Skip to content

أهالي “مكاور” يطالبون بالاهتمام بها وتفعيل درورها في مسار الحج المسيحي

رابط المقال: https://milhilard.org/taft
تاريخ النشر: يونيو 1, 2022 1:01 م
سُيّاح امام قلعة مكاور في مأدبا

سُيّاح امام قلعة مكاور في مأدبا

رابط المقال: https://milhilard.org/taft

دانية قطيشات- ملح الأرض  

تشغل منطقة مكاور في محافظة مأدبا مكانة دينية عريقة، فهي واحدة من أهم المناطق السياحية المترتبطة بالحج المسيحي في الأردن، وتكم أهميتها لاتباطها بحادثة قطع رأس النبي يوحنا المعمدان الأمر الذي أضاف لها قيمة كبيرة لدى كل من الديانة اليهودية والمسيحية، ولكن وعلى الرغم من هذه المكانة القيّمة، إلا أن المنطقة تفتقر لأدنى اهتمام ورعاية من قبل الجهات المختصة.

أبناء منطقة مكاور في مأدبا طالبوا من خلال “ملح الأرض” الاهتمام بها وتفعيل درورها الحقيقي في مسار الحج المسيحي.

وقال أحد أبناء هذه المنطقة الدكتور عبد الهادي القعايدة لـ “ملح الأرض” تعاني مكاور من إهمال واضح، وهي تفتقر حتى لوجود مركز زوار فهي يأمها عدد كبير من السياح سنويا، ولكن السائح في حال وصوله لمكاور قد لا يعود لأن لا يجد أدنى مستوى من الخدمات فيها.

وحول أبرز ما تعاني منه قلعة مكاور تحديدا قال الدكتور عبد الهادي لـ “ملح الأرض” إن هناك عمليات للبحث عن دفائن وكنوز والتي أصبحت تشوه شكل القلعة وهذا يحدث على مرأى من  دائرة الآثار العامة ووزارة السياحة ولكن بدون تحرك، فالوزارة تقوم في كل مررة تقوم بوضع سياج “بلا يسمن ولا يغني من جوع” ويعاود الناس لتخطي السياج ونبش أرض القلعة.

يعود بناء قلعة مكاور إلى عام 90 قبل الميلاد وقد بناها  الملك هيرودوس الكبير لتكون حصنًا أمام هجمات مملكة الأنباط واهتم بها ورممها، وهي مطلة بشكل واضح على الضفة الغربية مما يضفي لها اطلالة بانورماية خلابة فهي تبعد عنها ما يقارب الـ40 كم.

الدكتور عبد الهادي القعايدة

الدكتور عبد الهادي : أبناء منطقة مكاور يعانون من البطالة

 وأضاف القعايدة لـ “ملح الأرض” أن علينا أن نجعل من مكاور إقليم سياحي فهي قريبة من حمامات ماعين والبحر الميت مما يجعلها أيضًا على خارطة السياحة العلاجية وهذا سيؤدي على خلق فرص عمل لأنه أبناء المنطقة الذين يعانون من البطالة وأضاف أن مشروع التليفريك في المنطقة مشروع ناجح جدًا في حال توجه المستثمرين لها لكن مكاور قد هجرها سكانها نتيجة الإهمال الحكومي .

وأشار أن حالة الإهتمام بمأدبا عند حصولها على لقب عاصمة السياحة العربية كان لحظيًا ومكاور بشكل خاص هي الآن تعاني فهي آيلة للسقوط نتيجة لأعمال الحفريات في محيطها للبحث عن الدفائن من قبل أشخاص غير مسؤولين.

وفي الحديث عن المكانة المسيحية التي تمتلكها مكاور فهي حسب خبراء في مسار الحج المسيحي وهو دليل سياحي قال لـ “ملح الأرض” : مكاور أولى محطات الحج المسيحي فقد ذُكر أن النبي يحنا المعمدان قد سُجن في قلعتها  وبعد سجنه قُطع رأسه وقُدم رأسه إلى الراقصة سالومي، ويوجد في القلعة لوحة فسيفساء تم العثور عليها تعود للقرن الأول الميلادي ومعروضة في مدينة مأدبا بالإضافة إلى تواجد كنيسة فسيفسائية”.

ومن جانبه أكد مدير مديرية سياحة مأدبا وائل الجعنيني لـ “ملح الأرض” أن بعد اختيار مكاور لمواقع الحج المسيحي بدأت وزارة السياحة بعمل مشروع تسهيل سير السياح خاصةَ كبار السن للوصول لقمة القلعة فقد تم رصف الطريق من أسفل جبل القلعة إلى أعلاه مع وجود بعض المحطات الإستراحة على  طول المسار.

وأضاف الجعنيني لـ “ملح الأرض” حاليًا وزارة السياحة تعمل على ترميم المرافق الصحية لتكون مؤهلة للزوار وهي في طور تطوير خطة لمكاور من خلال صيانة الطريق ووضع لافتات وتفسيرات عن قصة المكان وأهمية المواقع الموجودة فيها بالإضافة إلى العمل على إنشاء اطلالات بانوراميه على القلعة و مسار من موقف الحافلات إلى أعلى القلعة.

مدير مديرية سياحة مأدبا وائل الجعنيني

وصرح الجعنيني لـ “ملح الأرض” أن مكاور حتى لو تأخرنا بالإهتمام فيها إلا أن وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة تمنحها اهتماما،  فهناك عدة حفريات تمت من قبل بعثات أجنبية من خلال دائرة الآثار العامة التي تعمل على عمل الحفريات للعثور على اكتشافات.

وأضاف ” إننا نملك رؤية مستقبلية لنستخدم بعض المُغر الموجودة في مكاور التي كانت سجنًا ليوحنا المعمدان ليتم إنشاء قصة لهذا الحدث التاريخي الذي حصل بين الملك هيرودوس وانتبياس والنبي يوحنا وسلومي حيث، إننا كمديرية الان في قيد تنفيذ المشروع”.

وفي الحديث عن القرية التراثية أشار الجعنيني لـ “ملح الأرض” أن القرية التراثية تم تسليمها لمستثمر محلي ويتم الآن ترميمها فهي عبارة عن المباني التراثية يمكن استخدامها كبيوت ويوجد فيها ايضًا أماكن لتقديم وجبات الطعام وتحتوي على مطبخ وكنيسة تسمى كنيسة القديس ملافيوس تعود للقرن السادس الميلادي، مشيرا أن وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة ستعمل على ترميم هذه الكنيسة لإستقبال الزوار.

وقد أشار الجعنيني أنه قد تم مطالبة المستثمرين داخل القرية التراثية التي يتم ترميمها  بتشغيل أبناء المجتمع المحلي .

وفي الحديث عن حصول مأدبا على لقب عاصمة السياحة العربية قال الجعنيني لـ “ملح الأرض” إن مادبا قد استحقت بجدارة هذا اللقب لإحتوائها على مناطق سياحية وخصوصا مسيحية، فنحن نسعى لتكون مأدبا مقر وليس ممر. وأضاف الجعنيني أن وزارة السياحة تمتلك خطة ورؤية للإستهداف السياح ليتمكنوا من المكوث في مأدبا ليلتين على الأقل بعد زيارته للأماكن الأثرية .

 وتحدث الجعنيني لـ “ملح الأرض” عن بدءالعمل على عدة برامج ومسارات عددها 7 وأهمها مسار مأدبا التراثي، مسار مأدبا الديني، مسار مادبا العلاجي، مسار مأدبا الثقافي، مسار المغامرات، مسار ذيبان ومن ضمن هذه المسارات هناك مسارين لمنطقة مكاور وهما المسار الديني والثقافي وصولًا إلى الحج المسيحي فكل هذه المسارات ستربط مكاور بالزيارة وقد تم عرض هذه المسارات لمكاتب السياحة والسفر لنبدأ بالتسويق لمكاور بحسب الجعنيني.

وقد أضاف الجعنيني أن المديرية قد قامت بعمل سياج على القلعة لحمايتها من العبث من خلال مخاطبة وزارة الداخلية ومحافظ محافظة مأدبا.

نائب رئيس بلدية مأدبا بسمة سلايطة

وفي الحديث عن دور البلدية عن اهتمام الوزارة بمكاور التقى موقع “ملح الأرض” مع بسمة السلايطة نائب رئيس بلدية مأدبا والتي صرحت أن يوجد اهتمام كبير من قبل وزارة السياحة بقلعة مكاور والمنطقة السياحية كاملة منذ سنوات وليس حديثا حيث أن الشارع المؤدي من مادبا إلى مكاور الذي تم إنشاؤه والاهتمام به من وزارة السياحة  كما تم الاهتمام بالمرافق الصحية والترميمات هناك والكثير من الأمور.

وتابعت سلايطة لـ “ملح الأرض”أن المطالب لا تزال متواصلة من قبل المواطنين لجذب السائح، ومطالبهم مشروعة كما هي مطالب أهالي مأدبا عامة بأن تكون البرامج السياحة للسائح ليست عبور فقط بل إقامة كي يتسنى له زيارة كافة الاماكن السياحية والدينية ومنها مكاور وأضافت اننا نحتاج لتغيير هذه الاستراتيجية لإطالة مدة إقامة السائح.

 يذكر أن  مكاور تقع جنوبيّ العاصمة الأردنية عمّان وبالتحديد في محافظة مادبا، حيث تبعد عن مادبا حوالي 32كم إلى جهة الجنوب الشرقيّ منها، وفي منطقة مكاور قلعة موجودة أعلى تلّة تُطلّ من جهتها الغربيّة على الأراضي المقدّسة ومنطقة البحر الميّت، حيث ترتفع هذه التلة أو الهضبة قرابة 730م عن سطح البحر، وتتميّز اطلالتها بمنظرٍ جذّاب خصوصاً مع عبق التاريخ الذي يفوح من جنَبات المكّان.

قلعة مكاور
قلعة مكاور
اطلالة قلعة مكاور

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content