السابق لقاء مميز للدكتور ماهر صموئيل حول ” النزاهة والمحاسبة”
رابط المقال: https://milhilard.org/iaoj
عدد القراءات: 528
تاريخ النشر: سبتمبر 24, 2021 6:07 م
رابط المقال: https://milhilard.org/iaoj
__
بقلم: مايكل سعادة
تتعدد الحكايات والقصص حول مزايا واوصاف الابطال والشهداء او حتى الشخصيات الاسطورية في كل ثقافة، حيث يحاول من يسرد القصص او يكتبها احيانًا ان يبالغ بالوصف حتى يزيد من حماسة الناس او تبجيل الابطال، وهنا نستذكر أحد اهم الابطال العظماء والذي بقيت سيرته على كل لسان منذ اكثر من 1700 سنه، انه مار جريس، وسوف اوضح باختصار لمحة عن حياته ومماته وبعض الحقائق والخرافات حول شخصيته.
ان لمار جريس او جوارجيوس او جورج مكانه خاصة بين القديسين ويحظى باحترام واسع بالعالم، وهو شفيع المملكة المتحدة (بريطانيا)، ويطلق اسمه على الكثير من المسيحيين في بلادنا والعالم اجمع.
ولادته ونشاته وموته
ولد جوارجيوس الملقب “مار جريس” في مدينة اللد في فلسطين سنة 280 ميلادي وكان ابوه من جذور كبدوقيه وأمه من اللد. وتقول بعض الروايات ان عائلته كانت من النبلاء ومن اصول يونانية. منذ شبابه المبكر كان مار جريس يسمى “الأمير”، وبدت عليه سمات الشاب القوي والشجاع ذو البنية الجسدية المتينة، كذلك كان فارسا” ماهرًا ومتمكنًا وذو شخصية قيادية وقد ساعده ذلك بالانضمام للجيش الروماني، وتقدم بمجهوده الى ان اصبح قائدًا في هذا الجيش بالفرقة القيادية النخبوية. وكان ذلك بفترة حكم الامبراطور ديقلديانوس ورغم ان البعض ينسب له بعض الفضل باصلاح الوضع الاقتصادي المتهاوي الا انه كان يعتبر من اشد الكارهين لا بل الحاقدين على المسيحيين ولم يكن مسموحًا لهم بممارسة طقوسهم وعقيدتهم. وخلال اضطهاده للمسيحيين وبتحريض من المحيطين به اصطدم الامبراطور بجوارجيوس المسيحي الذي عارض ورفض قرارات عديده تتعلق بقتل وذبح المسيحيين، وقد ادى ذلك لغضب الامبراطور الشديد منه وتقول الروايات ان الامبراطور حاول اقناعه بالتخلي عن المسيحية وقبول الوثنية الا ان جوارجيوس رفض رفضًا حاسمًا تسبب باصدار الامبراطور امرًا باعتقاله وتعذيبه. وقد تم ارساله للإسكندرية في مصر ويُعتقد انه عُذِّب لسنوات وقُيّد بسلاسل حديدية بيديه وقدميه ورقبته. وكان يوضَع في دولاب مليء بالسكاكين وقد استخدم الامبراطور اقسى انواع التعذيب ضده الى ان تم اعدامه وقطع رأسه عام 303 ميلادي، ونُقلت عظامه وراسه الى مسقط راسه في اللد وهي مدفونه داخل كنيسة الخضر هناك.
هل مار جريس هو الخَضِر؟
ان مار جريس هو نفسه الخَضِر، وبالنظر للقصص والاحداث المتعددة يمكن القول ان هناك تطابق وتشابه بالقصص حول مار جريس والخضر. وللتوضيح فان العرب في فلسطين والدول المحيطه هم من اطلق على مار جريس تسمية “الخضر” وذلك بسبب الاعتقاد السائد بان مار جريس كان يحوّل كل شيء يمشي فوقه الى اللون الاخضر حتى لو كان جافًا. ومن الجدير بالذكر انه يوجد قريه ملاصقة لمدينة بيت جالا اسمها “الخضر” ويعتقد ان مار جريس كان يتردد عليها كثيرًا ويؤمن سكانها المسلمين بمعظمهم حاليًا بان مار جريس او الخضر يحميهم دائمًا.
_____________________________________________________________________________________________________________________________
وزير السياحة الاردني يتحدث للمغطس
_____________________________________________________________________________________________________________________________
ما الحقيقي والخرافي حول شخصية مار جريس؟ ان الحديث عن قوته الجسدية وشهامته ومهاراته بالفروسية والقتال كذلك عن صموده وصبره وتحمله لاشد انواع التعذيب وعناده بالدفاع عن عقيدته حتى الموت هي امور حقيقيه بالاستناد على القصص وحكايات من الارشيف الديني لبعض الكنائس . اما وصفه كنبي من قِبل البعض فهو مبالغ به ولكن اكثر الامور غرابة هي صورته وهو يقتل التنين. وكما هو مؤكد فان التنين هو حيوان خرافي غير حقيقي ولكن يفسر البعض وجوده بالايقونات كتشبيه للشيطان الذي انتصر مار جريس عليه وعلى شره .
- مايكل سعادة دليل سياحي فلسطيني من سكان بيت صفافا/القدس
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.