
السابق أكاديميّة التّحالُف الأردنية تحتفل باعتماد النّظام الأمريكي وتفوُّق طلّابها
ملح الأرض – ليث حبش
تُعدّ الأعياد المسيحيّة في الأردن مناسبة تجمع بين الرّوحانيّة والعادات العريقة، حيث تحمل الأطعمة المُحضّرة في هذه المناسبات رموزًا دينيّة وتاريخيّة تعكس عمق التّراث المسيحيّ في هذا السّياق، أجرى موقع “ملح الأرض “مقابلات خاصّة مع سيّدتين من المجتمع المسيحيّ الأردنيّ، كفى معايعة “أم عوني” ورائدة عوّاد “أم سارة”، للحديث عن أبرز الأطباق الّتي تزيّن الموائد خلال الأعياد الدّينيّة ودلالاتها الرّوحيّة.
تؤكِّد كفى معايعة، المعروفة بـ”أم عوني”، لـ “ملح الأرض “أنَّ كلّ طبق يُعدّ خلال الأعياد المسيحيّة يحمل في طيّاته قصّة دينيّة تُذكّر المؤمنين بأحداث الإنجيل ومعجزات القدّيسين.
كعكة الفاسيلوبيتا – رأس السنة
تروي أم عوني قصّة كعكة الفاسيلوبيتا الّتي تُحضَّر سنويًّا في رأس السّنة، وتقول “نُعدِّ هذه الكعكة تذكارًا للقدّيس باسايليوس، الّذي واجه مع الكنيسة أزمة ماليّة لجأ إلى جمع التبرُّعات، وعندما حُلَّتِ المشكلة، خبّأ الأموال داخل كعكة ووزّعها، ليحصل كلّ فرد على ما كان قد قدّمه. حتّى اليوم، نضع قطعة نقديّة داخل الكعكة، ومن يجدها يُعتبر صاحب حظ سعيد للسّنة القادمة”.
اقرأ ايضا: الكنائس الأردنيّة تحتفل برأس السّنة الشّرقيّة
العوّامة – عيد الغطاس
وعن العوّامة الّتي تُقدَّم في عيد الغطاس، توضِّح أم عوني “هذه الحلوى تُذكِّرنا بمعموديّة السّيّد المسيح، حيث يرمز غمسها في القطر إلى حلاوة نعمة المعموديّة وبدء حياة جديدة في الإيمان”.
السّليقة (القمح) – عيد القديس ثيودوروس
تُعتبر السّليقة طبقًا مُرتبطًا بأوّل سبت من الصّيام الكبير، وتشرح أم عوني سبب تحضيرها قائلةً: “يرتبط هذا الطّبق بقصّة القدّيس ثيودوروس تيوروني، الّذي حذَّر المؤمنين من قمح دُنِّس برماد الذبائح الوثنيّة منحهم قمحًا طاهرًا ليأكلوه، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الطّبق رمزًا لحفظ الله للمؤمنين”.
وصفات تربط الأجيال بتراثها الرّوحيّ
من جهتها، ترى رائدة عواد المعروفة بـ”أم سارة”، لـ “ملح الأرض ” أنَّ تحضير أطباق العيد ليسَ مُجرَّد تقليد، بل وسيلة تربط الأجيال الجديدة بجذورها الرّوحيّة والتّاريخيّة.
المهلّبيّة – عيد الصعود
تقول أم سارة “نُحضِّر المهلّبية في عيد الصّعود لأنَّ لونها الأبيض يرمز إلى نقاء الطّبيعة البشريّة عند صعود المسيح إلى السماء. نُقدِّمها للعائلة والأصدقاء احتفاءً بهذه المناسبة العظيمة”.
العنب – عيد التجلّي
وتضيف “يرمز العنب في عيد التجلّي إلى الكنيسة والمجتمع المسيحيّ، فحبّاتُه متفرِّقة لكنّها مُتصلة بعنقودٍ واحدٍ تشبه ترابط المؤمنين داخل الكنيسة. كما أنَّ موسم العنب يتزامن مع هذا العيد، ممّا يجعل هذه الفاكهة جزءًا من بركته”.
الرُّمان والرّيحان – رموز الصّليب والانتصار
تُشير أم سارة إلى الرّمزيّة الدّينيّة للرُّمان، قائلةً: “قشرتُه القاسية تُشبه صعوبة الصّليب، بينما ترمز حبّاتُه الدّاخليّة إلى الحياة المسيحيّة وعند فتحه، ينقسم إلى أربعة أجزاء، في إشارة إلى الصّليب أمّا الرّيحان، فيُستخدم في تزيين الكنائس، ويُقال إنَّ رائحته فاحت عند صلب المسيح، ممّا يجعله رمزًا مُقدّسًا”.
البربارة – عيد القديسة بربارة
أمّا عن طبق البربارة، فتروي أم سارة قصَّته قائلةً: “تُحضِّرُ العائلات هذا الطّبق في عيد القدّيسة بربارة، الّتي هربت من والدها الوثنيّ بعد اعتناقها المسيحيّة اختبأت بين حقول القمح، وعندما استشهدَتْ، أصبح القمح رمزًا لتضحيّتها، لذا تُعدّ البربارة تكريمًا لها.
اقرأ أيضًا: “البربارة” طبقٌ دافئٌ يجمع العائلة والأصدقاء- فيديو وصور
نكهات تحمل عبق التُّراث والإيمان
تبقى الأطعمة الّتي تُحضِّر خلال الأعياد المسيحيّة في الأردن جزءًا أصيلًا من التُّراث، تحمل بين طيّاتها معاني روحيّة وقصصًا تتناقلها الأجيال فمن كعكة الفاسيلوبيتا في رأس السّنة إلى العوّامة في عيد الغطاس، ومن المهلّبيّة في عيد الصّعود إلى البربارة في عيد القدّيسة بربارة، تظلُّ هذه الأطباق رمزًا للاحتفال بالإيمان والتّقاليد العريقة، وتوثيقًا لروابط العائلة والمجتمع.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!