Skip to content

إدانة الإسلامفوبيا لا تعني تبرير التطرف الإسلامي ضد المسيحيين

رابط المقال: https://milhilard.org/pxsu
تاريخ النشر: سبتمبر 2, 2024 7:13 م
شاب أمريكي يقول أنه مسيحي ولكنه معارض الاسلامافوبيا

شاب أمريكي يقول أنه مسيحي ولكنه معارض الاسلامافوبيا

رابط المقال: https://milhilard.org/pxsu

إفتتاحية ملح الأرض

أصدر في الخامس من آب واحد عشرون قائدًا انجيليًا عربيًا من انحاء العالم، ولكن اغلبهم من الشرق الأوسط دعوة جماعية لكنيسة الغرب اثارت زوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالذات المقطع التالي:

“وندين بشدّة كلَّ الأيدولوجيّات الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة التي تعوق تحقيق سلام دائم، بما في ذلك أيدولوجيّات معاداة السّاميّة، الإسلاموفوبيا والصّهيونيّة المسيحيّة”

“ندين بشدّة كلَّ الأيدولوجيّات الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة التي تعوق تحقيق سلام دائم”

اغتاظ البعض لاعتبار مصدري الوثيقة “الصهيونية المسيحية” بين الأيديولوجيات التي تعيق السلام وكشفوا تجذر الفكر الإنجيلي الصهيوني بين كثير من العرب. أما البعض الأخر فاستشاط غضبًا لشمل الإسلاموفوبيا معتبرين مصدري البيان “ذميين” يبغون إرضاء الأغلبية المسلمة.

“هذه الأمور، مهما كانت شنيعة (وقد كانت فعلًا بشعة ودموية ضد المسيحيين) لا يعني أننا كمسيحيين يجب أن نبرر التطرف المعمم ضد المسلمين في الغرب”

ان هذا الانتقاد الحاد بعيد كل البعد عن الصحة ويكشف جهلًا وانحيازًا وعداء مزمنًا للمسلمين بسبب ما سببه الإسلام السياسي ضد المسيحيين بالذات في مصر زمن الإخوان المسلمين وما ارتكبته داعش من أهوال في سوريا والعراق قبل أقل من عقد من الزمن. لكن حدوث هذه الأمور، مهما كانت شنيعة (وقد كانت فعلًا بشعة ودموية ضد المسيحيين) لا يعني أننا كمسيحيين يجب أن نبرر التطرف المعمم ضد المسلمين في الغرب.

ان ادانة الإسلاموفوبيا في الغرب لا يعني بأي شكل من الأشكال، تبرير الاضطهاد والقهر الإسلامي ضد المسيحيين في كل العالم ويشمل هذا طبعا الشرق الأو”سط.

“كما رفضنا “للاسامية” عامة لا يعني أننا نبرر القهر الاسرائيلي ضد الفلسطينيين مدة 76 عامًا”

مع كل الفرق وبذات المنطق- فإن رفضنا “للاسامية” عامة لا يعني أننا نبرر القهر الاسرائيلي ضد الفلسطينيين مدة 76 عامًا. تيار الكراهية لليهود لمجرد كونهم يهودًا لا يعني تبرير أعمال اليهود الاسرائيليين في غزة.

البعض الأخر الذي يجهل ما يحدث في الغرب استغرب من ضرورة المناداة بوقف الإسلاموفوبيا لأنهم يعتقدون أنها غير موجودة هناك اصلًا.

الحقيقة مختلفة كل الاختلاف- نظرًا لعنف الإسلام السياسي وبالذات بعد واقعة تفجير عمارة التوأم في نيويورك في 2001، فإن النظرة النمطية ضد المسلمين- مهما كانوا- أصبحت سائدة للغاية في الغرب. وليس ذلك فقط، لكن انتشر الشك والتهميش والتمييز ضدهم في الغرب لمجرد كونهم مسلمين. ان هذه العنصرية من الأوروبي والأمريكي الأبيض ضد المسلمين موجودة – شئنا ذلك ام ابينا. ولست تحتاج للسفر للغرب لمعاينتها، اذ يمكنك مشاهدة النظرة النمطية الجائرة للمسلم من على الشاشات في أفلام هوليود التي تصوّره متخلف او عنيف او رجعي.

هناك قرابة ملياري مسلم في العالم، وحق الإنجيل يناشدنا ان نندد بالكراهية والعنصرية والتهميش وحط قدر الإنسان الذي خُلق على صورة الله – مهما كان جنسه او دينه او قويته. إن هذا تعليم يسوع النقي وليس سواه. وهذا ببساطة ما نادى به البيان الشجاع.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content