Skip to content

لننقذ شبابنا، عائلاتنا، مجتمعاتنا من خلال المعرفة و الحوار

رابط المقال: https://milhilard.org/21kz
عدد القراءات: 456
تاريخ النشر: مايو 17, 2024 9:33 ص
الباحثة مدلين مزاغوبيانMadeleine Mezagopian

الباحثة مدلين مزاغوبيانMadeleine Mezagopian

رابط المقال: https://milhilard.org/21kz

مدلين مزاغوبيان*

By Madeleine Mezagopian

منذ بعض الوقت، أصبحت بعض المدن في الشرق الأوسط تعرف باسم عواصم الشواذ، وجهة يفضّلها الشواذ الذكور الذين يستهدفون الشباب، المراهقين، والأكثر إيلاماً استهداف الأطفال. وبالإضافة إلى أن بعض شعوب الشرق الأوسط أعربت عن خيبة أملها وقلقها وحزنها إزاء تفشي الأزواج من نفس الجنس في المدن العربية وإن كان ذلك غير معلن.

ومن المؤكد أن الأفراد البالغين لهم الحق في اعتناق ميولهم الجنسية الخاصة بهم. ومع ذلك، فإن بعض الثقافات توجه ضمنيا أطفالها ومراهقتها خلال مرحلة حياتهم المبكرة والحساسة جدا عندما يطور هؤلاء الأطفال هويتهم الجنسية نحو الانخراط في تفاعل جسدي من نفس الجنس بينما يحرمون من فرصة التعرف على التفاعل العاطفي والبدني مع الكائن البشري الجميل الآخر وفي نهاية المطاف من اعتناقه. وهذه الظاهرة ذات العواقب الخطيرة و المأساوية التي تهدد الحياة الأسرية السلمية وتفضي إلى فشل الزواج. 

وبعيداً عن التعاليم الدينية، فإن بعض الثقافات، إلى جانب الحالة الاقتصادية القاسية التي تعاني منها شريحة كبيرة من المجتمع العاطلين عن العمل، تشجع ضمناً العنف والتطرف إلى جانب التفاعل بين نفس الجنس. هناك ظاهرتان تتلاقيان في ثقافة توجه شبابها الذكور بشكل مثير للشفقة نحو الانغماس في هاتين الظاهرتين. وهاتان الظاهرتان اللتان يستمدها مجتمع يبقى الذكر والأنثى منفصلين عن معظم مراحل الحياة السابقة للزواج و يغذيان غرور الذكر من خلال توجيهه نحو عدم معرفة المرأة أو فهمها، مع ما يترتب على ذلك من نتائج كارثية في نهاية المطاف من ممارسة مختلف أشكال العنف اللفظي والبدني داخل الأسرة.

ومن المؤكد أن غياب المعرفة والفهم المتبادلين والعيش منفصلين خلال الجزء الأكبر من الحياة المبكرة للمرأة يؤدي بالمرأة على قدم المساواة إلى عدم فهمها لشريك زواجها وتفاعلها معه بشكل ملائم عاطفيا وبدنيا. 

وكثيرا ما نتعلم ونسمع عن الأمهات، والغالبية العظمى من الأمهات يشجعن أطفالهن والمراهقين على التفاعل فقط مع أفراد الجنس الواحد في أماكن وأوقات مختلفة. وجود وتشجيع مماثلين جداً في دور العبادة. ومن المؤكد أن هذه التصرفات تؤدي إلى فجوة كبيرة في التفاهم والقبول بين الجنسين. وهو موقف يصاحب هؤلاء الأفراد طوال حياتهم سواء كانوا عازبين أو متزوجين. 

وتعاني هذه المجتمعات اليوم من ارتفاع معدل العنف العائلي والطلاق بسبب عدة عوامل اجتماعية – اقتصادية وثقافية، بالإضافة إلى اختلاف توجه الأزواج الجنسي وغياب التفاهم المتبادل. 

نعم ، ان ما ذكر آنفا لا يزال مسألة لا تخلو من المحرمات . ومع ذلك، فإن مجتمعات العالم العربي تتخذ خطوات جريئة للغاية نحو مواجهة وإنهاء العديد من الظواهر السلبية، أهمها العنف الأسري وإساءة معاملة الرجل والمرأة على حد سواء. 

وقد حان الوقت لكي تعترف جميع الأطراف المعنية في المجتمع المدني والمؤسسات العامة بهذه الظاهرة أولاً وتعترف بالحاجة الملحة إلى معالجتها والتغلب عليها من خلال المناقشات الشفافة والشجاعة ونشر الوعي من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وعلاوة على ذلك، إدماج المواضيع ذات الصلة التي تسد الفجوة بين الجنسين بدلا من سدها في المناهج الدراسية، وفي خطب رجال الدين، وبالتأكيد في مختلف البرامج التلفزيونية. 

وأخيرا وبالتأكيد ليس آخرا، ينبغي أن يستلهم هذا الجهد ويستهدف سلامة الحياة الأسرية وطولها، التي تؤمن بدورها سلامة واستقرار أي مجتمع ككل. وهو هدف يمكن ضمانه أساسا من خلال تفاعل صحي ومستقر بين الجنسين فيما بين الشباب، وبين جميع أعضاء المجتمع طوال دورات الحياة المختلفة. 

*******************************************************************

  • مدلين مزاغوبيان باحثه أكاديميه ومستشار ةوتحليل حل النزاعات/صنع السلام والتنمية الاجتماعية – الاقتصادية والسياسية

        

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content