Skip to content

ما هي التحديات التي تواجه المدارس المسيحية في الأردن؟

رابط المقال: https://milhilard.org/76x8
عدد القراءات: 759
تاريخ النشر: أغسطس 29, 2023 1:47 م
b72810d39d5cae005805b95ff7460d9f
رابط المقال: https://milhilard.org/76x8

دانية البطوش – ملح الأرض

تشكل المدراس المسيحية معلمًا بارزًا في تطور التعليم في الاردن واستمرت هذه المدارس في أداء رسالتها في تعليم الأردنيين تعليماً يتلاءم مع الهوية الأردنية وقيم المحبة والسلام.

في منطقة السماكية في الكرك تقول السيدة إلهام حدادين مديرة مدرسة السماكية لـ ملح الأرضإن المدارس المسيحية في الكرك لا تواجه أي صعوبات وهي كالمدارس الخاصة والحكومية الأخرى”.

إلهام حدادين مديرة مدرسة السماكية

توضح حدادين من جانبها لـ ملح الأرض حال معلمّي مدرسة السماكية : “رواتب المعلمين في مدرسة السماكية ممتازة وتعادل رواتب معلمين الحكومة، كما يتم إعطاء دورات تدريبة لمعلمّي المدرسة بشكل مستمر حيث تم مؤخراً إرسال عدد من المعلمين الى مراكز مختصة بالعاصمة عمان ليتلقوا دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام، حيث يتم تنسيق التدريبات من قبل الإدارة العامة لمدارس دير اللاتين في عمان لكافة التخصصات”

والجدير بالذكر أن عدد طلاب مدرسة السماكية ما يقارب 250 طالب وتحوي الصفوف من الـKG1  إلى الصف الثامن. أما  بما يخص الرسوم وأقساط المدرسة تتابع لـ ملح الأرض: “الرسوم في مدرستنا رخيصة جداً بالمقارنة بالمدارس الخاصة الأخرى حيث يبلغ رسم الطالب الواحد 360 دينار للسنة الدراسية الواحدة  ويتم دفع الرسوم على أقساط على مدار السنة”.

“لا تفرق المدارس المسيحية بين المسلمين والمسيحيين” هذا ما أكدته حدادين لـ ملح الأرض: “الأنشطة  المدرسية مشتركة بين الطلاب مثل الطابور الصباحي حيث يقرأ الطلاب المسيحيين الصلاة المسيحية ويقرأ المسلمين الفاتحه ويوجد حرية كامله للطرفين”.

ومضت قائلة: “نحن في مدارسنا ندرس الدين المسيحي للطلاب المسيحيين ويحتوي منهاج الدين المسيحي على أساسيات الدين كالصلاة والصوم والتسامح والمحبة، والدين الإسلامي للطلاب المسلمين في المنهاج المقرر من وزارة التربية والتعليم”.

وأشارت حدادين إلى أنه لا يتم الإحتفال بالأعياد المسيحية في أوقات الدوام المدرسي إلا أنه يتم تخصيص أيام معينة لإقامة هذه الإحتفالات يوم مفتوح ويتم توزيع الهدايا لجميع الطلاب: “نحن عائلة واحده ونعيش أجواء أسرية وبيئتنا بيئة محبة وتسامح بين جميع الطلاب الموجودين بهذه المدارس وهذا الشيء ملموس من قبل أهالي الطلاب”.

ومن جانبه يقول رأفت البواب مدير مدرسة اللاتين في الزرقاء لـ ملح الأرض: “هناك تحديات تواجه التعليم الخاص في الاردن وليس في المدارس المسيحية حصرًا، الأوضاع الاقتصادية بشكل عام ومدارسنا بشكل خاص مدارس غير ربحية وبالتالي انخفاض الرسوم المدرسية يؤثر سلبا على التطوير”.

رأفت البواب مدير مدرسة اللاتين في الزرقاء

ويشير البواب لـ ملح الأرض على وجود منهاج خاص لتدريس الدين المسيحي يركز على التعاليم الدينية المسيحية وتاريخ المسيحية في الأراضي المقدسة فلسطين والأردن، وأن تعاليم المسيحية مبنية على الوصية الأولى في الكتاب المقدس المحبة والتسامح: “معظم تركيزنا يتمحور حول هذه المبادىء ونتعامل مع طلابنا بغض النظر عن ديانتهم كإنسان ولا نفرق بين أحد من طلابنا”.

علماً أن أقساط المدرسة يتراوح من ٥١٠ لغاية ٦٦٠ دينار من الصف الاول ولغاية التوجيهي حسب البواب.

وتحدثت المديرة العامة لمدرسة المخلص الإنجيلية دعاء بشارات لـ ملح الأرض: “أصبحت المنافسة شرسة بين المدارس الخاصة بسبب وجود مستثمرين من الممكن أنهم غير تربويين ويملكون رأس مال كبير ولكن المدارس المسيحية رأس مالها محدود ولا يمكن أن تنافس بهذا القدر من الإستثمارات الكبيرة “.

وعن التحديات التي تواجههم واصلت البشارات حديثها لـ ملح الأرض قائلة: “أصبح المستثمرون يبيعون العلم ولا يهتمون للنتائج ويقومون بجذب الكفاءات الموجودة في المدارس المسيحية من خلال إعطائهم رواتب أكبر وبسبب الوضع الإقتصادي أصبح الأهالي يتجهون للمدارس الحكومية خصوصاً بعد جائحة كورونا وبعد إغلاق العديد من المحلات التجارية وخصوصاً في محافظة الزرقاء لأن أغلب سكانها يعتمدون على التجارة وهذا ما يزيد الوضع سوءًا”

المديرة العامة لمدرسة المخلص الإنجيلية دعاء بشارات

وأشارت البشارات إلى أن جائحة كورونا قد أفرزت عادات جديدة غريبة عن المجتمع الأردني لم يعتد عليها بعد.

 وتابعت: “كذلك ارتفاع الأجور والكتب والزي المدرسي مما يزيد الرسوم المدرسية وهذا لا يتناسب مع الأهالي بالإضافة لأمر الدفاع الذي يلزمنا بعدم الإستغناء عن بعض المعلمين والمعلمات، وكذلك وزارة التربية والتعليم لا تساعدنا في تحصيل الأقساط المترتبة على الطلاب وتلزمنا بالتوجه للمحاكم وبموجب أمر الدفاع لا يمكن تحصيل هذه الأقساط وتم تمديد هذا الأمر لغاية شهر أيلول وهذا تحدي كبير لنا”.

وأنهت حديثها قائلة لـ ملح الأرض: “هذه هي الفجوة التي تسببت بها جائحة كورونا ولم تنتبه الحكومة لما يجري بالمدارس الخاصة وخصوصا المدارس المسيحية بالمحافظات، ونحن نحترم التعليم بكافة أشكاله ونحن مع الطالب ولكن لدينا إلتزامات كبيرة جداً”

والجدير بالذكر أن أقساط المدرسة تبدأ من 400 دينار إلى 1150 دينار للتوجيهي (لا يشمل باص المدرسة)، ولا تقل رواتب المعلم الثانوي عن 800 دينار. 

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content