السابق صمت الله وصمت…. ولكنه تكلم
رابط المقال: https://milhilard.org/pcw7
تاريخ النشر: ديسمبر 11, 2021 2:00 م
لوريس الى اليمين مع الاميرة منى الحسين
رابط المقال: https://milhilard.org/pcw7
دانية قطيشات – المغطس
نعت شخصيات أردنية وفاة أول سفيرة أردنية لوريس جريس أحلاس التي انتقلت إلى الأمجاد السماوية يوم الخميس 9/12 بعد حياة حافلة بالعطاء عملت خلالها على إبراز صورة مشرقة للأردن والمرأة الأردنية داخليا وخارجيا.
وقال وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر “للمغطس”، “إن لوريس أحلاس كانت علما من أعلام الخارجية. و بالرغم انها كانت أول امرأة تصل لمنصب سفير في وزارة الخارجية، إلا انها لم تخدم كسفيرة في أي عاصمة خارجية، ربما لأن الخارجية لم تعتاد على ذلك في حينه، فقد كانت عضوة نشطة في البعثة الاردنية في الامم المتحدة. ولم يمنعها عدم ترؤسها لأي بعثة أردنية أن تكون خير ممثل للأردن وهي داخل الوزارة و في كافة المواقع التي خدمت بها. كما كانت عضوا فاعلًا في العديد من النشاطات الدبلوماسية التي كانت تقام مع البعثات الاجنبية في عمان.
وأضاف المعشر “عرفت السفيرة لوريس احلاس عن كثب اثناء عملي في الخارجية و خارجها، كانت تزورني باستمرار لتبدي رأيها في العديد من القضايا التي تهم عمل الوزارة، و كانت ذات شخصية قوية واثقة من نفسها، محبة لبلدها، و صاحبة راي سديد، وكان للعلاقة معها بعد شخصي، إذ كانت تجمعها مع المرحومة والدتي صداقة قوية و قديمة، فكلتيهما من يافا، و كانت صداقتهما تمتد إلى ما قبل النكبة في هذه المدينة العريقة”.
ويتابع المعشر “بقيت على اتصال منتظم مع المرحومة حتى بعد مغادرتي الخارجية، اذ كانت شعلة من النشاط و الحيوية حتى مع تقدمها في السن. كانت مثالا للدبلوماسية الاردنية بأحسن صورها. ولا شك لدي انها كانت فخورة بما حققته المرأة الاردنية بعدها ووصولها الى رأس عدد من أهم سفاراتنا في العالم. سافتقدها كثيرا كما سيفتقدها كافة من عرفها و عمل معها. يرحمها الله”.
الصحفي الأردني البريطاني نصر المجالي والذي يعيش في بريطانيا وعاصر الراحلة لمدة زمنية قال “للمغطس” إن الراحلة لوريس قامت بأدوار كانت للرجال في مجتمع ذكوري أو تطغى عليه الذكورية في المواقع السياسية وغالبًا الدبلوماسية والاعلامية، فوجود السيدة لوريس في تلك الفترات وبروز اسمها كدبلوماسية وإعلامية يشير إلى أن في الأردن هو روح وطيف من التعددية الطائفية والفكرية والاجتماعية، لوريس هي واحدة من قائدات العمل النسائي فضًلا عن مهمتها الاعلامية والدبلوماسية ولاحقًا السياحية”.
وأعرب نصر المجالي والذي يعمل المحرر السياسي لصحيفة “ايلاف” اللندنية “للمغطس” عن حزنه كون أن قليلون في الأردن ربما يسمعون بلوريس احلاس وغيرها من التربويات القديمات ممن ساهمن في بناء نهضة تعليمية تربوية، ” علينا أن نثير (أزمة النسيان) وضرورة نبش ذاكرتنا وهي لا تزال حية قبل أن تموت لنحيي بها انفسنا وأعمال الرواد والرائدات لوطننا الغالي”.
وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق لشؤون الاقتصاد والاستثمار ويشغل حاليا رئيساً لمجلس أمناء جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور جواد العناني “للمغطس” إن لوريس سيدة فاضلة وجهودها مقدّرة من الجميع فقد كانت رائدة في العمل النسائي، ومثّلت الأردن بجدارة في كافة المواقع التي شغلتها”.
مديرة البرامج في جمعية النساء العربيات السيدة ليلى النفاع وصفت في حديثها “للمغطس” تميزت الراحلة أحلاس كونها ناشطة اجتماعية وملتزمة بقضايا المرأة استطاعت أن تنقل هموم النساء في المراكز التي شغلتها ومن بينها أنها كانت أول سفيرة أردنية وهذا يعتبر درس للنساء اللواتي يتقلدن المناصب أن يعكسوا مطالب النساء وقضايا المرأة والوصول للمسؤولين حتى نستكمل مسيرة حقوق النساء الأردن، وعملت لصالح حقوق النساء المتساوية ومن أجل المساواة وحقوق المواطنة”.
الناشطة الحقوقية والمنسقة السابقة لحقوق الإنسان في رئاسة الوزراء الدكتورة عبير دبابنة عبّرت في حديثها “للمغطس” عن تعازيها الحارة لعائلة الفقيدة مؤكدة أن جهودها مباركة وعزائنا الكبير للوطن بهذه الخسارة”.
وفي حديث “للمغطس” مع ابن شقيقة الفقيدة السيد ايلي كيّال قال ” لديها مكانة كبيرة لدى الدولة الأردنية قضت سنوات طويلة في خدمة الوطن” وحصلت على وسام المئوية من جلالة الملك لكنها لم تسطع تسلمه كونها قد كبرت في السن، وأضاف بأن هذا الوسام هو الوسام الأول من جلالة الملك عبدالله الثاني حيث تلقينا اتصال من رئيس الديوان الملكي السيد يوسف العيسوي معزيًا بوفاة هذه السيدة الأردنية التي قد قدمت للأردن الكثير، وتتالت التعازي من قبل مدير العمليات في وزارة الخارجية وأضاف بأنه قد كان هناك علاقة قوية تجمع السيدة لوريس بسمو الأمير حسن حين كان سمه وليًا للعهد حيث كانت ترافقه السيده لوريس في رحلاته الخارجية”.
وزير الخارجية أيمن الصفدي: نستذكر مسيرتها ،أردنية ريادية منجزة.
وقد نعى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي لوريس جريس واستذكر مسيرتها على مدى العقود حيث قال على حسابه الشخصي على التويتر”أنعى والزملاء في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سعادة السفيرة السابقة لوريس جريس أحلاس”، وأضاف “نستذكر مسيرتها أردنية ريادية منجزة على مدى العقود من خدمة أردننا الأبي.رحم الله الفقيدة وألهم ذويها الصبر والسلوان”.
خلفية عن الراحلة لوريس جريس أحلاس
قد شغلت أحلاس عدة مناصب مهمة، فقد عملت جريس كمساعدة لرئيس البعثة الدبلوماسية الأردنية في هيئة الأمم المتحدة عام 1969 ،بالإضافة أنها قد قامت بتأسيس الإتحاد النسائي الأردني عام 1951 مع إميلي بشارات، وعملت كمستشارة لرئيس الوزراء، ومستشارة لوزير السياحة، وفي قطاع الصحافة أيضًا. كما أنها قد انتُخبت كعضوًا في لجنة أخلاقيات السياحة التابعة لمنظمة السياحة التابعة لمنظمة السياحة العالمية في الشرق الأوسط. كما أنها قد ترأست جمعية الشابات المسيحيات وكانت أول امرأة تتقلد وسام الاستقلال الأردني ووسام الكوكب الأردني كما أن جلالة الملك عبدالله الثاني قد كرمها في احتفالية الدولة بالمئوية وحصلت على وسام المئوية في 25/5/2021. كما أنها قد حصلت على وسام وتكريم من خارج الدولة الأردنية وكان في دولة المغرب.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.