملح الأرض على نسخةٍ منه “حوالي الساعة 2:30 من فجر هذا اليوم، اقتحم بعض الرِّجال المُقنَّعين بلدة الطيبة المسيحيّة الفلسطينيّة، الواقعة شرق رام الله، وأضرموا النّار في عددٍ من السّيّارات، وكتبوا شعاراتٍ عدائيّةً باللُّغة العبريّة على الجدران. نحمد الله أنَّه، كما في الحادثة السّابقة، لم يُصَبْ أحدٌ بأذى؛ فبينما أُحرِقَتِ الحقول في المرة الماضية، تمَّ حرق السّيّارات هذه المرّة”.
وقال منسِّق منتدى مسيحيي الأرض المُقدّسة السّيّد وديع أبو نصّار لـ ملح الأرض: “إنَّ البيان تمَّ تعميمه إلى العديد من الجهات المحلّيّة والدّوليّة سواء من إعلاميين أو رجال دين ومسؤولين. وهذا البيان حرّك موقف عددٍ من الدّبلوماسيّين حيث كان هناك موقفٌ واضحٌ من السّفير الألماني في تل أبيب وغيره الّذين توجَّهوا إلى السُّلطات الإسرائيليّة مُطالبين بتوضيحٍ من الجانب الإسرائيليّ الّذي لا يزال لغاية الآن غير متعاونٍ وغير متجاوبٍ، رغم العديد من المُطالبات الّتي تقدَّمَتْ بالحصول على استيضاحٍ لما يجري في البلدة”.
وتابع أبو نصّار: “نتمنّى أنْ يُتابِعَ رؤساء الكنائس وعددٌ من السفراء والشّخصيّات السّياسيّة هذه الحادثة نظرًا لأهمّيّتها وخطورتها، ونحن نشدِّدُ على أنَّ الموضوع خطيرٌ جدًّا على الجميع وليس فقط على “الطيبة”، حيث يجب لجم هؤلاء اليوم قبل الغد. ونُشدِّدُ على ضرورة محاسبة المتورِّطين، لأنَّنا نعلم أنَّ هناك بعض الحاخامات الّذين يُحرِّضونهم ويجب أنْ تتمَّ مُساءلتهم أيضًا”.
وفي نفس السّياق قال الأستاذ ديفيد عازر، أحد سُكّان الإسكان، في تصريحٍ لـ ملح الأرض: “الاعتداء كان مفاجئًا وصادمًا، فقد شاهدنا ألسنة اللَّهب تلتهم السّيّارتين، واحدةٌ تعود لأخي جريس، والثانية لجارنا. الهجوم وقع داخل إسكانٍ تابعٍ للرّوم الأرثوذكس، حيث نعيش، وهو ما يشير إلى خطورة أنْ تصل هذه الاعتداءات إلى عمق الأحياء السّكنيّة المٌنظّمة”.
وأشار عازر إلى أنَّ السُّكّان يُتابعون القضيّة مع عدّةِ جهاتٍ، من بينها المرجعيّات الكنسيّة الّتي يتبع لها الإسكان، مؤكِّدًا أنَّ هُناك تواصلًا مُباشرًا مع الكنائس لبحث تداعيات الحادثة وسُبل الحماية. كما زارت محافظُ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام، المنطقة صباح اليوم واطلعت على تفاصيل الاعتداء.
وحسب بيان المنتدى: ومع الأسف، تأتي هذه الاعتداءات في ظلِّ تصاعدٍ واضحٍ في عنفِ المستوطنين في أنحاء الضفّة الغربيّة، ليس فقط ضدَّ الفلسطينيّين، بل وأحيانًا حتّى ضدَّ أجهزة الأمن الإسرائيليّة!.
وبينما نُدين هذا الهجوم الإرهابيّ، نُعلنُ عن ثلاثةِ مطالبَ رئيسيّةٍ:
وفي الوقت نفسه، نشجّع المسيحيّين الفلسطينيّين بشكلٍ خاصٍّ، وكلّ أصحاب النوايا الطّيبة عمومًا، على عدم فقدان الأمل، فنحن واثقون أنَّ الغالبيّة العُظمى من سُكّان الأرض المُقدّسة، من جميع الأديان والطّوائف، يرغبون في العيش بسلامٍ، مع احترام حقّ كلّ شخصٍ في الأمن والكرامة في وطنه.
نحثُّ كلَّ من له تأثير أنْ يتحرَّك بشكلٍ حازمٍ قبل فوات الأوان، لأنَّ مثل هذه الحوادث تُسهِمُ سلبًا ليس فقط في زيادة الخوف بين المسيحيّين الفلسطينيّين، بل أيضًا في تقويض الإيمان بإمكانيّة المُصالحة والسّلام بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، وهو ما نواصل من أجله الصّلاة والعمل رغم جميع التّحدّيات!.
وختم عازر تصريحه بالقول “نأمل أنْ تتوقَّف هذه الاعتداءات المُتكرِّرة بحقِّ المدنيين، وأنْ يتمَّ اتخاذ خطواتٍ حقيقيّةٍ لحمايتنا وضمان الأمن داخل منازلنا”.
فيما يلي بيان المنتدى باللُّغة الإنجليزيّة:
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!