دانية البطوش – ملح الأرض
تشكل المدراس المسيحية معلمًا بارزًا في تطور التعليم في الاردن واستمرت هذه المدارس في أداء رسالتها في تعليم الأردنيين تعليماً يتلاءم مع الهوية الأردنية وقيم المحبة والسلام.
في منطقة السماكية في الكرك تقول السيدة إلهام حدادين مديرة مدرسة السماكية لـ ملح الأرض “إن المدارس المسيحية في الكرك لا تواجه أي صعوبات وهي كالمدارس الخاصة والحكومية الأخرى”.

توضح حدادين من جانبها لـ ملح الأرض حال معلمّي مدرسة السماكية : “رواتب المعلمين في مدرسة السماكية ممتازة وتعادل رواتب معلمين الحكومة، كما يتم إعطاء دورات تدريبة لمعلمّي المدرسة بشكل مستمر حيث تم مؤخراً إرسال عدد من المعلمين الى مراكز مختصة بالعاصمة عمان ليتلقوا دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام، حيث يتم تنسيق التدريبات من قبل الإدارة العامة لمدارس دير اللاتين في عمان لكافة التخصصات”
والجدير بالذكر أن عدد طلاب مدرسة السماكية ما يقارب 250 طالب وتحوي الصفوف من الـKG1 إلى الصف الثامن. أما بما يخص الرسوم وأقساط المدرسة تتابع لـ ملح الأرض: “الرسوم في مدرستنا رخيصة جداً بالمقارنة بالمدارس الخاصة الأخرى حيث يبلغ رسم الطالب الواحد 360 دينار للسنة الدراسية الواحدة ويتم دفع الرسوم على أقساط على مدار السنة”.
“لا تفرق المدارس المسيحية بين المسلمين والمسيحيين” هذا ما أكدته حدادين لـ ملح الأرض: “الأنشطة المدرسية مشتركة بين الطلاب مثل الطابور الصباحي حيث يقرأ الطلاب المسيحيين الصلاة المسيحية ويقرأ المسلمين الفاتحه ويوجد حرية كامله للطرفين”.
ومضت قائلة: “نحن في مدارسنا ندرس الدين المسيحي للطلاب المسيحيين ويحتوي منهاج الدين المسيحي على أساسيات الدين كالصلاة والصوم والتسامح والمحبة، والدين الإسلامي للطلاب المسلمين في المنهاج المقرر من وزارة التربية والتعليم”.
وأشارت حدادين إلى أنه لا يتم الإحتفال بالأعياد المسيحية في أوقات الدوام المدرسي إلا أنه يتم تخصيص أيام معينة لإقامة هذه الإحتفالات يوم مفتوح ويتم توزيع الهدايا لجميع الطلاب: “نحن عائلة واحده ونعيش أجواء أسرية وبيئتنا بيئة محبة وتسامح بين جميع الطلاب الموجودين بهذه المدارس وهذا الشيء ملموس من قبل أهالي الطلاب”.
ومن جانبه يقول رأفت البواب مدير مدرسة اللاتين في الزرقاء لـ ملح الأرض: “هناك تحديات تواجه التعليم الخاص في الاردن وليس في المدارس المسيحية حصرًا، الأوضاع الاقتصادية بشكل عام ومدارسنا بشكل خاص مدارس غير ربحية وبالتالي انخفاض الرسوم المدرسية يؤثر سلبا على التطوير”.

ويشير البواب لـ ملح الأرض على وجود منهاج خاص لتدريس الدين المسيحي يركز على التعاليم الدينية المسيحية وتاريخ المسيحية في الأراضي المقدسة فلسطين والأردن، وأن تعاليم المسيحية مبنية على الوصية الأولى في الكتاب المقدس المحبة والتسامح: “معظم تركيزنا يتمحور حول هذه المبادىء ونتعامل مع طلابنا بغض النظر عن ديانتهم كإنسان ولا نفرق بين أحد من طلابنا”.
علماً أن أقساط المدرسة يتراوح من ٥١٠ لغاية ٦٦٠ دينار من الصف الاول ولغاية التوجيهي حسب البواب.
وتحدثت المديرة العامة لمدرسة المخلص الإنجيلية دعاء بشارات لـ ملح الأرض: “أصبحت المنافسة شرسة بين المدارس الخاصة بسبب وجود مستثمرين من الممكن أنهم غير تربويين ويملكون رأس مال كبير ولكن المدارس المسيحية رأس مالها محدود ولا يمكن أن تنافس بهذا القدر من الإستثمارات الكبيرة “.
وعن التحديات التي تواجههم واصلت البشارات حديثها لـ ملح الأرض قائلة: “أصبح المستثمرون يبيعون العلم ولا يهتمون للنتائج ويقومون بجذب الكفاءات الموجودة في المدارس المسيحية من خلال إعطائهم رواتب أكبر وبسبب الوضع الإقتصادي أصبح الأهالي يتجهون للمدارس الحكومية خصوصاً بعد جائحة كورونا وبعد إغلاق العديد من المحلات التجارية وخصوصاً في محافظة الزرقاء لأن أغلب سكانها يعتمدون على التجارة وهذا ما يزيد الوضع سوءًا”

وأشارت البشارات إلى أن جائحة كورونا قد أفرزت عادات جديدة غريبة عن المجتمع الأردني لم يعتد عليها بعد.
وتابعت: “كذلك ارتفاع الأجور والكتب والزي المدرسي مما يزيد الرسوم المدرسية وهذا لا يتناسب مع الأهالي بالإضافة لأمر الدفاع الذي يلزمنا بعدم الإستغناء عن بعض المعلمين والمعلمات، وكذلك وزارة التربية والتعليم لا تساعدنا في تحصيل الأقساط المترتبة على الطلاب وتلزمنا بالتوجه للمحاكم وبموجب أمر الدفاع لا يمكن تحصيل هذه الأقساط وتم تمديد هذا الأمر لغاية شهر أيلول وهذا تحدي كبير لنا”.
وأنهت حديثها قائلة لـ ملح الأرض: “هذه هي الفجوة التي تسببت بها جائحة كورونا ولم تنتبه الحكومة لما يجري بالمدارس الخاصة وخصوصا المدارس المسيحية بالمحافظات، ونحن نحترم التعليم بكافة أشكاله ونحن مع الطالب ولكن لدينا إلتزامات كبيرة جداً”
والجدير بالذكر أن أقساط المدرسة تبدأ من 400 دينار إلى 1150 دينار للتوجيهي (لا يشمل باص المدرسة)، ولا تقل رواتب المعلم الثانوي عن 800 دينار.
