السابق البطالة في صفوف الشباب المسيحيين في الزرقاء… إلى متى؟
رابط المقال: https://milhilard.org/cs1k
عدد القراءات: 444
تاريخ النشر: أكتوبر 15, 2021 4:40 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/cs1k
*خاص للمغطس
من المعروف ان دولة إسرائيل تعتمد في هيمنتها وتفوقها العسكري والاقتصادي والسياسي على دعم حليفتها الولايات المتحدة الامريكية. ولسنين طويلة تأثر الدعم الأمريكي بقوة التأثير اليهودي في داخل أمريكا واللوبي اليهودي. لكن في السنين الأخيرة تثبّت هذا الدعم الأمريكي حين اضيف للدعم اليهودي دعماً قوياً للغاية من عشرات الملايين من الانجيليين البروتستانت الصهاينة. وقد كان لهذا الدعم تأثيرّا على سياسات حكومات عديدة في الماضي وصلت ذروتها في حكومة الرئيس ترامب. ويعزي المراقبون نقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بضم الجولان الى رغبة ترامب بإرضاء هذه الفئة التي دعمته بنسب عالية. وكل ذلك مع العلم ان كثير من الانجيليين العرب يعارضون وبشدّة هذا الدعم الانجيلي الغربي لإسرائيل. فقد صرّح القس الدكتور نبيه عباسي نائب رئيس المجمع المعمداني في الأردن للمغطس ان الكنيسة المعمدانية بكافة فروعها رعاةً وشعباً مع اخوتهم في فلسطين مؤيدين حقهم في ارضهم والحق في دولة مستقله على اراضيهم المحتلة. ويرفضوا الفكر المسيحي المتصهين الذي تغلغل في بعض الكنائس الغربية لاستغلال وتأويل كتابات العهد القديم لخدمة مصالح التمدد اليهودي في فلسطين.
وفي مقال له نشر في موقع “موندو وايز” يعلّق الصحفي وولكر روبينز على ظاهرة بالغة الأهمية بخصوص الدعم الإنجيلي الأمريكي لإسرائيل وبالذات في فئة الشباب. فيذكر بحث اجراه الباحثان موطي عنباري ووكيريل بومن الذي يظهر انخفاض دراماتيكي في دعم الانجيليين الشباب (عمر 18-29) لإسرائيل ما بين عام 2018 و2021 من 69% الى 33.6% !! ويقول روبينز ان سبب ذلك هو اهتمام جيل الشباب بخلاف الأكبر سناً، يتمحور حول مواضيع العدل الاجتماعي. ويضيف بان حكومة اسرائيل تنظر بقلق شديد لهذا التغيير في فئة الشباب العمرية.
ويطرح كاتب المقال نظريته بان الدعم الانجيلي لإسرائيل لطالما كان متقلباً، ولا يمكن التعويل على وجوده او فقدانه، فيأتي بمثل عن أكبر طائفة انجيلية في أمريكا وهي المعمدانيين الجنوبيين الذين يعتبرون اليوم من اكبر الداعمين لدولة إسرائيل. ولكن الأمور لم تكن هكذا سابقا.
ففي عام 1948 رفض مندوبو المؤتمر العام للمعمدانيين الجنوبيين في امريكا بشكل متكرر وبأغلبية كبيرة كل مرة اقتراحات لتبني قرار بتقديم التهاني للرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان (وهو معمداي جنوبي) على اعتراف أمريكا كأول دولة لإسرائيل. ويقتبس روبينز من كتاب له بعنوان”من ديكسي الى صهيون” http://www.uapress.ua.edu/product/Between-Dixie-and-Zion,7406.aspx
ان المجمع المعمداني الجنوبي نشر كتباً ونشرات في العقود التي سبقت إقامة دولة اسرائيل بعضها يؤيد إقامة الدولة اليهودية كامر الهي والبعض الآخر ينادي بإعطاء الحق للعرب. ويقتبس الكاتب اقولاً متناقضة لعدد من القسوس والكتّاب المعمدانيين قبل إقامة دولة إسرائيل-بعضها مؤيد لاهوتياً وبعضها معارض وبشدة.
ويضيف روبينز ان اغلب المعمدانيين الجنوبيين في أمريكا لم يكن لهم رأى مؤيد ولا معارض للسؤال السياسي اذا كان من المفروض ان يتحكم العرب او اليهود في فلسطين ولكن كانوا مهتمين بعملهم الارسالي في الناصرة والقدس.
لكن هذا الوضع تغيير خلال السنين وإثر تطوير لاهوت قوي ونشره وبناء جمعيات داعمة وضخ ملايين الدولارات في تسويق إسرائيل – تغيّرت الصورة بين الانجيليين عامة والمعمدانيين خاصة ليصبحوا أكثر الفئات الامريكية دعماً لإسرائيل.
لكن هل الأبحاث الأخيرة التي تشير الى تردي الدعم لإسرائيل على الأقل بين الشباب، تبشر بتغيير في الأفق؟
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.