السابق أكاديمية التحالف الأردنية تباشر بالتحضير لإضافة دبلوم الثانوية الأمريكية
رابط المقال: https://milhilard.org/nzhy
عدد القراءات: 991
تاريخ النشر: يونيو 10, 2024 7:15 ص
في اليمين عرض كلية تراسنطة وفي اليسار عرض كنيسة عمان المعمدانية - تصوير الحان الرجاء
رابط المقال: https://milhilard.org/nzhy
داود كتاب- ملح الأرض
في لفتة جميلة وهامة قام فريق ألحان الرجاء، فريق ترنيم تأسس عام 1991، بالعمل على إحياء مجموعة ترانيم الإرث المسيحي الأردني كتبها ولحنها مبدعون أردنيون منذ أواسط القرن العشرين من خلال عرض “حُبه أُنشودتي”.
يقول رند حدادين قائد فريق ألحان الرجاء ل ملح الأرض إن الفكرة جاءت في أوائل عام 2023 عندما كان الفريق المكون من مرنمين وعازفين أردنيين يخطط لبرنامجه للعام القادم. “كنا نخطط فيما بيننا في شهر شباط عام 2023 وقررنا أن نركز على الترانيم القديمة من الإرث المسيحي الأردني والتي لا تعرفها أجيال اليوم ولربما البعض في الكنائس قد نسيها.” القائمون على المشروع وضعوا معايير لاختيار الترانيم التي سيتم شملها في البرنامج. “قررنا اننا سنركز على ترانيم غير مسجلة وغير موجودة في الفضاء العام من يوتيوب وقنوات التواصل الاجتماعي وان تكون قد تمت كتابتها وتلحينها قبل حلول بداية الألفية الثالثة”.
البحث أنتج عدداً كبيراً من الترانيم وقد وصل عددها الى 26 ترنيمة نجحت في اجتياز امتحان الزمن، كما يقول رند حدادين، وعند التخطيط للبرنامج تم اختيار 15 ترنيمة في معظمها من تأليف الراحل القس فواز عميش والمهندس القس سهيل مدانات والشاعر سمير الشوملي.
عرض تراسنطة والمعمدانية
بعد سنة من التدريب والذي شمل أحيانا تغييرات بسيطة في توزبع الترانيم وإيقاع البعض منها، خرج المشروع الى حيز العلن في عرض واسع تم في شهر نيسان في قاعة كلية تراسنطة في حي اللويبدة في عمان. حضر اللقاء من لبنان الدكتور نبيل قسطه الذي أوضح في كلمة قصيرة مدى أهمية الترانيم الأردنية وأثرها على المؤمنين في لبنان ودول عربية أخرى. كما وصل لعمان من أمريكا الاخوات ليلي وسامية قسطنطين وهم مؤلفات لترانيم جاءوا خصيصا لحضور العرض الخاص. وقام القس سهيل مدانات بتقديم فكرة البرنامج ومن ثم تم تقديم خلفية بعض الترانيم ومنها ترنيمة “في البيت او في اقصى البلاد” والتي أصبحت واسعة الانتشار بسبب تعاملها مع موضوع الهجرة التي كتبها سهيل وهو يعمل في المهجر كمهندس في دار الهندسة في اليمن.
وقد تبع عرض تراسنطة عرض أكثر تواضعًا، ولكن ذو مغزى رمزي في كنيسة عمان المعمدانية وهي الكنيسة التي أقامها ورعاها الراحل فواز عميش وقد لقيت المبادرة استحسان أعضاء الكنيسة وعدد من الضيوف الذين حضروا خصيصا للاستمتاع بتلك الترانيم التي تعكس الإرث الإنجيلي المسيحي الأردني من القرن الماضي.
سلام فواز عميش
يقول سلام فواز عميش ان العائلة كانت سعيدة بفكرة إحياء وتعليم الجيل الجديد عن ترانيم القس فواز. “ما يميز ترانيم الوالد انها مؤلفه بأسلوب بسيط وشعبي سهلة للحفظ وفيها رسالة كتابية واضحة. ” وحول الفارق بين الترانيم السابقة والحالية يقول سلام عميش، وهو أيضا ملحن وعازف في كنيسة عمان المعمدانية، أن تراتيل طيب الذكر راعي الكنيسة في اللويبدة مبنية بطريقة شعرية صحيحة رغم بساطة الكلمات والألحان. “مع انو البابا كان يترجم بس كان يؤلف ويلحن وكان عنده فكرة عن الوزن الشعري والبحور الشعرية وكان يوزن الترانيم، حتى لو كانت بسيطة بس كان يؤلف شعريا صح. نادر اليوم تسمع ترنيمة حلوة بالفصحى سهلة التعلم، ولحنها بسيط، ورسالتها كتابية، واضحة”.
يروي سلام أن والده كان يشجع الكنائس المحلية والعربية على الاستفادة من الترانيم الجديدة “كان من أوائل من كتب ولحن وعلم الآخرين. كان عندما يكون مدعو للوعظ يبدأ بتعليم الكنيسة ترنيمة جديدة. كما كان يصر الوالد على اضافة النوته لكل ترنيمة وساعد ذلك العازفين في الكنائس الالتزام باللحن الاصلي. وهذا ساعد في انتشار الترانيم في مصر ولبنان والعراق وكان والدي في تواصل مع آخرين من بلدان ثانية مثل البير حداد الذي لحن – حب المسيح اطيب- وانا سعيد بان فريق ألحان الرجاء شملها في عرضهم وفي عملهم بإحياء إرث الترانيم والذي يساعد كافة الكنائس على تعلم الترانيم من تراثنا الأردني الإنجيلي الاصيل. “
من الجدير بالذكر بأن فريق الحان الرجاء مكون من 20 مرنم وعازف والخدمة تعتمد بشكل أساسي على تمويل ذاتي مع دعم بعض الكنائس المحلية، وشعر الفريق برغبة قوية بضرورة إعادة احياء الارث المسيحي الأردني كي يكون متوفراً للجيل الحالي والمستقبلي وللعرض في كنائس في الأردن والخارج حسب الدعوة والاهتمام.
يقول قائد الفريق رند حدادين انه سيتم نشر الترانيم الأردنية القديمة هذه والتي تم تصويرها بطريقة عالية الجودة، على قناة الفريق وعلى صفحات التواصل الاجتماعي للفريق.
في الخلاصة، وضع الرب الأشواق في الفريق بأن يُحيي فريق ألحان الرجاء جانبًا من إرث أولئك المؤلفين والملحنين المبارك، فيقدم غيضًا من فيض هذا الماضي الجميل عله يكون بركة لجيل اليوم، وحافزًا على تقديم الأفضل من شعرٍ ولحن وأداء وعزفٍ لمن يستحق الأفضل، لمحور هذه الترانيم ومُلهمها، إلهنا الذي لَهُ الْمَجْد في الكنيسة فِي الْمَسِيحِ يَسُوعِ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.