Skip to content

أليس قيسية والمخرور: حكاية صمود عائلة فلسطينيّة في وجه الاستيطان

رابط المقال: https://milhilard.org/0pj0
تاريخ النشر: نوفمبر 28, 2024 11:14 ص
1732711064-786330510
رابط المقال: https://milhilard.org/0pj0

عن موقع شبكة فلسطين الإخباريّة

في منطقة المخرور ببيت جالا، تتجلّى حكاية أليس قيسية، ابنة الأرض الّتي أصبحَتْ رمزاً للصمود الفلسطينيّ في وجه الاحتلال الإسرائيليّ.

المخرور ليسَتْ مجرَّد مساحة جغرافيّة بالنّسبة لأليس، بل هي ذاكرتها الممتدّة منذ الطّفولة، حيث كبرت بين أشجار الزّيتون والتّين، هناك كانَتْ تلعب، تجمع الثّمار مع عائلتها، وتعيش تفاصيل يوميّة عميقة الجّذور في هذه الأرض.

عائلة أليس، الّتي امتلكَتْ أرضًا ومطعمًا في المنطقة، واجهتْ محاولات متكرّرة من الاحتلال لاقتلاعها. والدها أسّس مطعمًا صغيرًا في المخرور، تطوَّر ليصبح وجهةً معروفة ومحبوبة لزوّار المخرور. لكنَّ الاحتلال الإسرائيليّ لم يسمحْ بنجاح عائلة فلسطينيّة في أرضها؛ هدمَتْ “الإدارة المدنيّة” للاحتلال المطعم والبيت أربع مرّات بحجج واهية، ورغم ذلك كانَتِ العائلة تعيد بناء كلّ ما هُدم بإصرار وثبات.

في عام 2017، ظهرَتْ شركة استيطانيّة تُدعى “هيمونتا”، تابعة للصّندوق القوميّ اليهوديّ، زاعمةً مُلكيّة الأرض منذ عام 1969، ومع أنَّ محكمة الاحتلال لم تجدْ أيّ دليل يدعم مزاعمها، إلّا أنَّ الاحتلال لجأ إلى استغلال الحرب الأخيرة وأصدر أمرًا عسكريًّا للسيطرة على الأرض بالقوّة ويمنعوا أليس وعائلتها من الوصول إلى الأرض.  

التحدّيات لم تقفْ عند هذا الحدّ. أليس ووالدتها تعرّضتا لاعتداء مباشر من مستوطن، كان يرتدي زيّ جنديّ، حيث حاول خنقها داخل سيّارتها، رغم أنَّها كانَتْ في فترة تعافٍ من عمليّة جراحيّة. فقالت “اتهمني بأنّني أنا الّتي اعتديت عليه”، لكنّها رفضَتْ أن تكون الضحيّة الصّامتة ولاحقته قانونيًّا.  

“المخرور ليست فقط أرضًا؛ إنّها بيتنا، ذكرياتنا، وكرامتنا. نحن متمسّكون بها كما تتشبّث جذور الزّيتون بأعماق الأرض”، تقول أليس. بالنّسبة لها ولعائلتها، النّضال من أجل المخرور ليسَ مُجرّد معركة قانونيّة، بل هو معركة وجود.

أليس قيسية توضِّح لرئيس أساقفة كنتربري موضوع أرض المخرور في بيت جالا

اليوم، المخرور ليسَتْ فقط حكاية عائلة قيسية؛ إنَّها قصّة صمود فلسطينيّ في وجه أطماع استيطانيّة لا تعرف حدودًا ومع كلِّ محاولة هدم أو اعتداء، تزداد هذه العائلة إصراراً على حماية أرضها، لتبقى المخرور شاهدةً على أنَّ الفلسطينيّين لن يتركوا أرضهم مهما اشتدَّتِ الهجمات.

تمَّ انتاج هذه القصّة ضمن برنامج قريب الّذي تنفذه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية CFI بالشّراكة وتمويل الوكالة الفرنسيّة للتّعاون الدّوليّ AFD.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content