السابق “مللنا من خطاب الكراهية وتقسيم الناس الى فئات صغيرة”-الاب بدر
رابط المقال: https://milhilard.org/4gom
عدد القراءات: 721
تاريخ النشر: سبتمبر 28, 2021 7:50 م
رابط المقال: https://milhilard.org/4gom
تحدثت الكثير من التقارير في الآونة الأخيرة عن مشاكل تواجهها البطريركية الأرمنية الأرثوذكسية في القدس، سواء كان ذلك على الصعيد المحلي أو الدولي. وعلى غرار الهبات الوطنية التي حدثت في السابق ضد بطريركية الروم الأرثوذكس وما تلاها من مقاطعة للبطريرك ثيوفيلوس الثالث، يبدو أن التحرك الآن بدأ يأخذ طابع أكثر جدية خاصة بعد توجيه اللجنة العليا لشؤون الكنائس كتاب اعتراض رسمي لبطريرك الأرمن نورهان مانوجيان، ترفض فيه تأجير أراضي الأرمن في القدس القديمة لصالح إقامة فندق وموقف للسيارات، وجاء رد البطريركية الأرمنية سريعاً أدعت فيه إعتداء الأوقاف على ملكياتها، وأيضاً ادعاء آخر يذكّر باعتداء عائلة أبو الهوى على أحد املاكها في جبل الزيتون دون قيام اللجنة بتحريك أي ساكن وقته.
وبالرغم من العراك الأعلامي والرد السريع الهجومي الذي تمارسه البطريركية، الاّ انه في تطوّر جديد بعثت مجموعة من أرمن القدس برسالة مفتوحة إلى البطريرك نورهان تعبر فيه عن استيائهم من إدارته للبطريركية، وخاصة التعاملات العقارية الأخيرة للبطريرك. ومن الواضح أن هدف الرسالة ايضاً هو إعلام الفلسطينيين بعدم رضا الجالية الأرمنية عن سياسات البطريرك الخارجية والداخلية.
“صاحب الغبطة المطران نورهان مانوجيان بطريرك القدس للأرمن
وهذه ترجمة لأجزاء من الرسالة التي حصلت عليها المغطس:
أخوية القديس يعقوب،
نحن الجالية الأرمنية المحلية في البلدة القديمة في القدس والأراضي المقدسة، نرفع صوتنا ونعلن:
يعتبر الوضع الراهن للأماكن المقدسة منذ قرون قضية حساسة للغاية. أي تغيير من قبل أي طرف غير مقبول ويضر بشكل خطير لقرون بسمعة البطاركة الأرمن. إن أي تغيير في الوضع الراهن في البلدة القديمة يتحدى ويخل بالتوازن السياسي والديني والاجتماعي والمالي الدقيق في مدينة القدس المقدسة المسورة ويتعارض مع القرار رقم 18 / (1947) الذي يعرّف القدس بأنها “كيان منفصل“.
على الرغم من حقيقة أن الأرمن المحليين الذين يعيشون داخل الجدران لمئات السنين يواجهون ضغوطًا يومية للاندماج بالقوة (بسبب هويتهم) دائمًا ما يدعمون كنيستهم للحفاظ على الوضع الراهن. على الرغم من التزامهم بدعم كنيستهم، يتم أخذهم إلى المحاكم الإسرائيلية من قبل ممثلي الكنيسة الأرمنية، بدلاً من حل مشاكلهم سلمياً وودياً خارج المحكمة.
ندعوكم لتكونوا راعياً صالحاً… وكأبناء روحيين للكنيسة الأرمنية نشعر بأنكم تركتم قطيعكم وتركتمونا للذئاب.
من ناحية أخرى، أنت (البطرك نورهان) لا تسمعنا ولا تقبلنا، أنت لا تدعمنا اجتماعيًا، أو من خلال الإسكان، والتوظيف الذي نحن في أمس الحاجة إليه، بينما يتم تدمير ممتلكاتنا الأرضية الثمينة من قبل الرأسماليين الأجانب مثل الجراد الجشع في وقت الحصاد. المشاكل والفضائح تتصاعد وتؤثر سلبا ليس فقط على مجتمعنا، ولكن أيضا على الكهنة. يتم فصل الكهنة المحترمين واستبدالهم بكهنة غير متعلمين ومشكوك فيهم أخلاقيا، بينما يُمنح الكهنة المتورطون في الفضائح مناصب قوية. إن سمعة هذه المؤسسة معرضة للخطر وكذلك سمعة مجتمعنا بأكمله!
بصفتنا أقدم مجتمع أرمني في القدس وكناجين من الإبادة الجماعية، نشعر بالعار العميق بين المجتمعات المسيحية والمسلمة لما يحدث”.
تتعالى أصوات المجتمع الأرمني في القدس بين مؤيد ومعارض، وبين من يحتفظ بالصمت ويرفض التعليق، حيث إن الأغلبية تختار الصمت، خاصة عند المقابلات الصحفية، فقال “أوهان” للمغطس: “جميعهم لصوص… لكن أنظر لما حصل مع بطريرك الروم، لم يستطيع الروم الأرثوذكس من عمل أي تغيير رغم كل فضائح الصفقات، وعدد الروم الأرثوذكس يفوق عددنا بعدّة أضعاف، فماذا تتوقع منّا نحن البضع مئات الأرمن المتبقيين هنا؟” وبالرغم من جدية الرسالة المقدمة من أرمن ألقدس، الا ان بعض مؤيدي البطريرك هاجموا الرسالة، خاصة انها رسالة غير موقعة. وهذا على الأغلب يعود لأن العديد من أرمن القدس يعيشون في عقارات مملوكة للبطريركية، فإنهم سيحجمون عن التوقيع على خطاب احتجاجهم خوفًا من الانتقام مثل الإخلاء. وقد عقب “أوهان” قائلاً: “لم يوقعوا الرسالة لأنهم يعيشون في منازل مملوكة للكنيسة، ويدفعون إيجارًا مدعومًا… إذا كشفوا عن هويتهم، فإنهم يخشون الانتقام، أي طردهم من منازلهم بالإضافة إلى نبذهم من قبل البطريركية”.
هذا ووصل للمغطس نسخة من رساله موجهه للدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية للكنائس في فلسطين من الاب باريت ايريتزيان مدير العقارات في بطريركية الارمن جاء فيها:
“إن نشر كلمات علنية غير مسؤولة قد تشجع قيام متطرفون باعمال متطرفة……
لقد تواصلنا مع لجنتكم بخصوص الاعتداء على اراضي بطريريكية الارمن في جبل الزيتون من قبل عائلة ابو الهوى ولكنكم ادرت الانظار لشكوانا. اننا نشك ان هدف الانتقاد هو محاولة اضعاف بطريركية الارمن لصالح بطريريكية الكنيسة التي تتبعون لها والتي باعت ارضي في وسط القدس القديمة. ان بطريركية الارمن ستبقى محاييدة ولن تتدخل في السياسة او الامور ذات طابع فئوي, الرجاء عدم سحبنا لتلك الخلافات وعدم استخدامنا لاجندتكم السياسية.
أوكد لكم اننا نكن بمشاعر التعاطف مع الشعب الفلسطيني والاردني وانا فخور بأنني مواطن اردني.
المغطس تواصلت مع الدكتور رمزي وقال انه منذ ان استلم منصبة لم يسمع عن اي اعتداء على اراضي الارمن في جبل الزيتون ولم يعلق على اي امر اخر.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة بالانجليزي:
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.