السابق كيف ننجح حملة القدس الدولية المقترحة من أصحاب الغبطة والنيافة؟
رابط المقال: https://milhilard.org/9zlx
تاريخ النشر: ديسمبر 28, 2021 1:11 م
رابط المقال: https://milhilard.org/9zlx
داود كُتّاب
أرسل رؤساء الكنائس في القدس رداً على معايدة الملك بمناسبة عيد الميلاد أكدوا خلالها ضرورة الدفاع عن القدس “المستهدف بمحاولة تهويدٍ يستهدفُ الهوية التاريخية للمدينة المُقدسة (بشراً وحجراً) , وضرورة الحفاظ على الوُجود العربي المسيحي والإسلامي المُستهدف من الجَماعات المُتطرفة لتهجير البقية الباقية من أهل المَدينة.”
وقد أثنى المجلس مُعايدة جلالة الملك معتبرين أنها “بِمنزلة العَهد الذي يُجددُ كل عامٍ ويؤكدُ على الوصايةِ الهاشمية على المُقدسات المَسيحية والإسلامية، وأكد المجلس موقف “جلالته في كل المَحافل الدولية على أهمية الوجود المسيحي كمكون رئيس من مكونات مجتمعاتنا العربية”.
وأعلن المجلس عن مبادرة دولية لتوعية العالم بالانتهاكات بحق القدس. “وفي هذا المَقام فإن رُؤساء الكنائس في القُدس (من أصحاب الغبطة والنيافة) يَعملون من أجل القيام بِحملة دولية لتوعية العالم والانتهاكات الممنهجة بحقِ المدينة المقدسة وضواحيها.”
رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس سيادة المطران عطالله حنا تحدث “للمغطس” قائلا ” نحيي جلالة الملك عبد الله الثاني على موقفه الثابت، ونؤكد اننا متمسكون بالوصاية الهاشمية على مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية. ونضم صوتنا إلى صوته لدعوة رؤساء الكنائس في القدس وإلى جانبهم كافة المرجعيات الدينية الإسلامية لأن ما يتعرّض له المسلمون والمسيحيون والمقدسات والأوقاف كافة هو واحد ومن قبل إحتلال واحد.
وتابع المطران حنا ” أتمنى أن نحشد جهدا مشتركا اسلامي مسيحي أكبر في مواجهة هذه الاعتداءات وإيصال صوتنا الواحد الى العالم أجمع. وأدعو بشكل خاص رؤساء الكنائس المسيحية جميعا في هذا الموسم الميلادي بشكل خاص لإيصال رسالتهم لكل كنائس العالم من خلال رسالتهم الدينية الميلادية التي يجب ان تؤكد على حق الشعب الفلسطيني بالحرية كاملة وحرية العبادة والدين ايضا دون المس بمقدساتهم وأوقافهم”.
المهندس نضال جريس قاقيش– عضو المجلس الأرثودوكسي في الأردن وفلسطين قال للمغطس انه غير مقتنع بما جاء في الرسالة من فكرة قيام رجال الدين بحملة دولية معتبرا أنه يجب تركها لأصحاب الأرض وهم الفلسطينيين. “لا يجوز أن نحدد مطالبنا في الجانب الديني لان هذا غير مقنع للغرب وغيرهم، كون الكيان الصهيوني يسمح لمن شاء إقامة شعائره الدينية بكل الأوقات. واعتبر قاقيش أن “القدس جزء من فلسطين وهي أراض محتلة بالمعنى العسكري والسياسي.” موضحاً أنه ” من الخطورة أن نجعل رجال الدين يقومون بهذه المهمة.”
اقراء افكار لانجاح الحملة هنا
وفي تصريح للمغطس طالب راتب ربيع رئيس مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية بضرورة وضع قواعد مهنية للعمل الحملة ومن الضروري وجود درجة اكبر من التنسيق بين الكنائس والمجتمع المدني ونشطاء السلام والعدل بما في ذلك المؤسسات العربية واليهودية والمسيحية في أمريكا ويجب توفير الاليات والمعلومات الضرورية لإنجاح مثل هذه الحملات.
وقال اللواء المتقاعد عماد المعايعة رئيس اتحاد المجامع الإنجيلية في الأردن وفلسطين والجليل للمغطس أن الدعوة يجب أن تكون لجميع الشرائح حيث أن الكنائس الإنجيلية الوطنية تعمل على الدوام في هذا المجال وقد يكون بعض العمل علانية والبعض غير علني ولكن المعروف أننا في كافة المحافل الدولية نقوم بالدفاع عن الحق العربي وعن المقدسات والوصاية الهاشمية وكنا أول جهة توجه رسالة رسمية للرئيس الأمريكي ترامب بان لا ينقل السفارة للقدس وأن يستمع إلى رأي الحكماء في المنطقة واهمهم جلالة الملك عبد الله الثاني. وقال الباشا المعايعة أنه “رغم عملنا الوطني الا ان البعض مصر على تسميتنا الكنائس غير المعترف بها في بلادنا وهذا أمر مؤسف رغم اننا نعمل بشكل قانوني منذ أكثر من قرن في بلادنا الحبيبة.”
أما الدكتور صليبا صرصر رئيس مؤسسة القدس للسلام والأستاذ الجامعي الفلسطيني فقال للمغطس أن القدس هي هدية الإنسانية ومن الضروري مشاركتها وعدم احتكارها. “على كل المهتمين بالقدس العمل بأقصى ما عندهم للحفاظ عليها وخاصة البلدة القديمة , وان يتم احترام البلدة القديمة مساحة دينية وسكنية.” وقال صرصر ان الأمر “يتطلب أن ندافع مبدأ التعايش واحترام حقوق الآخر كما تم تثبيتها في العديد من الوثائق والتعهدات منها العهدة العمرية وهي الأساس التاريخ والديني للاتفاق الستاتس كو والوصاية الهاشمية للاماكن المسيحية والإسلامية.” واختتم صرصر مقابلته مع المغطس بالقول انه “لكل سكان القدس الحق في حياه كريمه والعيش بسلام ومساواة مع الحرية في التنقل والسكن والعمل والتعليم والعناية الصحية والخدمات البلدية والنشاطات الدينية والثقافية.”
ودعا التجمع الوطني للفعاليات المسيحية في فلسطين في مقابلة حصرية “للمغطس” الى تشكيل ” مرصد” لمراقبة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات وخصوصا في مدينة القدس المحتلة، وذلك بالإعتماد على معايير محددة متفق عليها لمراقبة وضع المقدسات وتوثيق الاعتداءات التي تطالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، لا سيما فرض الضرائب على الكنائس والإعتداء عليها وعلى حرمتها ومنع المصلين من الوصول إليها، وإغلاق الطرق أمامهم وعرقلة وتقييد حركتهم وغيرها من الانتهاكات التي ازدادت وتيرتها مؤخرا.
واقترح التجمع للمغطس ” تعيين متطوعين أو موظفين لمراقبة هذه الانتهاكات كما تم وصفها أعلاه وتوثيقها بشكل مهني ودوري. وأن يكون “المرصد” تحت إدارة مشتركة من الكنائس والمؤسسات المسيحية وبعض مؤسسات حقوق الإنسان.
كما اقترح التجمع إصدار “المرصد” تقريرا” شهريا” بالإنتهاكات مرفقا” بتوصيات للكنائس العالمية ( الفاتيكان، مجلس الكنائس العالمي، البطريرك المسكوني، مجلس كنائس الشرق الاوسط، الخ) حول ما يجب القيام به لوقف هذه الاعتداءات.
ويدعو التجمع أيضا” قادة الكنائس لصياغة وثيقة شرف في ما بينهم تحرم تأجير أو بيع أي عقار للمستوطنين أو مؤسسات استيطانية. وإيجاد آليات للمحافظة على الأملاك من التسريب. ويدعو قادة الكنائس لعقد مؤتمر دولي توضيحي حول ما يحدث في القدس، يسبقه عمل مؤتمر وطني أولا” لتحضير رأي عام مسيحي واحد قابل وقادر على التحرك على الأرض لحماية هذه المقدسات والمصلين فيها.
فيما يلي النص الكامل لرسالة رؤساء الكنائس
المُجد لله في العُلى وعلى الأرض السّلام وفي الناس المَسرة
أبناؤنا وبَناتنا في الأردن وجَميع أبناء وبَنات الوَطن نُعايدكم بِمناسبة المِيلاد المَجيد مُتمنينَ لكم خيراً وسلاماً.
إذ تَشرفنا قبل أيامٍ بلقاءِ صاحبِ الجَلالة الهاشمية، فإن مُعايدة جلالة الملك أصبحت عُرفاً وتقليداً كرسهُ جَلالتهُ نهجاً مَلكياً سامياً، للتأكيدِ على دورِ المسيحيين وأهمية الأماكن المُقدسة المَسيحية والإسلامية في القُدس، خاصة أنها تَتعرضُ إلى مَشروعِ تهويدٍ يستهدفُ الهوية التاريخية للمدينة المُقدسة (بشراً وحجراً)
مِن هُنا تُشكلُ القدس لجلالة الملك أهمية قصوى من أجلِ تَحقيقِ السلام العادل والشامل والحِفاظ على التنوع التاريخي للمَدينة والذي يشكلُ أنموذجاً إنسانياً عَريق.
وفي لقائنا بصاحبِ الجلالة، أوضح جَلالته لنا عن إستمرارِ دَعمهِ لأوقاف القُدس وكنائِس القُدس من أجلِ الحِفاظ على الوُجود العربي المسيحي والإسلامي المُستهدف من الجَماعات المُتطرفة لتهجير البقية الباقية من أهل المَدينة.
وفي هذا المَقام فإن رُؤساء الكنائس في القُدس (من أصحاب الغبطة والنيافة) يَعملون من أجل القيام بِحملة دولية لتوعية العالم بالانتهاكات الممنهجة بحقِ المدينة المقدسة وضواحيها.
إن مُعايدة جلالة الملك هي بِمنزلة العَهد الذي يُجددُ كل عامٍ ويؤكدُ على الوصايةِ الهاشمية على المُقدسات المَسيحية والإسلامية، وقد أكد جلالته في كل المَحافل الدولية على أهمية الوجود المسيحي كمكون رئيس من مكونات مجتمعاتنا العربية وهم جزءٌ من تاريخ المِنطقة وحاضرها ومُستقبلها ولذلك تأتي المُعايدة كتعبير عن هذا النهج الهاشمي في الإهتمام بالمسيحيين ومُقدساتهم ولا نَنسى في هذا السياق مُشاركة جَلالة الملك السخية في تَرميمِ (القَبر المقدس) في كنيسةِ القيامة ودعمهِ لإطلاق المرحلة الثانية من إعادة ترميمِ وإعمارِ كنيسةِ القيامة وكل ما تَحتاجه كنائس القدس.
واليوم وفي زمنِ الميلاد
نعتزُ ونفتخرُ بالأوسمة المَلكية (وسام المئوية) الذي مَنحها جلالة الملك لبطريركية الروم الارثوذكس المَقدسية ولمجلس رؤساء الكنائس في الأردن ونَعتبر هذه الأوسمة تكليفاً لنا لمُتابعةِ مَسيرة البناء والتنمية بُغية الحفاظ على الحضور المسيحي الفاعل في أردننا الحبيب.
أدام الله عز الأردن شعباً وجيشاً، وحفظَ مليكهُ المعظم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لسنين عَديدة.
ميلاد مجيد وكل عام والأردن بخير
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.