السابق القس خضر خوري ينقل للمغطس عن وضع مسيحي غزة
رابط المقال: https://milhilard.org/i1j4
عدد القراءات: 413
تاريخ النشر: أكتوبر 22, 2021 11:02 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/i1j4
تنفرد مجلة المغطس بلقاء خاص مع الراهب بولس خانو من بطريركية السريان الأرثوذكس في القدس، حيث أشتهر الأب بولس في السنوات الأخيرة بإعادة احياء اللغة السريانية القديمة بعدما قدم أكثر من 4000 مخطوطة تحمل الصلاة الربانية مخططة بقلمه.
يقول الاب بولس: “ترعرعت في بيت لحم، وقد حرص والدي على احضاري كل صباح الى كنيسة المهد للصلاة قبل توجهي للمدرسة، وقد كان والدي يتوق أن يراني شماساً أو خادماً في الكنيسة، وبقيت مصمماً على عيش الحياة الروحية فانضممت لدير مار مرقس في القدس للرهبنة في عمر الحادية عشرة، بينما أكملت تعليمي في مدرسة تيراسنطا في القدس”
يصف الأب بولس دعوة الله لحياته، حيث توجه الى دمشق بعمر السابعة عشرة وانخرط في دير معرّة صيدناية حيث قضى ثلاث سنوات في التنسك متعلماً اللغة السريانية، بالإضافة للصلوات والالحان من مصدرها الأصلي. يقول الأب بولس: “عندما رجعت للقدس عام 2009، قال لي المطران أن أصلي لمدة ستة أشهر حتى اتأكد من دعوتي قبل رسامتي الرسمية، وهناك في غرفتي رأيت حلماً: كان الجميع يسلمون على البطريرك السرياني، أما انا فقررت الجلوس في المقعد الأخير خوفاً من التقدم، الا انا البطريرك أشار بأصبعه لي وقال: أنت… تعال! وأعاد هذه الدعوة مرتين، ثم أجلسني عن يمينه”!
لقد كان هذا الحلم تأكيد على دعوة الله لحياة الراهب بولس، والذي رسم راهباً انجيلياً في دمشق بتاريخ 7.2.2009 وثم رجع ليستمر في خدمته في القدس.
وعن التخطيط، شرح قائلا: “بعد رجوعي من زيارة الى السويد في عام 2014، جاءني شعور قوي بضرورة تخطيط الصلاة الربانية باللغة السريانية، ولكن كان الأمر صعباً حيث لم أكن امتلك هذه الموهبة، واخذتني الكتابة أكثر من ثلاث ساعات… ولكن كانت هذه التجربة بداية رائعة لإعادة إحياء اللغة السريانية القديمة ونشرها ليس فقط في الأراضي المقدسة، ولكن للعالم أجمع! فبدأت بكتابة اول مخطوطاتي على جلد الجمل واهديتها لأهلي وافراد من طائفتي وبعدها بوقت قصير بدأت بتوزيعها على نطاق أوسع لتشمل رؤساء الكنائس، وكبار رجال الأعمال، والمدارس والجمعيات، واخذت المخطوطات تلقى اهتمام جليل، حتى وصلت للدبلوماسيين والقناصل ورؤساء السفارات في القدس والوطن!”
وعند سؤالنا عن سبب توزيعها مجاناً، أجاب الاب بولس: “عندما يأخذ الناس المخطوطة ويروا كلمات المسيح باللغة السريانية ينتابهم شعور بالرهبة! أرى السعادة والسرور في وجه كل شخص أُقابله، ويكون فخر لنا أن كلمات الصلاة الربانية تدخل كل بيت!”
لم يتوقف عمل الأب بولس عند هذه المخطوطات والتي أصبحت مشهورة بين الكثيرين، الا ان الله قد كلفه بمسؤولية جديدة أدركها في فترة بداية جائحة كورونا، حيث يقول: “بعد انجاز 4000 مخطوطة شعرت مجدداً بدعوة لنسخ الكتاب المقدس بأناجيله الأربعة متى، يوحنا، لوقا ومرقس، لكن هذا العمل كبير جداً، فطلبت من الله إشارة، وإذ بحمامة تأتي على نافذتي في الدير، شيء غير معتاد عليه، فقررت ان أرى ان كانت ستعود في اليوم التالي، وعادت بالفعل بنفس الوقت، وأصبحت تزورني كل يوم، حتى انني بدأت بإعطائها الطعام! لقد أكد الله لي مجدداً دعوته الخاصة لأعاده إحياء اللغة السريانية القديمة، وبعد محاولات عديدة استطيع القول أنني اليوم قد أكملت نسخ الاناجيل الأربعة والتي ستصدر قريبا بكتاب جميل، وبالخط السرياني القديم (سترانجلو) ومعناه (خط الأنجيل)، حيث أُستخدم هذا الخط في القرن الرابع عشر، وانا أُعيد احياءه اليوم في القرن الواحد والعشرين!”
يصلي الأب بولس أن يمنحه الله القوة ليستمر في إيصال رسالته لكل العالم، حيث يقول أنه يريد ان يستخدم كل الوزنات التي أعطاه إياه الرب، كما يقول القديس بولس: “لا تهمل الموهبة التي فيك”، ويقتبس بآخر حديثنا بالآية: “المعطي المسرور يحبه الرب!” لذلك سأعطي أكثر!
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.