
السابق عيد الفصح والاسبوع المقدس في القدس ٢٠٢٥ عبر القرون الماضية – دراسة هامة
ليلى قرقور- ملح الأرض
في أجواء مملوءة بالحضور الإلهي، اجتمع عدد كبير من المؤمنين في كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيليّة في اليادودة لحضور أمسية خاصة بعنوان “لنعرفه وقوّة قيامته”، أحياها فريق صوت الهُتاف بترانيم روحية مؤثرة، حملت كلماتها معاني الرجاء والحياة في المسيح المقام من بين الأموات.
انطلقت الأمسية بتسبيح حي نابض بالإيمان، حيث تلاقت أصوات الجمهور مع ترانيم الفريق لتخلق لحظة عبادة عميقة. فكانت الترانيم ليست مجرد أغانٍ بل صلوات معلنة، عبّرت عن شوق القلب لمعرفة المسيح، لا كمعلومة بل كشخص حي وفعّال في حياتنا.
بعد فترة التسبيح، شارك الأخ داني سمارنة بكلمة روحية تمحورت حول الصلب والقيامة، موضحًا كيف أن القيامة ليست حدثًا نحتفل به فقط، بل هي رسالة حياة نعيشها كل يوم. أضاء في كلمته على أبعاد القيامة ومعانيها العميقة، مؤكدًا أن من لا يعيش عيد القيامة في قلبه، يبقى إمّا عبدًا تقيده الخطية، أو أجيرًا يعمل بلا علاقة حقيقية مع الرب، أو متسوّلًا يفتّش عن الفرح في أماكن فارغة.
كما أشار إلى أن الإنسان المجروح غالبًا ما يجرح غيره، لكن المسيح كسر هذه الدائرة بكامِلها، إذ غفر بدمه الثمين وفداءه العظيم كل خطايانا، وشفى جراحنا بملء محبّته. ورغم أن مشهد الصليب قد يبدو للوهلة الأولى كأن الشر قد انتصر والمسيح قد هُزم، إلا أن القيامة في اليوم الثالث كشفت عن الحقيقة الكاملة: أن المحبّة غلبت، وأن المسيح قام، ومعه قام رجاؤنا وانتصارنا. المحبّة لا تسقط أبدًا.
رسالة الأمسية كانت واضحة: القيامة ليست مجرد ذكرى، بل دعوة حقيقية لحياة جديدة. فمن يعرف المسيح ويختبر قوّة قيامته، لا يمكن أن يبقى كما كان، بل يدخل إلى حرية الأولاد، إلى فرح الخدمة، وإلى شبع العلاقة مع الله.
غادر الحضور الكنيسة وقلوبهم مملوءة بالشكر والرجاء، حاملين معهم دعوة للاستمرار في السعي لمعرفته، والاتحاد بقوّة قيامته التي تمنح الحياة والمعنى.
تصوير: حنّا منصور
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!