Skip to content

من هو القواس؟

رابط المقال: https://milhilard.org/du5m
تاريخ النشر: مايو 10, 2024 12:18 م
kawas-slide_750xauto
رابط المقال: https://milhilard.org/du5m
بقلم: سيسيل ليموين / TSM. الصور (3/5) و الملاحظات: سيسيل ليكا / 
عن موقع بطريركية اللاتي في القدس lpj.org 

الأرض المقدسة – يُعد القواس جزئاً هاماً من تقاليد موكب الكنيسة في الإحتفالات والأعياد السنوية المختلفة، وهم ليس فقط جزء من التراث الشعبي في القدس، بل أيضاً حُّراس للتقاليد الموروثة عبر التاريخ، حيث يحافظون على ثبات إقامة الصلوات الدينية في المدينة المقدسة.

الزي الرسمي للقواس: عصا في يده، وسيف إلى جانبه، وطربوش على رأسه مرتدياً حلة زرقاء مطرزة باللون الذهبي.

بالإضافة إلى وجودهم العلماني وجانبهم الفلكلوري، لا يُعرف سوى القليل عن تاريخ مهنة القواس التي تثير فضول الكثير من الزوار.

من هم؟ ما هو تاريخهم؟ وما هو دورهم؟

للإجابة عن هذه الأسئلة دعونا نلقي نظرة على التاريخ

مهنة القواس هي مهنة تاريخية، الكلمة مشتقة من كلمة القوس، وعلى مر العصور شكلت فرقة القواس أو الرماة جزءاً هاماً من الجيوش، كانت مهمتها تغطية عمليات الإقتحام أو الإنسحاب في المعارك.

وخلال حُّكم الدولة العثمانية التي تأسست عام 1299م وانتهت بسقوطها عام 1924م، أُطلق مصطلح القواس على حاملي السيف الممتهنون مسؤولية الحراسة الشخصية للشخصيات البارزة في الحكومة العثمانية ولكن بصورة تدريجيا تم توظيف القواس لحراسة الدبلوماسيين الأجانب.

مرافقة البابا بنديكتوس السادس عشر في البطريركية اللاتينية أثناء حجّه إلى الأراضي المقدسة عام 2009

“عرب سويسرا”

سمحت اتفاقات عام 1970 التي تمت بين الدولة العثمانية والعديد من القوات الأوروبية (بما في ذلك فرنسا) على منح حقوق وامتيازات للمسيحيين المقيمين في الأراضي العثمانية من ضمنها حق تعين القواس.

حينها قامت الحكومة العثمانية بتعين الجيش الإنكشاري لحراسة السلطان، وعندما تم إعطاء هذا الحق للقنصلية الفرنسية فضلت توظيف السكان المحليين كقواسٍ لها، وكسب عاملي هذه الوظيفة على ميزة خاصة كالإعفاءات من الضرائب والرسوم الجمركية، لذا “أصبحت وظيفة القواس مرغوبة بشكل خاص،” من كلام مافالدا آدي وينتر، مؤرخة للحكم العثماني في سوريا […].

بسبب دورهم ومظهرهم، يتم تشبيه القواس أحيانًا بحراس الفاتيكان السويسريين.

“إنهم عرب سويسريون،” قال الأب ماري-ألفونسين راتيسبون، أحد مؤسسي بعثة نوتردام دي سيون، خلال رحلته الأولى إلى القدس عام 1856.

يشهد هذا اليسوعي على أنه منذ ذلك الوقت كان القواس يرافق السلطات الدينية في المدينة، حيث كتب في نص تم نشره في حزيران عام 1894: ” يسبق البطريرك دائمًا اثنان من القواس العظيمين والترجمان (مُترجم)”.

“بسبب ارتباطهم بالمصالح القنصلية الأجنبية فليس من الغريب أن يستمر القواس في لعب دور هام على الأقل في الأماكن ذات الوجود الأجنبي والاستعماري القوي مثل لبنان أو القدس،” كما يقول الباحث مافالدا أدي وينت، مُشيراً إلى حقيقة أن القنصلية الفرنسية في القدس قد تولت مسؤولية حماية الوجود الكاثوليكي في الأرض المقدسة.

بالإضافة الى إحتفالات عيد الميلاد والفصح يرافق القواس البطريرك في مناسبات أخرى مرتديين الطربوش فقط.

“حماية الصليب”

ومع ذلك، بما أن لكل من الكنائس الثلاث (اللاتينية والأرثوذكسية والأرمنية) قواها الخاصة، فالسيد أثناسيوس ماكورا، المسؤول عن الوضع الراهن لحراسة الأراضي المقدسة، يضع تفسيراً أخر لتاريخ ودور القواس في المواكب الإحتفالية: “من المحتمل أن يكون أصل استخدام القواس مرتبطًا بالدور الذي أدوه في الحفاظ على النظام في كنيسة القيامة وبذلك يشكل القواس جزءًا من الوضع الراهن (ستاتيسكو) في الإحتفالات التي تقام في كنيسة القيامة حيث يقومون بتقسيم وضبط المكان، حيث قام العثمانيون بتحديد هذه المهام عام 1852 ولم يتم تغيرها منذ ذلك الحين”.

يسعى القواس الى تخفيف التوترات بين مختلف الطوائف المسيحية التي تسعى إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة، ويتابع الأخ أثناسيوس: “يخدم القواس قبل كل شيء هدف السيادة، إنهم يؤكدون وجود الكنيسة التي يمثلونها، حيث أنه يتم إفتتاح احتفالات عيد الميلاد في كنيسة المهد بدخول البطريرك بموكب رسمي يرافقه كل من الترجمان (المترجم) وقواس من الطائفتين الأخريين كدليل على السيادة “.[…]

السيد وليام ميخائيل الذي عمل خلال السنوات الثلاثين الماضية كقواس يُشاركنا قائلاً: “لي شرف كبير أن أقوم بمهام القواس، وذلك بسبب أهمية الدور الذي ألعبه في حراسة البطريرك والأساقفة والكهنة المرافقين له خلال الإحتفالات والأعياد الكنسية المختلفة، ضارباً بشكلٍ مُنتّظم الأرضِ بالعصا لتنبيهِ الناس بإفساح الطريق للموكب. كما وأرتدي الزي الأزرق الذي يُحيي ذكرى الزي التقليدي العثماني الذي كان يرتدونه القواسون في العصور السابقة. فنحن أيضًا مسؤولين عن حماية صليب المسيح الذي يرفع في بداية أي موكب”.

أُخذ هذا المقال من مجلة Terre Sainte الذي تم نشره في مجلة تشرين الأول – تشرين الثاني من عام 2022، وترجم من قبل مكتب الإعلام للبطريركية اللاتينية.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content