Skip to content

روتيرز: صناعة السياحة في الأردن تكافح مع تراجع الزّائرين بسبب حرب غزّة.

رابط المقال: https://milhilard.org/brjo
تاريخ النشر: نوفمبر 12, 2024 11:11 ص
فارس بريزات رئيس مفوضية البتراء مع السفير البابوي في الأردن

فارس بريزات رئيس مفوضية البتراء مع السفير البابوي في الأردن

رابط المقال: https://milhilard.org/brjo

بقلم سليمان الخالدي وجوانا بلوشينسكا وجهاد شلبك
بترا، الأردن/لندن، 9 نوفمبر/تشرين الثاني (رويترز)

خفضَتْ إيناس الحنطي أجور العاملين إلى النّصف وطلبَتْ من العاملين أخذ إجازةٍ بدون أجر، في محاولةٍ لإبقاء فندقها في البتراء القديمة مفتوحاً في حين يتجنّب المصطافون الغربيون الخائفون من الصّراع وجهات في الشرق الأوسط.

تشعر الأردن بشدّة بالأزمة الّتي عصفَتْ بصناعة السّياحة في المنطقة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس قبل 13 شهراً، حيث تنتشر المنتجعات الشاطئيّة على حدودها مع إسرائيل على طول البحر الأحمر والبحر الميت.


بائع في أحّد متاجر الهدايا التذكاريّة العديدة في البتراء “اعتدنا أن يكون لدينا 4000 زائر يوميّاً”. “الآن لدينا من 300 إلى 400


كانت مواقع مثل البتراء ووادي رم والقلاع الصليبيّة تجتذب الزوّار لعقودٍ من الزمان، أكثر من مليون زائر سنويّاً قبل الحرب، معظمهم من الأميركيين والأوروبيين. لكن مراسلي رويترز في رحلة حديثة إلى المدينة المنحوتة من الصخر الورديّ -أكثر مناطق الجذب السياحيّ زيارة في الأردن- وجدوا أنَّ الشركات قد أغلقها أصحابها. قال الحنطي الّذي يدير فندق نومادز لرويترز “لا توجد إيرادات، كلّها خسائر”. تؤكّد البيانات والمقابلات مع سبعة من أصحاب الفنادق والشّركات ومنظّمي الرّحلات السياحيّة الضّرر الّذي لحق بصناعة السّياحة، الّتي شكّلَتِ العام الماضي 12.5٪ من الاقتصاد. تظهر بيانات من شركة استخبارات السفر Forward Keys أنَّ حجوزات تذاكر الطّيران إلى الأردن، الّتي لا تشارك في الصّراع، انخفضت بنسبة 35٪ على أساس سنويّ بين 16 سبتمبر و 4 أكتوبر. قال سيف السعودي، المدير الإداري لشركة Jordan Direct Tours ومقرّها عمان، إنَّ الوضع ساء منذ هجوم الطائرات بدون طيّار الإيرانيّة على إسرائيل في أبريل وبعد الضّربات العسكريّة المتبادلة بين إسرائيل وإيران. “بدأت الأمور تتجه نحو التحسّن في أكتوبر، لكن الهجوم الثاني محا كلّ هذه المكاسب”.

الضرر الطويل الأمد
تعاني صناعة السّياحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تُظهر بيانات Forward Keys أنَّ حجوزات الرّحلات الجويّة إلى المنطقة انخفضت بنسبة 6٪ على أساس سنويّ منذ اندلاع الحرب بعد أن هاجم مسلّحون بقيادة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. انخفضَتِ الحجوزات إلى إسرائيل ولبنان بشكل أكثر حدّة من تلك الموجودة في الأردن بين 16 سبتمبر و 4 أكتوبر، في حين شهدت عُمان والمملكة العربيّة السعوديّة والبحرين انخفاضات أصغر.

لقد أدّى التّصعيد الإقليميّ الأخير للصّراع، بما في ذلك الهجمات الإسرائيليّة المكثّفة على جماعة حزب الله المسلّحة في لبنان، إلى تحطيم الآمال في التّعافي في أشهر الخريف الأكثر برودة، وهو موسم رئيسيّ للسياحة في الشرق الأوسط. قالت مجموعات الرّحلات الدوليّة مثل Intrepid و Riviera Travel إنّها ألغت جولات إلى الأردن ومصر بعد أن أمطرت إيران إسرائيل بالصواريخ الباليستيّة في 1 أكتوبر.


كان السيّاح المسيحيّون الّذين يقومون بالحجّ إلى إسرائيل غالباً ما يرافقونهم في رحلاتهم إلى الأردن



انخفضت معدلات إشغال الفنادق في البتراء في المتوسّط ​​إلى 10٪، حسب تقديرات عبد الله حسنات، رئيس جمعيّة فنادق البتراء. وقال حسنات الّذي يملك فندقاً لرويترز “نبحث عن منقذ. كلّ الاستثمارات في البتراء في العناية المركّزة. عندما توقَّفت السياحة توقفت الحجوزات”. أوقفت معظم شركات الطّيران الدوليّة رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب، لكن بعضها، مثل رايان إير، أوقفت أيضاً رحلاتها إلى الأردن، ويرجع ذلك جزئيّاً إلى قربها من المجال الجوّي الإسرائيليّ واللّبنانيّ. وقال أصحاب الفنادق إنَّ قرار رايان إير على وجه الخصوص يعني عدداً أقلّ بكثير من السيّاح الغربيين الّذين أتوا إلى البلاد. وقال الرّئيس التنفيذيّ لشركة رايان إير مايكل أوريلي لرويترز في أكتوبر/تشرين الأول إنَّ هذه الخطوة “معقولة” نظراً لإغلاق المجال الجوّي في ذلك الوقت. قبل الحرب، كان السيّاح المسيحيّون الّذين يقومون بالحجّ إلى إسرائيل غالباً ما يرافقونهم في رحلاتهم إلى الأردن.

ماذا بعد
يقول أصحاب الأعمال إنَّ الضرر سيكون طويل الأمد. تبخَّرت الحجوزات المستقبليّة، ممّا أجبر مديري الفنادق مثل الحنطي على اللّجوء إلى احتياطياتهم الماليّة لمواصلة دفع الرواتب. وهي تبقي فندقها مفتوحاً، ولكن مع عدد أقل من الطوابق المتاحة. وقال نبيه ريال الرّئيس التنفيذيّ لشركة بلازا تورز الّتي تدير العطلات مع مشغّلين أوروبيين وأميركيين “نواجه العام المقبل انخفاضاً لا يقلّ عن 90-95% (في الحجوزات)”.


البتراء ووادي رم والقلاع الصليبيّة تجتذب الزوار لعقود من الزمان – أكثر من مليون زائر سنويّاً قبل الحرب


وقالت وزيرة السّياحة لينا عناب لرويترز إنَّ قطّاع السّياحة في الأردن نجا من أزمات سابقة مرتبطة بالصّراع المطوّل بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين. وقالت عناب: “هذا يدعونا إلى التّركيز حقّاً على أسواقنا الأكثر مرونة والّتي لم تتأثّر بالوضع”، مضيفةً أنَّ الزوار ما زالوا يأتون من الدول المجاورة. ولم يثنِ ذلك بعض السيّاح الغربيّين أيضاً.

وقالت دوروثي لوسون وهي سائحة من كاليفورنيا كانت تتجوّل في البتراء في أواخر أكتوبر/تشرين الأول “كنا نعلم أن الرّحلة ستلغى إذا كانت محفوفة بالمخاطر حقّاً. قالوا إنّنا نستطيع المجيء. لذلك أتينا ونحن سعداء حقّاً لأنّنا فعلنا ذلك”. لكن الشركات الّتي تعتمد على الحشود الكبيرة تكافح من أجل البقاء.

وقال ماركوس مسعود وهو بائع في أحّد متاجر الهدايا التذكاريّة العديدة في البتراء “اعتدنا أن يكون لدينا 4000 زائر يوميّاً. الآن لدينا من 300 إلى 400. الأمر ليس كما كان من قبل”.
تقدّم نشرة رويترز اليوميّة الإخباريّة كلّ الأخبار الّتي تحتاجها لبدء يومك. اشترك هنا.


تقرير سليمان الخالدي وجهاد شلبك في عمان وجوانا بلوشينسكا في لندن؛ كتابة جوانا بلوشينسكا؛ تحرير جوزفين ماسون وكاثرين إيفانز

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content