Skip to content

“رد المسلوب” الطريق الصحيح للعبادة الصادقة

رابط المقال: https://milhilard.org/5s1q
عدد القراءات: 561
تاريخ النشر: يوليو 1, 2023 5:44 م
رد-المسلوب
رابط المقال: https://milhilard.org/5s1q

بقلم: وسام قعوار

وسام قعوار

يتراكض الناس بشكل يومي لكسب المال، و تقوم نزاعات كثيرة بين العائلات بسبب المال ، فهل المشكلة هي بالمال أم بمحبة المال؟

الإنسان بطبيعته يسعى لتلبية حاجاته و إشباع أكبر قدر من الرغبات و المتعة الحلال، و هذا شيء طبيعي في الإنسان، فأين المشكلة إذن و ما الذي جعل المال مصدر قلق وانشغال لمعظم الناس؟

للإنسان حاجات أساسية في الحياة مثل الطعام و الشراب و الملبس و المسكن و للذين عندهم حاجة و رغبة للزواج و الذي أحد أهدافه ممارسة الميول الطبيعية للإنسان بالطريقة التي شرَّعها الله. و عندما يصل الإنسان إلى مرحلة بحيث أن حاجاته الأساسية غير مُسدَّدة يشعر بشعور من عدم الرضى و الضَّجر و لربما القلق إن لم يكن هناك مصدر دخل يكفي للُقمة العيش.

ما المنفعة بأن يذهب فلان إلى مكان العبادة و يؤدي الصلاة و يعود إلى بيته و في حوزته حق لأناس آخرين ظناً منه أنه يستغفر الله دون أن يُعيد المال الذي سَلبُه أو ظناً منه أنه قد كفَّر عن سيئاته بذهابه إلى مكان العبادة؟!!!

رد المسلوب

هناك مبدأ كتابي مهم وهو (رد المسلوب). أي أن يرُد الشخص الشيء الذي سَلبُه إلى أصحابه و ليس فقط أن يذهب إلى مكان العبادة للتكفير و الإستغفار. و الإستغفار دون رد المسلوب هو باطل و لا نفع له و لا يظن ذلك الإنسان أنَّ صلواته ستنفع شيئا. رد المسلوب هو بداية طريق التوبة الحقيقية و التحوُّل إلى الله”.

هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي وردت إلى مسمعي أثناء عملي بأحد الشركات و التي أعتقد أنها ليست هكذا بنظر الإله الحي و هي مجرد أفكار العصر الحالي.

 “الإنسان يُقاس بما يملك”.

” معك دينار بتسوى دينار معك ألف بتسوى ألف”

و هذا المبدأ خاطيء جداً و الذي تسبب في ظهوره هو ظهور النظام الرأسمالي في العالم و هذا النظام لا يأخذ بعين الإعتبار الناس الضعيفة أو المريضة أو التي لا تملك شيء و هذا ليس رأي الله بالموضوع.

 يعتقد بعض الناس أنه إذا أصبح مليونيراً فهذا سيسبب له السعادة و الأمان و إذا نجح شخص و أصبح مليونيراً فتجده يبحث عن المليون الثانية أو الثالثة. و ليس هذا هو مصدر الأمان.

الإنسان لا يضمن حياته ليوم واحد لقدَّام. لا ينفع المال شيء إذا كان الإنسان لم يحسم قرار موضوع حياته الأبدية و هو على الأرض.

” ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”  من أقوال السيد المسيح.

عمِلت لفترة مع شخص مليونير و أشهد أنَّ الملايين التي معه لم تُعفِهِ أن يكون مريضاً و لديه أمراض لا يوجد لها حل بكل أمواله. لربما هناك إنسان بحالة إجتماعية متوسطة أو رب أسرة بوضع عادي يعيش أسعد منه. و باعترافه الشخصي و بينما كان يتحدث مع العاملين معه و كان هذا على مسمعي ” نحن الأغنياء لدينا مشاكل أخرى أنتم لا تعرفونها “.

و هناك أيضاً من أصحاب الملايين الذين أولادهم من المتهورين و يدخلون في مشكلة و يخرجون من مشكلة.

فهل المال لوحده هو مصدر السعادة الوحيد، أو هل لو كنت مليونيرا مع مشاكل مثل هذه ستكون في قمة السعادة.

المساواة في الإرث أمر كتابي

وأود أن ألفت نظر الرجال المسيحيين إلى نقطة مهمة و بما أنها موضوع الساعة في الشأن المسيحي بخصوص المساواة بين الرجل و المرأة بنظام الإرث، دعونا ننظر من الآن الى أختنا كما قال بطرس الرسول في أحد رسائله بأنها بتكوينها من الله هي الأضعف – وليس الأقل شأنا وقيمة – ، أنها كالوارثة معنا لنعمة الحياة. رسالة بطرس الأولى 3 : 7 .

و في هذا الشأن أشجّع و أؤيد موضوع المساواة بين الرجل و المرأة في الأرث، أما في الحالات الخاصة فلنتَّبِع قانون الوصية في الإرث، و عن دخول أبناء العم على إرث بنات العم اللواتي ليس لهم أخ ذكر فأنا أعتقد أن هذا القانون غير عادل.

من أمثال السيد المسيح المذكورة في إنجيل لوقا الأصحاح 12 العدد 15 – 21

وقال لهم:” انظروا وتحفظوا من الطمع. فإنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله”.

و ضرب لهم مثلاً قائلاً: ” إنسان غني أخصبت كورته ففكر في نفسه قائلاً: ” ماذا أعمل لأن ليس لي موضع أجمع أثماري فيه؟” و قال: ” أعمل هذا. أهدم مخازني وأبني أعظم و أجمع هناك جميع غلاتي و خيراتي و أقول لنفسي: ” يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي و اشربي و افرحي”.” فقال له الله: ” يا غبي هذه الليلة تُطلَب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون؟!!” هكذا الذي يكنز لنفسه و ليس هو غنياً لله”.

الخلاصة:

– ليس من الخطأ أن يكون الإنسان غنياً أو مزدهراً بشرط أن لا يكون هذا الغنى على حساب مضرَّة الآخرين و سَلب حقوقهم.

– المال ليس كل شيء و يجب كَسبه بطُرق مشروعة و أن ينتبه الإنسان أن لا  يكون المال على حساب خسارته للحياة الأبدية أو بمعنى آخر عدم إدراك ملكوت الله في القلوب.

” حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك”. 

– ليست كثرة الأموال هي مصدر السعادة و المال هو وسيلة ضرورية و لكنه ليس الهدف الرئيسي للحياة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content