السابق “أغاني الفرح” تشدو في قلب عمّان احتفالا بعيد الاضحى
رابط المقال: https://milhilard.org/rr4h
تاريخ النشر: يوليو 4, 2022 2:56 م
ميشيل حداد يتوسط الشاعرين عبد الناصر صالح والمتوكل طه
رابط المقال: https://milhilard.org/rr4h
بقلم رلى السماعين- خاص لملح الأرض
“بالطفولة أبدأ وما أجمل ان يكون للانسان طفولة سعيدة… غير طفولتنا…”
هكذا ابتداء الصحافي والاديب والشاعر الفلسطيني الكبير ميشيل حداد أول صفحة من كتاب ذكرياته “من ذاكرتي”.
ولد الاديب والشاعر ميشيل حداد في الناصرة فلسطين عام ١٩١٩ وتوفي فيها عام ١٩٩٦، وهو أول من أسس رابطة الكتاب والادباء الفلسطينين وأول رئيس فخري لها وذلك عام ١٩٥٥.
بدأ مشواره الادبي، قبل التوجه لكتابة الشعر، ككاتب المقالة الصحفية والخاطرة وذلك قبل عام ١٩٤٨.
أعتبر ميشيل حداد رائد حركة الشعر الحديث في الادب المحلي في فلسطين. عُرف بأنه “يسير نحو الاجود والافضل والارقى والاجمل … وصوره الشعرية انتقل من بلاغة الجملة التشبيهية الواحدة إلى بلاغة مجموعة الصور نتيجة اندماجها بالقصيدة الواحدة المتحدة المتماسكة العضوية…. فهو يستعمل المفردات اليومية المألوفة ولكنها تأخذ على يديه ابعاداً جديدة ووظيفة عميقة وزخماً فنياً،” كما كتب فيه الاديب محمد علي سعيد.
أصدر ميشيل حداد مجلته الادبية الشهرية “المجتمع” عام ١٩٥٤، توقفت في عام ١٩٥٩ لتعود من جديد عام ١٩٧٩. ومن خلالها اسس اول رابطة لشعراء العربية في فلسطين.
اما شعره، فقد تم ترجمته إلى عدة لغات أجنبية. وله من المجموعات الشعرية اثنا عشر وكلها تغص بالقصائد العاطفية التي عبرت عن تعلقه بشعبه وبأرض فلسطين وعشقه للطفولة مشيراً بأن الاطفال هم “امل هذا الشعب الصابر المتطلع الى حياة كريمة على تراب ارضه وفي ظل تاريخه الحافل المجيد،” كما ذكر ميشيل حداد في كتابه، (من ذكرياتي).
وأما المرأة فالبنسبة للاديب هي احدى الرموز الوطنية البارزة.
في قصيدته “أمام المذبح” من كتابه ‘عودة العاشق الى أغواره” قال:
الظلال المحيطة بالجسد تتحرك ايديها
والصليب الحجري يميل على الجدار المقابل
وبلغتين يبشرنا الرجل المؤمن:
فليخسر الانسان العالم وليرحل نفسه
عندها ينتفع ويتعزّى
ومن كتاب ‘نسيم في طيات العاصفة’ يقول في “المبادرة”:
سبيلي اليكِ بعيدٌ عليا
وإني بعشقي
لعينيك مرْهَقْ
فكوني مبادرةً بالحضورِ
وشدّي رحالكِ حالاً اليّا
من كتب ميشيل حداد: الدرج المؤدي إلى اغوارها ، اقتراب الساعات والاميال، الف ليلة عصرية، ان تسأل، هأنذا أيها السيد، الى اين ايها الفرح، ارصفة الحرية … وغيرها الكثير.
قال فيه الدكتور جمال قعوار رئيس رابطة الكتاب الفلسطينين: ” لفت ( ميشيل حداد) انتباه النُقّاد فكتبوا عنه الكثير…كما انتباه الكثيرين من شداة الشعر فاتبعوا خطاه ومنهم من افلح ومنهم من اخفق ولكن أحداً منهم لم يبلغ شأن أبي الاديب.”
حصل الاديب الفلسطيني على عدد كبير من الجوائز الادبية والفنية، وعمل رئيس تحرير مجلة “الشرق” الادبية الفصلية.
منحته جامعة “ايوا” الامريكية شهادة شرف الزمالة الادبية بعد اشتراكه في برنامج الكتابة العالمي فيها.
دعي ميشيل حداد الى مؤتمرات وندوات شعرية محلية وعالمية، وترجمت اشعاره الى الانجليزية والفرنسية والالمانية والعبرية والهولندية والصينية وغيرها.
تزوجت “اخته “ضيا” الى وديع القبعين من عجلون الاردن، الذي كان محامياً مجازاً بالتدريب، وكان والده عيسى قبعين رئيساً لمجلس البلدية ( وهو أول رئيس) من اثرياء المنطقة ومن اصحاب أراضيها.” من كتابه “من ذكرياتي”.
إن تصفح القارىء صفحة ويكبيديا الالكترونية سيجد معلومات بسيطة في فقرة متواضعة عن كاتب كبير:
“ميشيل إسكندر حدّاد (1919 – 1996) شاعر وصحفي فلسطيني إسرائيلي. ولد في مدينة الناصرة. حصل على شهادة الصحافة من القاهرة سنة 1947، والزمالة الأدبية من جامعة ايوا 1984. عمل معلمًا لأربعين عامًا، كما عمل في الصحافة والرياضة، وحاز على رخصة حكم في كرة القدم. أصدر مجلة «المجتمع» 1954، وساهم في تأسيس الرابطة الأدبية 1955، وترأس مجلة «الشرق» الأدبية بين 1985 حتى 1990. له دواوين شعرية عديدة ويعد من رواد حركة الشعر العربي الحديث في فلسطين.”
أمّا إذا سألت عن ميشيل اسكندر حداد في فلسطين فستعرف حجم هذا الكاتب الكبير.
“شاعرنا أبو الاديب يعتبر رائد حركة الشعر الحديث في الادب المحلي والاب الروحي للمجددين من الشعراء … ولما يزل أول من يمسك بيد المواهب الناشئة.
أبو الاديب وجد مكانة ومكانته في المكتبة العربية فاحترمه الجميع بفخر واعتزاز. ولا بد من الاشارة الى وجود الكثير من الشهادات من الداخل والخارج والتي صدرت عن اشخاص يهتمون بالادب ويمارسونه.”
الاديب محمد علي سعيد
“عندما بدأ ميشيل حداد بكتابة هذا اللون من الشعر كان مفاخراً ويسبح ضد التيار … وعلى الرغم من كثرة المعارضين والهازئين واللمازين. وسخرية البعض له وتجاهل البعض الاخر له… استطاع أن يكون شاعراً رائداً لمدرسة أدبية في هذه البلاد، وهذا سر اعجابي به.
فيا خيّي… أقول لك من كل قلبي: يعطيك … يعطيك العافية بو الاديب أيها الانسان الطيب والشاعر الكبير.”
الاديب محمد علي طه
” قصائد ميشيل حداد لا تعزف على الرباب، إنها اكوردات هائلة الايحاء، الرباب ذو الوتر الواحد تحول الى بيانو ضخم يغلف رؤية القارىء المرهف بموسيقى غريبة السحر، إقرأ وانفعل.”
الشاعر أنطوان شماس
كتبت لـ ملح الارض: رلى السماعين، صحافية وكاتبة مختصة في شؤون حوار الثقافات والسلام المجتمعي
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.