السابق دور المرأة في الكنيسة: بين الحياة الرّوحيّة والخدمة الاجتماعيّة
رابط المقال: https://milhilard.org/3ilu
تاريخ النشر: يناير 22, 2025 12:24 م
رابط المقال: https://milhilard.org/3ilu
زار وفد منسّقيّة أساقفة الأرض المُقدّسة رعيّة أُمّ الأوجاع – عابود، ضمن زيارتهم التّضامنيّة لكنيسة القدس. وقد كان في استقبالهم الأبّ ريمون حدّاد، كاهن الرّعيّة مع أبناء الرّعيّة.
التقى وفد المنسّقيّة مع أبناء الرّعيّة حيث استمع إلى تجاربهم واحتياجاتهم، ممّا أتاح لهم الحصول على صورة واقعيّة عن حياة المسيحيّين في الأرض المُقدّسة. كما شملَتِ الزّيارة جولة إلى مجلس بلديّة عابود، للتعرُّف على طبيعة الحياة القرويّة، بالإضافة إلى زيارة الكنيسة الأرثوذكسيّة ومزار القدّيسة بربارة.
كما شارك الوفد في قدّاس الأحد الّذي ترأسه المطران وليم شوملي، النّائب البطريركيّ العام، الّذي أشار إلى الفرح الّذي عمّ الرّعيّة باستقبالهم الوفد الكريم والّذي جاء خصّيصًا للصّلاة مع المؤمنين ومشاركتهم آلامهم وآمالهم، مؤكِّدًا أنَّ هذه الزّيارة تعكس تضامن الكنيسة الجامعة مع كنيسة الأرض المُقدّسة. وعبّر سيادته عن سعادته بإعلان وقف إطلاق النّار، قائلًا: “بعد فترةٍ طويلةٍ من الصّلاة والصّوم استجاب الله لدعائنا، ونحن نُصلّي من أجل أنْ يحلَّ السّلام والعدل في جميع أنحاء بلادنا.”
متأمّلًا في قراءة إنجيل عرس قانا الجليل، تحدَّث المطران عن أهمّيّة الشّفاعة ودور العذراء مريم (حوّاء الجديدة) كأمّ البشريّة في مشاركتنا الأوقات الصّعبة والمناسبات السّعيدة: في حادثة عرس قانا الجليل، يمكننا أنْ نفهم عمق شفاعة الأمّ العذراء مريم. فقد تقدَّمَتْ نحو ابنها وطلبت منه: “ليس عندهم خمر”. ولم يغفل ربّنا عن نقص الخمر، ولا يحتاج إلى من يُذكِّره باحتياجات النّاس أو يحفّزه على العناية بهم. لكنّه، كان يسعد بلقاء مشاعر الحُبّ الأموميّة. لقد طلبت منه مرةً واحدةً فقط، فكان جوابه: “مالي ولكِ يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد” (يو 2: 4). ورغم ذلك، لم يرفض طلبها، بل أراد أنْ يُبيّن لنا قوّة شفاعتها.
كشف هذا الموقف عن ثقة العذراء مريم بابنها. فهي لم تضغط عليه أو تنتظر منه ردًّا فوريًّا، بل بثقةٍ كاملةٍ قالَتْ للخدم: “مهما قال لكم فافعلوه”، ممّا يدلّ على إيمانها الثّابت بأنّه سيفعل ما هو لصالح أبنائه. كما وأكّد سيادته على أنّ الله يستجيب دائمًا لصلواتنا، ولكن بطريقةٍ خاصّةٍ وفي توقيتٍ مُناسبٍ، مُشيراً بذلك إلى قصّة المرأة الكنعانيّة الّتي أظهرت إيمانًا عظيمًا بإلحاحها في الصّلاة، فقال لها يسوع: “ما أعظم إيمانكِ أيَّتها المرأة، فليكن لكِ ما تريدين”.
وفي صباح الاثنين 20 كانون الثّاني 2025 اجتمع الوفد مع غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، والمطران أدولفو تيتو يلانا، القاصد الرّسوليّ في القدس، متشاركين الحديث حول آخر مستجدات كنيسة القدس والتّحديات الّتي تواجهها. ومن بعد اللّقاء احتفلوا بالقدّاس الإلهيّ الّذي ترأسه الكاردينال في الصّرح البطريركيّ، مُصلّين من أجل أنْ تكون الكنيسة شاهدة حقيقيّة للمسيح ومصدر أمل للعالم.
في عِظتهِ، أعرب غبطتَهُ عن امتنانه لحضور الوفد وتضامنهم مع كنيسة القدس، مشيراً إلى أنَّ التّعاون المُستمرّ مهمّ خاصّةً في ظلّ التّحدّيات. وقال: “لا تزال كنيستنا بحاجةٍ إلى دعمِكُم، ونأمل أنْ يأتي اليوم الّذي نجتمع فيه كلّنا هنا، لنفرح ونعبد الرّبّ من مختلف أنحاء البلاد.” وأكَّد أنَّ مع يسوع هناك دائمًا بداية جديدة، مُشيراً إلى أهمّيّة قراءة كلمة الله بنظرة إيمانيّة، لأنّها كلمة حيّة وعابرة للزّمن. وختم قائلاً: “ما يحتاجه شعبنا قبل أيّ شيء هو يسوع. صلاتي أنْ نكون (زِقاقٌ جَديدَة) نعيش بنور الإنجيل”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.