ملح الأرض – ليث حبش

في مدينة أريحا، وعلى وقع التقاليد القانونيّة الرّوحيّة العريقة، تنطلق في 28 تمّوز دورةٌ تدريبيّةٌ جديدةٌ ضمن مشروع تأهيل المحامين الكنسيّين، بمشاركة مُحامين من الأردن وفلسطين والجليل. وتأتي هذه الدّورة استكمالًا لمبادرة بدأتْ مُنذ عام 2012، في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة إلى تأهيلٍ مُتخصِّصٍ في مجال المحاكمات الكنسيّة، الّتي تمتاز بنظامِ تقاضٍ فريدٍ يستند إلى قوانين الكنيسة الكاثوليكيّة واللّاتينيّة الدّورة الّتي أُقيمَتْ بإشراف رئيس محكمة الاستئناف اللّاتينيّة الأبّ الدُّكتور مجدي سرياني، تسعى إلى منح المشاركين الأدوات اللّازمة لنيل رخصة المرافعة الكنسيّة، عبر تدريبهم على آليات التّقاضي وأسُسه القانونيّة.

الأب مجدي سرياني: “نُعِدُّ المحامين لمُرافعة كنسيّة مبنية على فهمٍ عميقٍ للقانون الكنسيّ”

في تصريحٍ خاصٍّ لـ “ملح الأرض“، أكَّدَ الأب الدُّكتور مجدي سرياني، رئيسُ محكمة الاستئناف اللّاتينيّة في القدس، أنَّ الدّورة الحاليّة الّتي تُعقد في مدينة أريحا تأتي ضمن سلسلة دوراتٍ بدأتْ عام 2012، بهدف إعداد المحامين وتمكينهم من نيل رخصة المرافعة أمام المحاكم الكنسيّة.

وقال الأبّ سرياني: “الدّورة لهذا العام تُعقد محلّيًّا بمشاركة محامين من الأردن، الجليل، والضفّة الغربيّة، نظرًا لصعوبة التنقُّل والوصول، وهي استمرارٌ لمشروعٍ بدأ من أريحا قبل أكثر من عقدٍ، ويهدف إلى تعميق معرفة المحامين بالقوانين الكنسيّة الّتي تختلف بطبيعتها عن القوانين المدنيّة”.

وأوضح أنَّ المحاكمات الكنسيّة، لا سيّما في الكنيسة اللّاتينيّة والكاثوليكيّة، تستندُ إلى نظامٍ قانونيٍّ خاصٍّ يُعرف بـ”مجموعة الحقّ القانونيّ”، ويحتاج إلى تأهيلٍ مُتخصِّصٍ لفهم آلياته.

مُضيفًا: في السنوات الماضية، كانتِ المؤتمرات تُعقدُ في دولٍ مثل مصر، بمشاركةٍ واسعةٍ من محامين قادمين من لبنان، سوريا، العراق، الأردن، فلسطين، والجليل، وبالشّراكة مع جامعة اللّطران، وبحضور ممثِّلين عن محكمة التميّيز الكنسيّة ومحكمة الرُّوتا البابويّة.

وأشار الأبُّ سرياني إلى أنَّ هذه الدّورات ساهمَتْ في خلق شبكةٍ من المُحامين المؤهلين للعمل في المجال الكنسيّ، موضِّحًا أنَّه رغم أنَّ الدّورة الحاليّة محلّيّة، إلّا أنَّ روح التّعاون والالتزام بقيَتْ حاضرة، وقد بدأنا هذا العام أيضًا برنامج دبلوم بالشّراكة مع جامعة الحكمة في بيروت لرفع مستوى التّأهيل الأكاديميّ.

وختم تصريحه لـ “ملح الأرض” بالقول: “عادةً ما نستضيفُ المؤتمراتِ الأكبر في الأردن، لأنَّه بلدٌ يسهلُ الوصول إليه من أوروبا والشّرق الأوسط، وتُشارِكُ فيه شخصيّاتٌ كنسيّةٌ من محكمة الرُّوتا في روما، ومحكمة الاستئناف العُليا، لكنَّنا في هذه الدّورة نركِّزُ على الجانب المحلّيّ بسبب صعوباتٍ لوجستيّةٍّ”.

فيما يلي برنامج المؤتمر