Skip to content

إحياء الفصح في قرية إقرث بعد عقود على إقدام إسرائيل على تدميرها

رابط المقال: https://milhilard.org/8xh8
تاريخ النشر: أبريل 8, 2023 2:07 م
45789
رابط المقال: https://milhilard.org/8xh8

أ ف ب :

وسط أزهار الربيع ورائحة البخور، وفيما راح الناس يضعون الزهور على القبور، قال الأب سهيل خوري “أتينا في يوم الجمعة العظيمة لنصلي إيمانا برجاء القيامة”. وأضاف “نحن نريد العودة إلى بلدتنا إقرث، لكن الطريقة الوحيدة المسموح لنا بأن نرجع فيها هي ونحن أموات”.

الكنيسة والمقبرة هي كل ما تبقى من القرية المسيحية الواقعة في الجليل الغربي والتي دمرتها القوات الاسرائيلية في 1951.

لم يهرب أهالي إقرث من قريتهم خلال الحرب بعد الاعلان عن قيام دولة اسرائيل في 15 ايار 1948. وفي تشرين الثاني من تلك السنة، طلب منهم الجيش الاسرائيلي مغادرة القرية ونقلهم في شاحنات الى قرية الرامة على أن يعودوا إلى قريتهم بعد أسبوعين.

وعندما لم يف الجيش الإسرائيلي بوعده، قدّم سكان اقرث التماسا إلى المحكمة العليا وحصلوا على قرار في 31 تموز 1951 يخولهم العودة الى بيوتهم. لكن حكومة إسرائيل لم تنفذ قرار المحكمة وقام الجيش عشية عيد الميلاد في 24 كانون الأول عام 1951، بهدم القرية التي ما زالت حجارة منازلها متناثرة وسط العشب والزهور الصفراء عبر المساحات الطبيعية.

وقال الأب سهيل خوري “نحن موجودون هنا، مواطنون في هذه البلاد لكننا لاجئون في وطننا… نامل ان تعود العدالة للانسان في إقرث وأن يرجع سكانها إلى أرضهم وبلدتهم وبيوتهم”. وقد ترأس الكاهن الصلاة بمشاركة العشرات من الصغار والكبار بين قبور عائلاتهم.

وقد سرت مخاوف وشكوك من ألا تقام الصلاة بسبب التوتر على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل. وقال زياد حنا، المتخصص في علوم الكومبيوتر “وضعنا خوفنا من القصف جانبًا… مررنا بموقف حساس للغاية… لكن غالبية الناس قرروا الحضور لأداء الصلاة ولكي يلتقوا ويواصلوا هذا التقليد”. وأضاف “نشعر بالفخر لكوننا جزءًا من قريتنا وتراثنا”.

استعادة تاريخنا

دُمرت مئات القرى الفلسطينية خلال النكبة التي طُرد خلالها أكثر من 760 ألف فلسطيني من منازلهم في عام 1948. ووثق الباحث الأكاديمي الفلسطيني وليد الخالدي أكثر من 400 قرية مدمرة أو مهجرة، بينما سجلت منظمة زوخروت (ذاكرات) الإسرائيلية أكثر من 600 بلدة واجهت هذا المصير.

لكن الاعتراف بذلك ما زال “مرفوضًا بشدة حتى الآن” في إسرائيل، كما قالت راشيل بيتاري مديرة المنظمة التي تعمل على زيادة مستوى الوعي بأحداث النكبة. وقالت بيتاري عن القرى المدمرة “بمجرد أن نرى هذا، لا يمكننا أن نتجاهل ما حدث. البقايا ظاهرة في كل مكان”. بعد أن فشلوا مرارًا في الحصول على قرار قضائي من المحاكم الإسرائيلية يمكّنهم من العودة إلى قريتهم، يتوجه أحفاد مَن هُجروا من إقرث إليها للاحتفال بالأعياد المسيحية وإقامة حفلات الزفاف وتشييع الموتى ودفنهم.

رنين عطا الله (45 سنة) التي جاءت إلى قريتها في يوم الجمعة العظيمة هي من بين أولئك الذين خيموا بجانب الكنيسة. قالت رنين العاملة في مجال التربية ولها أشعار عن إقرث “آتي دائمًا إلى هنا مع أهالي القرية. نحضر الطعام وننام هنا ونتجول ونكتشف أشياء جديدة ونستعيد تاريخنا”.

وفي حين أدى أهالي إقرث صلاة الجمعة العظيمة، سار مسيحيون في مسيرة درب الصليب في القدس عبر البلدة القديمة الجمعة على خطى المسيح قبل صلبه، وفق الكتاب المقدس. وكان رؤساء الكنائس المسيحية حذروا في رسالة الفصح من أن يصبح المسيحيون “أهدافًا لهجمات” عدائية.

وقال المطران ياسر العيّاش، مطران كنيسة الروم الكاثوليك في القدس، التي ينتمي إليها أهالي إقرث “إن القادة المسيحيين يحاولون دعم مجتمعاتهم في مواجهة مثل هذه التحديات”. وقال في القدس “علينا أن نواصل تقاليدنا لأنها تعبر عن إيماننا. إنه جزء من إيماننا وجزء من الحياة التقليدية للكنيسة هنا في القدس في الأرض المقدسة”.

ويبقى أهالي إقرث مصممين على الاحتفال بعيد الفصح كل عام. وقال سهيل خوري “نعمل اليوم على إبقاء الناس على تواصل وعلى أن يلتقوا في أرضهم إلى أن يعودوا يوما إلى بيوتهم ويعيدون بناءها… واليوم، الكنيسة هي التي تجمعهم وهي منزل الجميع”

حصل أهالي القرية في سبعينيات القرن الماضي بعد سنوات طويلة من التقاضي على حق إصلاح الكنيسة ودفن أمواتهم في مقبرتها. ومن ثم باتوا يزورون المقبرة في كل يوم جمعة عظيمة ويضعون الزهور على القبور ويقيمون صلاة عيد الفصح في كنيستها.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content