Skip to content

معرض “الأردن فجر المسيحيّة” في روما.. خطوةٌ ترويجيّةٌ أم جدلٌ حول الأولويّات؟

تاريخ النشر: يناير 30, 2025 3:01 م
679e825321444

ملح الأرض – ليث حبش

في ظلِّ سعي الأردن لتعزيز مكانته كوجهة رئيسيّة للسّياحة الدّينيّة، أثار المعرض الأردن فجر المسيحيّة الّذي أُقيم في الفاتيكان بالعاصمة الإيطاليّة روما جدلًا واسعًا، خاصّةً فيما يتعلَّق بتمويله وأهدافه والفائدة المرجوّة منه، فبينما أكَّدَتْ جهات رسميّة وأهليّة أهمّيّة الحدث في التّرويج للأردن كمقصد للحجّ المسيحيّ.

ورصدتْ وسائل الإعلام ومواقع التّواصل الاجتماعيّ انتقادات بشأن موقع إقامة المعرض، وتكاليفه، وآليّات تنظيمه وبين دفاع المسؤولين عن جدوى الفعاليّة وتساؤلات المُهتمّين حول أولويّات التّرويج السّياحيّ، تتجدَّد النّقاشات حول دور مثل هذه المُبادرات في دعم الاقتصاد الوطنيّ وترسيخ الهويّة السّياحيّة للمملكة.

وصرَّح العين ميشيل نزال، رئيس لجنة السّياحة في مجلس الأعيان الأردنيّ، لـ “ملح الأرض” بأنَّ الانتقادات الّتي وُجِّهَتْ إلى وزيرة السّياحة لينا العناب على خلفيّة تصريحاتها الصحفيّة قُبيل افتتاح معرض المغطس في الفاتيكان بالعاصمة الإيطاليّة روما، غير مُبرّرة وأكَّدَ أنَّ المعرض، الّذي سينتقل إلى عدّة عواصم أوروبيّة، يُمثِّل خطوة مُهمّة في تعزيز السّياحة الدّينيّة، لا سيّما الحجّ المسيحيّ إلى الأردن.

وأشار نزال إلى أنَّ هذه الفعاليّات تندرج ضمن الاستراتيجيّة الوطنيّة للسّياحة الدّينيّة، والّتي تسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رئيسيّة للحجّ المسيحيّ، ممّا يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطنيّ عبر زيادة العائدات السياحيّة وشدَّد على أهمّيَة دعم أيّ مُبادرات تهدف إلى تنشيط القطّاع السّياحيّ وجذب الزوّار من مختلف أنحاء العالم.

ومن جهته صرَّح أحّد أصحاب الفنادق في الأردن لـ “ملح الأرض” مفضِّلًا عدم الكشف عن اسمه، بأنَّ تمويل إحدى الفعاليّات لم يكُنْ من وزارة السّياحة، نظرًا لعدم توفُّر ميزانيّة كافية لديها، بل من المرجَّح أنْ يكون مُقدَّمًا من هيئة تنشيط السّياحة وأضاف” الحدث حظي بأهمّيّة رسميّة بارزة، خاصّةً مع حضور جلالة الملكة، ممّا يعكس مستوى الاهتمام الكبير بهذه الفعاليّة ودورها في التّرويج للقطّاع السّياحيّ في المملكة”.

وفي حديث خاصٍّ لـ “ملح الأرض” أوضح الصحفيّ داود كُتّاب أنَّ الجدل الدّائر حول معرض “الأردن فجر المسيحيّة” في الفاتيكان يستند إلى مُغالطات، أبرزها الادعاء بأنَّه يُشكِّل هدرًا للمال العام وأكَّد أنَّ تمويل المعرض لا يأتي من ميزانيّة الحكومة الأردنيّة أو وزارة السّياحة، بل من هيئة تنشيط السّياحة، وهي جهة مُستقلِّة تعتمد على مصادر تمويل مُتعدِّدة، بما فيها مؤسَّسات سياحيّة أردنيّة وجهات خارجيّة.

اقرأ مقال: معرض “فجر المسيحية” في الفاتيكان خطوة هامّة لدعم السّياحة المسيحيّة للأردن

وأضاف كُتّاب أنَّ المعرض يتماشى مع الاستراتيجيّة الوطنيّة للسّياحة 2021-2025، والّتي تهدف إلى تعزيز السّياحة الدّينيّة، خصوصًا المسيحيّة، باعتبار أنَّ الأردن يحتضن مواقع مُقدّسة مُهمّة مثل المغطس وجبل نيبو وشدَّد على أنَّ السّياحة الدّينيّة تختلف عن السّياحة التّرفيهيّة، حيث يكون الحاجّ الدّينيّ على استعداد لإنفاق مدخراته لخوض تجربة روحيّة، ممّا يجعل هذا النّوع من السّياحة مصدر دخلٍ مهمٍّ للاقتصاد الأردنيّ.

ومن جهةٍ أخرى، رصدت مجلّة “ملح الأرض” تفاعلًا واسعًا على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، بأنَّ وزارة السّياحة الأردنيّة نظَّمَتْ معرضًا في العاصمة الإيطاليّة روما تحت عنوان “الأردن فجر المسيحيّة” وذلك بمناسبة مرور 25 عامًا على اعتماد البابا يوحنّا بولس الثاني موقع المغطس كوجهة للحجّ المسيحيّ عام 2000، وقد تضمَّن الحدث الّذي أقيم بدعم من موازنة التّرويج السّياحيّ، دعوات رسميّة وحفل استقبال بحضور وفد أردنيّ كبير.

حيث أبدى العديد من المستخدمين لمواقع التّواصل الاجتماعي استغرابهم من إقامة الفعاليّة في روما بدلًا من المواقع الدّينيّة التّاريخيّة في الأردن مثل المغطس، مكاور، جبل نيبو، مار إلياس، وكنيسة سيّدة الجبل، مُشيرين إلى أنَّ مثل هذا الحدث يمكن تنظيمه محلّيًّا بكلفة أقل.

كما انتقد ناشطون توجيه الدّعوة لحضور المعرض باللّغة العربيّة، مُتسائلين عن الفئة المُستهدفة من هذه الدّعوة، خاصّةً وأنَّ الحدث يُقام في إيطاليا، وأثار البعض تساؤلات حول الميزانيّة المُخصّصة للتّرويج السّياحيّ ومدى خضوعها للرّقابة، داعين إلى مزيد من الشّفافيّة في إدارة أموال القطاع السّياحيّ.

كما لاحظ النّاشطون غياب الجالية الأردنيّة في إيطاليا عن الفعاليّة، معتبرين أنَّ عدم تلبية الدّعوة يمثِّل تقصيرًا في دعم الأنشطة الوطنيّة في الخارج، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب العزوف عن المشاركة، رغم أهمّيّة الحدث في تعزيز صورة الأردن كوجهة سياحيّة دينيّة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content