Skip to content

أم الجمال: وجهة سياحيّة دينيّة ناشئة تُعزِّز مكانتها على خارطة الحجّ المسيحيّ

تاريخ النشر: مارس 18, 2025 4:09 م
1742043032629-780x470 (1)

ملح الارض – ليث حبش

في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة أم الجمال اهتمامًا متزايدًا من قبل المسيحييّن الذين بدأوا بتنظيم رحلات دينية لاستكشاف الكنائس الأثرية التي تزخر بها المدينة، والتي تعود إلى حقب تاريخية متعددة، هذا التوجه يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الإرث الروحي والحضاري للأردن، الذي يحتضن مواقع دينية ذات قيمة كبيرة للحج المسيحي.

وفي هذا السياق، تعمل بلدية أم الجمال وهيئة تنشيط السياحة على تعزيز مكانة المدينة كوجهة سياحية دينية، من خلال تطوير البنية التحتية، وتنظيم الفعاليات، وإبراز الطابع الروحي والتاريخي للموقع. ومنذ أول زيارة دينية مسيحية إلى أم الجمال عام 2015، تواصلت الجهود لجعل المدينة محطة رئيسية على خارطة السياحة الدينية في الأردن، مع التركيز على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز دور أم الجمال كوجهة تجمع بين الإيمان والتاريخ.

في مقابلة حصرية مع رئيس بلدية أم الجمال، حسن الرحيبة، لـ “ملح الارض” تحدث عن جهود البلدية في إدراج الموقع الأثري لأم الجمال ضمن قائمة التراث العالمي، وكيف تسعى المدينة إلى تطوير السياحة الدينية وتعزيز المكانة التاريخية للموقع.

وأوضح الرحيبة أن البلدية كانت دائمًا في قلب التفاعل مع كافة القطاعات في أم الجمال، حيث أدركنا منذ البداية أهمية الموقع الأثري الذي يحتوي على 217 مبنى و540 دنماً من الأراضي التي تعود لعصور متعددة، وأضاف أن أم الجمال شهدت حضارات عديدة، من بينها الحضارة الحضرية، الرومانية، البيزنطية، والأموية، وأن هذه الحضارات تركت آثارًا عظيمة نحن فخورون بتاريخنا الغني، والبلدية قد أخذت دورًا رياديًا في الترويج للموقع سواء من خلال الترويج للمواقع الأثرية أو إبراز القيمة الحضارية والدينية لأم الجمال.

وفي السياق ذاته، أضاف الرحيبة أن منذ عام 2015، وجهنا دعوة للمسيحيين في المنطقة، وكان أول زيارة ديني مسيحي إلى أم الجمال بمشاركة بطاركة الموارنة كانت هذه الخطوة بداية لتعاون مستمر مع الكنائس، حيث نسعى إلى تنظيم فعاليات سنوية للمسيحيين من جميع أنحاء العالم البلدية تقدم كل الدعم اللوجستي لهذه الفعاليات، سواء من خلال تأهيل المواقع أو تقديم الدعم أثناء الصلوات التي تتم داخل الكنائس الأثرية، التي تضم 16 كنيسة وكاتدرائية.

وأكد الرحيبة لـ ملح الارض أنهم بصدد العمل على تحديد يوم سنوي للزيارة إلى أم الجمال تم اقتراح يوم 26 تموز ليكون يومًا للزيارة الرسمية للموقع، وهو يوم مميز في تاريخ أم الجمال، حيث يشهد ذكرى إدراج الموقع في قائمة التراث العالمي نهدف إلى جمع كل المهتمين بهذا الموقع التاريخي في هذا اليوم لتعزيز مكانته.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لحماية وصيانة المواقع الأثرية، أضاف الرحيبة أن أم الجمال تعتبر جزءًا من إرثنا الوطني، لذلك فإن البلدية ملتزمة بالحفاظ عليها وحمايتها تم إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي، وهذا يترتب عليه التزامنا بصيانة المواقع الأثرية نحن نعمل بتنسيق كامل مع وزارة السياحة، وزارة النقل، المجتمع المحلي، وأصحاب المصالح لضمان توفير الموارد اللازمة لحماية هذا الموقع هدفنا هو أن نترك هذا الإرث للأجيال القادمة بحالته الأمثل.

من خلال هذه الجهود المستمرة، تؤكد بلدية أم الجمال التزامها بالحفاظ على تاريخ المنطقة وتعزيز مكانتها السياحية، مؤكدة أن هذا المشروع ليس مجرد مشروع محلي، بل هو مسؤولية وطنية يتشارك فيها جميع الأردنيين.

هيئة تنشيط السياحة…الأردن وجهة رائدة للحج المسيحي وتعزيز السياحة الدينية

في إطار الجهود الرامية إلى ترسيخ مكانة الأردن كوجهة بارزة للسياحة الدينية، أكدت هيئة تنشيط السياحة، في ردها على استفسار لـ “ملح الارض“، أن المملكة تواصل تعزيز موقعها على خارطة السياحة الروحية، لا سيما في مجال الحج المسيحي، عبر تسليط الضوء على المواقع المقدّسة والكنوز الأثرية الفريدة التي تحتضنها. 

وأوضحت الهيئة أن استراتيجيتها تقوم على الدمج بين الروحانية والتاريخ، من خلال تصميم وتطوير تجارب سياحية ثرية تتيح للزوار خوض رحلة تجمع بين الإيمان واكتشاف الإرث الحضاري العريق للأردن. وأضافت أن هذه الجهود تتم بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار ومديرية السياحة، بهدف تقديم تجربة استثنائية تعزز من جاذبية الأردن في هذا المجال.

وفيما يتعلق بآليات الترويج، أشارت الهيئة إلى أنها تعتمد على أحدث أدوات التسويق الرقمي عبر منصاتها المتخصصة بالسياحة الدينية، ما يتيح لها الوصول إلى شريحة واسعة من السياح الدوليين بمختلف ثقافاتهم وخلفياتهم كما تحظى هذه المبادرات بدعم واسع من شركاء الهيئة، بمن فيهم رجال الدين، ومنظمو رحلات الحج المسيحي، والمكاتب السياحية، ووسائل الإعلام، الذين يسهمون بدور فاعل في إبراز القيمة الروحية لهذه الرحلات، وتسليط الضوء على دور الأردن كملتقى عالمي للتسامح الديني والتنوع الثقافي. 

وأكدت الهيئة، في ختام ردها، أن التزامها بتطوير السياحة الدينية يأتي انطلاقاً من رؤية واضحة لتعزيز مكانة الأردن على الخريطة العالمية للسياحة الروحية، وترسيخ دوره كمحطة رئيسية للحج المسيحي، وذلك عبر استقطاب مزيد من الزوار الراغبين في استكشاف الإرث الديني العريق للمملكة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content