Skip to content

أ.علاء قصاصفة يحاضر حول الألم في العالم القديم ويستعرض وثيقة عمرها 3400 عام

رابط المقال: https://milhilard.org/2n0b
تاريخ النشر: مايو 21, 2022 8:53 ص
الاستاذ علاء قصاصفة

الاستاذ علاء قصاصفة

رابط المقال: https://milhilard.org/2n0b

خاص ملح الأرض

قدّم الأستاذ علاء قصاصفة محاضرة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس حول الألم في العالم القديم، في محاولة منه للرجوع بالزمن إلى 3400 سنة والنظر كيف كان العالم القديم يفكر ويعالج موضوع الألم، وهل الألهه قديما كان لها حلول في علاج الألم وكيفية ربطه بسفر أيوب.

واستعرض قصاصفة وثيقة قديمة جدا من الأدب البابلي كتبت على الألواح الطينية باللغة الأكادية بين سنة 1000-1400 ق.م وتحدثت عن شخص بار يتألم ويبحث عن عدالة الألهة، هذه الألواح تحتوي على 297 سطر قدرنا تركيب 200 سطر.

الوثيقة حسب أ. علاء كتبها “سيجال كينام يوبوب” ومعنى اسمه عابد الإله والملك وهي شبيهة جدا بآلام أيوب، الوثيقة عبارة عن حوار بين الشخص المتألم “سيجال” وصديقه الوحيد الذي لم يذكر اسمه.

وحسب الوثيقة قال “سيجال” كنت طفلا صغيرا عند وفاة والدي، أمي ولدتني وذهبت إلى أرض اللاعودة، أبي وأمي تركوني من غير ولي أمر في إشارة إلى أن وضعه كان صعبا جدا وكانت لديه مشاكل صحية.

وحاول سيجال اكتشاف الألهة من خلال الصلاة والتضرّع، فيما يعتقد صديقه الوحيد حسب رسالته أن عقل الإله بعيد مثر مركز السماوات وأن فهمه صعب جدا ولا يستطيع الناس أن يفهموه.

وقدم أ. علاء مقارنة بين سفر أيوب وسيجال، بيّن خلالها أن سفر أيوب اختاره الله، وهناك أصدقاء لأيوب ويبدو أنهم حكماء، كما أن أيوب ناح وبكى على نفسه مع التأكيد أن أيو بار. أما سيجار فقد اختارته الألهة وهناك صديق له ويبدو أنه حكيم كما أن سيجال ناح وبكى على نفسه وأنه بار أيضا.

أما الإختلافات بين سفر أيوب وسجال “الوثيقة” فهي أن الله مسيطر على الأحداث مع أيوب وأن أيوب تمسّك بأمانة بالله كما أننا نعرف ماذا حصل لأيوب بعد الألم وأخيرا أن الله افتخر بأيوب. فيما كان الاختلاف عند سيجال أن الألهة مسيطرة على الأحداث معه وأن لا أحد يعرف ماذا حصل بعد الألم وأنه بقي متألما، وأخيرا أنه لم يقرأ في الوثيقة أن الألهة افتخرت بسيجال.

وقال أ. علاء إنه في الميثولوجيا البابلية الألهة تكذب على بعضها البعض وكذاك البشرية لكن الله في الكتاب المقدس مكتوب عنه أن الله ليس إنسان فهو لا يكذب.

وتحدث عن أهمية الكاتب سيجال في العالم القديم لأنه كان كاهنا فهو أكثر شخص يستطيع أن يجد حلاً للألم لكنه لم يجد. فقد كان سيجال أحد المرشدين لأحد ملوك السلالة البابلية لنبوخذ نصّر. مؤكدا أن من هنا تكمن أهمية الوثيقة.

وخلص أ.علاء لمجموعة من الأمور يمكن تعلّمها من المقارنة بين سيجال وسفر أيوب، وهي أن الألم والأزمات كان مطروح بشكل واسع في العالم القديم، وأن ثقافة ولاهوت الألم في الكتابات القديمة هي جزء من الثقافة البشرية، وأن سفر أيوب ليس الأدب الوحيد الذي يتحدث عن الألم لكن كان حديثه مختلفا، إضافة إلى أن الألهة في الوثيقة البابلية ليس لها حلول لموضوع الألم والأزمات ولكنها تركت سيجال يتألم على عكس الله في سفر أيوب الذي تدخل لينقذ أيوب من أزمته.

وخلص استاذ علاء محاضرته أنه لا نستطيع اليوم أن ننكر أن هناك تشابه بين نصوص الكتاب المقدس والأدب القديم، فمن الطبيعي جدا أن يكون هناك تماثل مع هذه الكتابات، لأن أحداث الكتاب المقدس نشأت في حضارات وثقافات وتقاليد هذه المجتمعات القديمة. ويجب أن نذكر أنفسنا أنه بالرغم من هذه التشابهات إلا أن هناك اختلافات كثيرة بين الكتاب المقدس والأدب القديم وبعضها جوهرية. لذلك أنظر إلى أدب الكتاب المقدس بأنه أعلى وأسمى من تلك الكتابات.

وتابع علاء أنه يشعر أن المجتمع يخاف من مقارنة نصوص الكتاب المقدس مع الأدب القديم لأنه يعتقد أن الأدب الذي هو من الخارج الكتاب المقدس يتحدى أو يقلل من شأن نصوص الكتاب المقدس. لكن توقع أ. علاء العكس تماما بقوله أن الكتاب المقدس أكبر وأعظم من هذه التحديات ولا يقلل من قيمته، فدراسة التشابهات والاختلافات بينه وبين الأدب القديم تساعدنا على دراسة أعمق للكتاب المقدس مثلما رأينا في قصة سيجال أو المتألم في الأدب البابلي فمثلا: إذا كنا في عضر سيجال الالهة لن تنقذنا ولن توقف الألم مثلما فعل الله في سفر أيوب عندما أوثق آلامه وأنقذه من أزمته وعوض ضعفه.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content