Skip to content
Skip to content

“أريحا تستضيف دورة قانونيّة مُؤثِّرة… شهادة بطريرك اللّاتين عن غزّة تهزّ قلوب المُحامين”

تاريخ النشر: أغسطس 11, 2025 4:28 م
صورة حماعية في اريحا للمشاركين

صورة حماعية في اريحا للمشاركين

داود كُتّاب

الصور من بطريركيّة اللّاتين تصوير منير هودلي

أريحا – ملح الأرض
وصف الأبّ الدُّكتور مجدي السرياني، رئيس محكمة الاستئناف اللّاتينيّة في القدس، الدّورة القانونيّة حول العائلة المسيحيّة، الّتي انعقدت في أريحا بين 28 تمّوز و1 آب، بأنَّها كانَتْ “ممتازة”، مُشيدًا بقوّة كلمة بطريرك اللّاتين بيير باتيسا بيتسابالا والبطريرك ميشيل الصباح.

وشارك في الدّورة 62 محاميًا من الأبرشيّات في فلسطين، والدّاخل الفلسطينيّ، والأردن، بينهم 12 محاميًا وقاضيًا من الأردن. وتناولَتِ الدّورة عمل المحامي الكنسيّ ودوره، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة التّعامُل مع ثلاثة أنظمة قانونيّة مُختلفة: الإسرائيليّة، الفلسطينيّة، والأردنيّة، مع بقاء المبادئ الأساسيّة لقوانين العائلة في المحاكم اللّاتينيّة موحَّدة.

توزيع شهادات وإعلان الالتزام بأخلاقيّات القضاء الكنسيّ

كلمة مؤثِّرة عن غزّة
أبرز ما ترك أثرًا كبيرًا على الحضور كما تمَّ نقلها لـ ملح الأرض، كان شهادة الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا، بطريرك اللّاتين في القدس، عن زيارته الأخيرة إلى قطاع غزّة، حيث مكث ثلاثة أيّامٍ ولياليها. و قال المحامون المشاركون إنَّ الكلمة هزّتْ قلوبهم حيث نقل أحد الحاضرين أنَّ الكاردينال رسم صورةً مأساويةً عن حجم الدّمار والمُعاناة، مُشيرًا إلى قول الكاردينال إنَّ “غزّة لم تعد موجودة كما كانَتْ”، وموضحًا أنَّ أصعب ما شاهده كان وجوه الأطفال الجياع، مبتوري الأطراف ومعرفته أنَّ النّاس يموتون من الجوع، حتّى أنَّ الكهنة والرّاهبات هناك لا يجدون ما يأكلونه سوى مرّة كلّ يومين.

وقالوا إنَّ البطريرك أعرب عن أمله الصّادق في أنْ تتمكَّن المدارس في غزّة من فتح أبوابها مع بداية الخريف، رغم تحويل بعض المدارس إلى مقرّات لإيواء المُشرّدين من الحرب.

أنشطة وزيارات
تخلَّلَ البرنامج زيارة الوفد الأردنيّ للأماكن المُقدّسة في بيت لحم، ورام الله، فيما تعذّرَتْ زيارة القدس ومناطق الدّاخل المُحتلّ (48) لعدم توفُّر الوقت الكافي لاستصدار تصاريح من سلطات الاحتلال. وأكَّد المشاركون الأردنيّون أنَّ المُشاهدة الميدانيّة لِما يحدث على الأرض كانَتْ مُختلفة تمامًا عمّا يصلهم من صور وأخبار عن بُعد.

محاور الدّورة
تضمَّن البرنامج سلسلة مُحاضرات وورش عمل، من أبرزها:

  • كلمة البطريرك ميشيل صباح في الافتتاح عن العائلة والزّواج.
  • محاضرة حول أخلاقيّات مهنة المحاماة.
  • دور مراكز العائلة في حلّ النّزاعات قبل الوصول إلى المحاكم.
  • أسباب بطلان الزّواج وإجراءات المحاكم الكنسيّة.

وأوضح الأب السرياني أنَّ القانون الأساسي للمحاكم اللّاتينيّة يضع مصلحة الطفل فوق أيّ اعتبار في قضايا الحضانة، مُشيرًا إلى أنَّ الاختلافات بين القوانين المدنيّة في البلدان الثّلاثة تبقى محدودة أمام وحدة الهدف المُتمثِّل في الحفاظ على كيان العائلة.

وختم السرياني بالتّأكيد على أنَّ هذه الدّورات، الّتي انطلقَتْ في أريحا عام 2012، تُعقد سنويًا بهدف تدريب المحامين ومنحهم رخصة المرافعة أمام المحاكم الكنسيّة، فضلًا عن تطوير معرفتهم بالقوانين الكنسيّة المُتخصِّصة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment