Skip to content
Skip to content

أحد الشعانين…فرح النصر وبداية الآلام

تاريخ النشر: أبريل 12, 2025 4:54 م
images

ملح الأرض – ليث حبش

بين أصوات الترانيم وأناشيد الأطفال المتلألئة بسعف النخيل وأغصان الزيتون، يحتفل المسيحيون في الأردن والعالم بأحد الشعانين، أو كما يُعرف أيضًا بـ”أحد السعف”، وهو العيد الذي يُشكّل بداية الأسبوع العظيم المقدّس، وينتهي بعيد القيامة المجيدة.

مسيرة احد الشعانين في القدس المحتلة

الأرشمندريت بسام شحاتيت: من دخول المسيح إلى القدس، إلى دخول النور إلى قلوبنا

الأرشمندريت بسام شحاتيت

في بداية حديثه، لـ ملح الارض قال الأرشمندريت بسام شحاتيت كاهن رعية كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك “أحد الشعانين هو من الأعياد الكبرى في الكنيسة، ويُمثّل بداية فصل جديد من مسيرة الإيمان، حيث ننتقل إلى أسبوع الآلام والجمعة العظيمة وصولاً إلى القيامة إنه اليوم الذي دخل فيه السيد المسيح إلى مدينة القدس، وهو يحقق النبوءات، محاطًا بالجموع التي كانت تهتف أوصنا في الأعالي! مبارك الآتي باسم الرب”.

وأوضح أن كلمة “شعانين” مأخوذة من العبرية “هوشيع نّا”، والتي تعني “يا رب خلص”، وقد ترجمت إلى اليونانية بـ “أوصنا”، وهي الصرخة التي تعبر عن الرجاء بالخلاص، وعن إيمان الناس بيسوع ملكًا ومخلّصًا.

ويصف شحاتيت أحد الشعانين أنه احتفال بهيج يشارك فيه الكبار والصغار، حيث تتقدّم الجموع بفرح، حاملة أغصان النخيل والزيتون إنه العيد الذي يعكس عمق محبة الأطفال وبساطتهم، والذين قال عنهم المسيح دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله.

ويضيف شحاتيت لـ ملح الارض لكن هذا الدخول ليس فقط إلى القدس الأرضية، بل هو دخول رمزي إلى قلوبنا نحن إنه دعوة للتوبة والتغيير، لنفتح أبواب حياتنا للمسيح المنتصر على الخطيئة والموت.

 كشافة النادي العربي الأرثوذكسي في القدس في أحد الشعانين ومن خلفهم باب الأسباط

وتأمّل الأرشمندريت في رمزية هذا العيد، قائلاً “المسيح رفض طوال حياته أن يُعلَن ملكًا، لكنه في هذا اليوم ترك الجموع تهتف له، كعلامة على اقتراب النهاية، على مشارف الصليب والقيامة إنه دخول إلى ملكوت الله، حيث تبدأ مسيرة الألم والقيامة، مسيرة الغلبة على الموت، لنتتبع يسوع خطوة بخطوة حتى الصليب، ونشهد قيامته المجيدة”.

وفي ختام حديثه، وجه شحاتيت رسالة قائلاً أصلي أن يدخل الرب يسوع إلى بيوتنا، إلى عائلاتنا، إلى بلادنا التي تنزف منذ سنين أن يملأ قلوبنا بالسلام، ويحوّل الانقسامات إلى وحدة، والجراح إلى محبة كما دخل المسيح مدينة السلام، ليدخل اليوم إلى مدن قلوبنا وينيرها بضياء قيامته.

القس فائق حداد: شعانين هو العيد الذي يبدأ بالفرح وينتهي بالقيامة

القس فائق حداد

من كنيسة الفادي الإنجيلية الأسقفية العربية في جبل عمّان، تحدث القس الأرشدياكون فائق حداد لـ ملح الارض قائلاً ” أحد الشعانين هو عيد سيدّي بامتياز، حيث يعترف الشعب ولأول مرة بيسوع كملك ومخلّص، ويهتفون له بقلوب فرحة، مردّدين “أوصنا”، التي تعني “خلصنا”.

وأضاف الاحتفال بهذا العيد يحمل أبعادًا روحية عميقة إنه لا يتعلق فقط بحدث تاريخي حصل قبل أكثر من ألفي عام، بل هو دعوة متجددة لكل مؤمن بأن يفتح قلبه للمسيح دخول يسوع إلى أورشليم هو رمز لدخوله إلى أعماق النفس البشرية، ليطهّرها ويقودها إلى القيامة.

وأكد حداد أن هذا اليوم يجمع بين الفرح والتهيئة للآلام، قائلاً نعم، هو عيد مفرح، لكنه أيضًا يحمل في طياته بداية طريق الصليب لذلك نحتفل اليوم، ونعرف أننا غدًا سنبدأ مسيرة الألم التي تنتهي بقيامة المسيح وانتصاره على الموت.

كما تحدث عن دور الأطفال في هذا العيد، قائلًا الصغار هم قلب هذا العيد النابض، فهم الذين هتفوا وصرخوا فرحًا، وعندما طُلب من يسوع أن يسكتهم، قال: إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ هذا العيد يعلّمنا أن نعود كبساطة الأطفال، إلى النقاء والثقة بالله.

وختم القس حداد رسالته بكلمات مؤثرة، نصلّي من أجل أن يكون دخول يسوع إلى أورشليم، بداية لدخوله إلى أوطاننا التي تعاني نصلي من أجل سلام دائم وعدالة حقيقية أن تتوقف الحروب والنزاعات، وتُبنى مجتمعاتنا على المحبة والمصالحة فلنردد مع الجموع أوصنا في الأعالي! مبارك الآتي باسم الرب.

أحد الشعانين…عبور نحو الحياة

هكذا، يحمل أحد الشعانين في طياته فرح النصر ورجاء القيامة هو العيد الذي يُذكّرنا بدخول المسيح الظافر، لا فقط إلى أورشليم، بل إلى قلوب المؤمنين جميعًا، ليبدد ظلام الخطيئة ويشعل نور المحبة والخلاص.

عيد الشعانين هو ليس فقط احتفالًا دينيًا، بل محطة روحية وإنسانية تدعو إلى التأمل، السلام، والتجدد إنه بداية الرحلة نحو القيامة، نحو حياة جديدة في حضن المحبة الإلهية.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment