جوسلين قسيس- ملح الأرض
تزامنا مع التضييقات التي تتعرض لها حاليا المدارس الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي مع بدابة كل عام دراسي جديد وذلك بهدف تهويد المناهج، يعيد موقع ملح الارض نشر تقرير سابق اعده الموقع عن مقاومة المدارس الفلسطينية لمحاولات التضييق عليها وتهويد مناهجها.
يعاني قطاع التعليم في مدينة القدس، كغيره من القطاعات من مشاكل عديدة في المدينة المحتلة، من حصار مطلق واعتداءات شديدة على أهلها، تكييف التعليم مع سياسات وبرامج شاغلي الوظائف. وظهرت تهويد “التعليم” عبر مدينة القدس المحتلة ووزارة “المعرفة” المحتلة ، مما اضطر المدارس الفلسطينية وخاصة المدارس الخاصة ، إلى تطبيق منهج “إسرائيلي” من خلال ضغوطات وتهديدات تعرضت لها المدارس.
في حديث لـ ملح الأرض مع الفرير داود كسابرة مدير مدرسة الفرير في مدينة القدس ومنسق لرهبنة الفرير في الاراضي المقدسة يقول ” التعليم للمدارس المسيحية في مدينة القدس تعاني من عدة مشاكل أهمها تمويل المدارس ، فالتعليم اصبح مكلف جدا لبعض الاهالي ، فهم كمدارس يحتاجون للدعم والتمويل المالي من وزارة التربية والتعليم ، ويعتمدون كمدارس أهلية على استحاقاقات الطلاب من وزارة المعارف فقط كما تكمن مشكلة الاستمرارية والقيام بواجبهم كمدرسة خاصة مسيحية بسبب التمويل للمدرسة ، فيحتاجون الدعم المالي للاستمرارية من قبل وزارة التربية والتعليم”.

ويضيف كسابرة لـ ملح الأرض “ايضا تكمن لديهم مشكلة ثانوية في كفاءة المعلمين ، فمعظم المعلمين من الضفة الغربية الذين يأتون ويعلّمون في المدارس الخاصة، ولديهم مشكلة في عدم الاعتراف بهم وعدم اعطائهم رخصة للتعليم في مدينة القدس، مما يؤدي إلى عدم الحصول على التمويل الكافي بسبب مكانة المدرسة المنخفضة لدى وزارة التربية والتعليم وعدم الاعتراف في المعلمين، فالقانون الاسرائيلي جاحف ضد المؤسسات التربوية ولا يدعمها”.
من جهة أخرى تحول مدخل الباب الجديد أحد أبواب البلدة القديمة إلى أغاني وحفلات صهيونية وإغلاق الطرق بحجة إقامة فعاليات ثقافية باللغة العبرية والتي كانت بعيدة عن القدس وأهلها، فالهدف من ذلك عرقلة الحركة للمواطنين ومحاولة تهويد البلدة القديمة، فالطرق تغلق أثناء النشاطات الاسرائيلية وتتوقف كافة النشاطات في مدرسة الفرير كون الباب الجديد مدخل للمدرسة ، لهذه النشاط لها اهداف سياسية طبعا” يوضح كسابرة لـ ملح الأرض

ويتابع الفرير داود انهم كمدرسة يفرض الاحتلال عليهم المناهج الاسرائيلية او الكتب المعدلة من قبل الاحتلال في مدينة القدس منذ سنوات قليلة، ويتخوفو أن هذا التهويد والمشاكل تستمر ، لأن المناهج الفلسطينية تحمل الهوية والثقافة الفلسطينية والتاريخ للقضية الفلسطينية. ويتابع “فحتى الآن يتم استخدام المناهج الفلسطينية في أغلب مدارس القدس ، ويأملون أن موقفهم المواحد كأمانة عامة والكنائس العربية والمسيحية تتصدى وتتابع هذه المشكلة ، ومن الدول الاجنبية والصديقة لفلسطين ، في النهاية هم كمدرسة متخوفين من الأوضاع لكن مستعدين للتحدي إن استدعى الأمر”.
اقرأ أيضا: ما هي الصعوبات التي تواجه مدارس بيت لحم؟
كما ويقول الاستاذ ريتشارد زنازيري مدير مدرسة المطران في القدس لـ ملح الأرض “إن التعليم في مدينة القدس يعاني من عدة مشاكل وتحديات، ومنها أنهم يحتاجون للدعم المالي من قبل وزارة التربية والتعليم أو من قبل مؤسسات أجنبية كي يستطيعوا إكمال واجباتهم التعليمية والادارية في المدرسة”.
ويتابع “كذلك مشكلة مناهج الاحتلال الاسرائيلي، فوزارة الشؤون في القدس لا تعطي الدعم الكافي في حال لم نقبل بتدريس المنهاج الاسرائيلي وتفضيل المنهج الفلسطيني، ولا تقدم الدعم لترميم المدارس والكليات في مدينة القدس، لكن المدارس تقاوم وتدعم المناهج الفلسطينية كي لا يتم التشويه بالقضية الفلسطينية”.

تحدث مدير مدرسة مارمتري الاستاذ سمير زنازيري لـ ملح الأرض عن المشاكل والصعوبات التي تعاني منها مدارس القدس ويقول “يؤثر الوضع في مدينة القدس بشكل غير مباشر على الطلاب ويلعب دورًا مهمًا في حياتهم، مما يضطر الطلاب إلى إنهاء دراستهم في بعض الاحيان، وتواجه مدارس القدس أيضًا نقصًا في الفصول الدراسية، مما يؤثر على الطلاب بشكل سيء من جهة. ومن جهة أخرى الحواجز العسكرية تعرقل العملية التعليمية للطلاب وتجبر بعض الطلاب على ترك المدرسة والانتقال إلى مدارس أخرى حيث لن يتسبب الاحتلال في مشاكل لهم”. ويتابع حديثه ” كما تنقص المدارس في القدس الكوادر التعليميةن حيث ترفض سلطات الاحتلال في بعض الحالات منح المعلمين تصاريح دخول القدس ولا تعترف بهم، يشكل قطاع التعليم الهدف الأساسي للكيان الصهيوني حيث يسعى للسيطرة عليه وتهويد منهجه وفق برنامجه الصهيوني لتغيير عقول الأجيال”.






