خاص- ملح الأرض

نظمت وزارة السياحة والآثار احتفالا لإضاءة شجرة الميلاد في موقع معمودية السيد المسيح عليه السلام (المغطس) بحضور متصرف لواء الشونة الجنوبية وعدد من النواب والأعيان والسفراء ورجال الدين والمسؤولين وجمع غفير من المدعوين وذلك يوم الجمعة.

وقالت الوزيرة لينا عناب “إن موقع المغطس ليس مجرد شاهد على هذه اللحظة التاريخية، بل هو مكان مقدس يمثل رمزا للإيمان والسلام”، مؤكدة أن وزارة السياحة حريصة على مشاركة العالم بأهمية الأردن التراثية والدينية كجزء أصيل من الأرض المقدسة.

وأشارت إلى “مجيئنا إلى هذا المكان المقدس لإضاءة شجرة الميلاد ولنردد ترنيمة السلام ونرفع صلواتنا ودعواتنا لأن يعم السلام والمحبة بلداننا العربية والعالم أجمع، وأن يكرمنا بديمومة الأمن والاستقرار، أسرة واحدة متحابة ومتكاتفة تحت ظل الراية الهاشمية”.

وقال نائب مطران الأردن للروم الأرثوذكس ورئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن الارشمندريت اثناسيوس قاقيش في حديث خاص لـ ملح الأرض “عيد الميلاد المجيد هو عيد الأمل والرجاء والمحبة وهو احتفال اليوم باليوبيل الفضي للمغطس هذا المكان الذي انطلقت منه كلمة “الحج المسيحي نهر الأردن”، فهي رسالة محبة مقرونه بالصلاة ومليئة برجاء أن يعُمّ السلام في كل ارجاء العالم”.

وتابع “إن الأردن يقدم نموذجا حيا وصادقا للعدل والمساواة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين، ندعو من هذا المكان بأن يحل السلام في غزة وأن يرحم شهداءهم ويداوي جرحاهم”، معربا عن شكره وتقديره للقيادة الهاشمية التي تحتضن الجميع بالمحبة والتقدير ما يؤكد على روح الأخوة والمحبة والسلام أبناء الأردن”.

وأكدت الوزيرة عناب: “إننا في هذه المناسبة نتوجه بقلوبنا وصلواتنا إلى أشقائنا في فلسطين، وخصوصا في غزة الذين يعيشون معاناة قاسية تحت وطأة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الشرس في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني وتدمير مئات دور العبادة من مساجد وكنائس”، مشيرة إلى أن هذه اعتداءات ليست فقط لاستهداف الأرض والبشر بل استهداف للإرث الحضاري والإنساني المشترك الذي يجمع المسلمين والمسيحيين في الأرض المقدسة.

وأوضحت أن القدس ستبقى رمزا للعيش المشترك بين الجميع وإرث للمسلمين والمسيحيين، لذا في هذا الاحتفال الذي يسبق حلول عيد الميلاد المجيد نبعث برسالة تضامن للفلسطينيين في القدس وبيت لحم وغزة بصمودهم وتصديهم للاحتلال، لافتة النظر إلى أن هذه التحديات تدفع الجميع إلى التضافر، وتحمل المسؤولية التاريخية والدينية والأخلاقية لحماية الإرث المشترك وحقوق الشعوب بالعيش بسلام.

وكشفت عناب، أن وزارة السياحة والآثار تعتزم تنظيم معرض في الفاتيكان خلال شهر شباط من عام 2025، لعرض قطع أثرية نادرة تُجسّد إرث الديانة المسيحية التي انطلقت من الأردن قبل أكثر من 2000 عام. حيث سيكون المعرض دليلاً على مكانة الأردن كحاضنة لأهم المواقع المسيحية في العالم.