من داود كٌتّاب- ملح الأرض

في احتفالٍ بهيجٍ أعلنَتْ أكاديميّة التّحالُف الأردنيّة، التّابعة لكنيسة الاتّحاد المسيحي الإنجيليّة، السبت، أنّها نجحَتْ في الحصول على اعتماد برنامج الدبلوما الأمريكية ممّا يجعلها أوّل مدرسة مسيحيّة في الأردن تتبنى هذا البرنامج والمُعتمد من قبل هيئة الاعتماد الدولية AI ومن وزارة التّربية والتّعليم الأردنية.

وعبَّرَتْ سلام مدانات المدير العام للأكاديميّة عن فخرها بهذا الإنجاز والّذي تزامن مع الإعلان عن حصول الطّالبة سيلين نصراوي على أعلى علامة في العالم في مبحث الرياضيات في الامتحان الدولي البريطاني AS . كمّا رحَّبَتْ مدانات بنتيحة مُميّزة للطّالب سابا حجازين من ذوي الإعاقة والّذي حقّق علامة 90.8 في الامتحانات الدولية البريطانية IGCSE.

وقالَتْ مدانات أنَّ رِحلة الأكاديميّة بدأتْ عام 2014 وتُعتبر من المدارس الرّائدة في الأردن في التّعليم الدّامج. ففي عام 2018 نظَّمَتِ الأكاديميّة المؤتمر الأوّل من نوعه في الأردن في التّعليم الدّامج برعاية سمو الأمير مرعد بن رعد. وفي عام 2024، تمَّ تخريج أوّل فوج من طلَبتِها برعاية وزير التّربية والتّعليم، وفي عام 2025 تمّ اعتماد الدّبلوما الأمريكيّة AHSD وأن مسيرة التطوير في الأكاديمية مستمرة.

وفي شرحٍ مُفصَّلٍ للإنجازات قالت مديرة المدرسة جُمانة عكّاوي أنَّ فكرة إدخال النّظام الأمريكيّ جاء بعد دراسة مُستفيضة وبهدف توفير خيارات للطلبة في المرحلة الثانويّة حيث توفِّر الأكاديميّة الخيار بين النّظام البريطانيّ والأمريكيّ ” للطلبة كُلّ حسب حاجته وقدراته والنّظام الأفضل فيما يتعلّق بمعادلة الشّهادة في وزارة التّربية والتّعليم”. وفَصَّلَتْ عكّاوي التّحضيرات الطّويلة الّتي تطلَّبها التّقدم للاعتماد. “الموضوع استغرق أشهُر طويلة وقد كانت المفاجأة السّارّة أنَّ وفد التّدقيق الّذي جاء من عِدّة دول انبهر من إنجازات المدرسة وكان سؤال مسؤولي النّظام الأمريكيّ بعد لقائهم الإدارة والطلّاب والمُعلّمين والأهالي يتمحور حول جملة واحدة: “ما هو سرّكم من حيث التّلاحم والجودة وبيئة التّعليم الممتازة ومحبّة الطلُّاب والأهل لهذه المدرسة؟”.

وردًّا على سؤال حول إنجازات الطلّاب أوضحَتِ عكاوي أنَّه بعد التنسيق مع المركز الثّقافيّ البريطانيّ المُشرف على الامتحانات وافق أن يُقدِّم الطّالب سابا الّذي يُعاني من شلل دماغي، الامتحان عبر الكمبيوتر وهذه كانت أوّل مرّة يتمُّ هذا الترتيب لطالب في الأردن بتقديم الامتحان باستخدام اللابتوب. كما وشرحت المديرة غن نظام الدّعم والمساندة الّذي توفِّره الأكاديميّة لجميع الطلّاب ضمن النّظام التّعليميّ الدّامج مؤكِّدةً أنَّ خدمة الدّعم والمساندة ليسَتْ محصورة على نسبة الـ 10% من الطلّاب ذوي الإعاقة والتحديات، بل تشمل كلّ الطلّاب دون استثناء كُلّ حسب حاجته.

سيلين نصراوي: فرح واعتزاز

وفي لقاءٍ خاصٍّ أجرته ملح الأرض مع الطّالبة سيلين نصراوي ووالديها، عبَّرَتْ سيلين عن فخرها وفرحها بنيلها هذا التميز: “شعوري ليسَ فرحًا وفخرًا مؤقّتًا، إنّما هو فخرٌ واعتزار لجهودي وجهود الكادر التعليميّ كاملًا، دومًا يعلموننا أنَّ الإنسان يحصد ما يزرع، والآن كلّ الجهود الّتي وضعتُها في دراستي قد أثمرَت ونلتُ الجائزة، على الرّغم من أنّني لم أكُن أُحبّ الرياضيّات إلّا أنَّ طموحي منذ الصّغر بأن أكون كابتن طيّارة دفعني لأدرس وأفهم هذه الحسابات، وأن أجعل لكلِّ شيء أدرسه سببًا ودافعًا للوصول إلى طموحي”

كما أشارَتْ سيلين إلى أنَّ البيئة المُريحة الّتي تُحيطُها في المدرسة تدفعها للاستمرار بالدراسة المُكثّفة وأنّها لا تخشى أن تسأل أيّ سؤالٍ لأساتذتها، وقد أشادت أيضًا بدور أهلها في دعمها لنيل الجائزة.

وأكَّدَ والد سيلين على فخره بابنته قائلًا: “من المُعتاد أن يحثُّ الأهل أبناءهم على الدراسة، لكننا مع سيلين كنّا نحثُّها على الرّاحة فهي تدرس طوال الوقت، ونحنُ قد قدّمنا كلَّ ما استطعنا حتّى تصلَ إلى هدفها”، وفي سؤالنا لأم سيلين عن رأيها بالمدرسة قالَتْ: “الأكاديميّة جديدة لكنّها مُتميّزة بكادرها وإدارتها، ونحنُ لاحظنا التقدُّم الّذي حصل عليه أبناؤنا فيها، وبالحقيقة أثبَتَتْ الأكاديميّة جدارتها في التّعليم، وها هي النتيجة بين أيدينا، تفوُّق سيلين ومعها العديد من الطلّاب”.

وفي مقابلةٍ خاصّةٍ ل ملح الأرض مع الطّالب سابا حجازين عبَّرَ مُعلِّقًا على الإنجاز الّذي حققه من خلال الكمبيوتر بالقول: “لمن يكون الواحد مع ربنا بكون ربنا معه”.

تأسَّستْ أكاديميّة التّحالُف الأردنيّة عام 2014 في منطقة اليادودة وهي تابعة لكنيسة الاتّحاد المسيحيّ الإنجيليّة في الأردن، وتنصُّ أهداف الأكاديميّة على التّعليم المُتميّز في بيئةٍ دامجةٍ تُقدِّم الرّعاية للجميع بشكلٍ كلّي ومُتكامل ليكون الطّالب قادر على إحداث تأثيرٍ إيجابيٍّ في مُجتمعه.