السابق هل سيصبح رئيس أساقفة كنتربري حليف الحق الفلسطيني؟ جواد بولس
رابط المقال: https://milhilard.org/9zgk
عدد القراءات: 422
تاريخ النشر: سبتمبر 6, 2024 8:13 ص
رغم قيام القس سامح موريس بتوضيح كتابي للبيان الا ان التنمر لم يتوقف
رابط المقال: https://milhilard.org/9zgk
بقلم داود كٌتّاب – عن موقع medium
حدث أمر غريب بعد أن أصدرت مجموعة من القادة الإنجيليين العرب بيانًا يدعو إلى الحوار مع الكنيسة العالمية. اصدر القادة بيانًا في الخامس من أغسطس/آب على اثر الهجوم الإسرائيلي المروع المستمر على الفلسطينيين في غزة والذي ساعد فيه الصمت من جهة، ودعم بعض المسيحيين الإنجيليين في الغرب من جهات أخرى.
صدرت الهجمات من استوديوهات التي تديرها منظمات مسيحية أمريكية التي أعطت المساحة والإذن (سواء عن علم أو بغير علم) لحملة من الإهانات والهجمات الشرسة. وقد تلا الإهانات ضد رجال الله الذين وقعوا على الوثيقة حملة من التلميحات واغتيال الشخصية ومحاولات التسبب في سحب التمويل من المنظمات الكنسية في الشرق الأوسط.
على الرغم من ان رسالة القادة الإنجيليين العرب التصالحية وذات الصيغة الناعمة المدعومة بالكتاب المقدس، فإن الجزء الأكبر من الهجمات ركز على فقرة واحدة من البيان ثم تحول الهجوم لاحقًا إلى قضايا أخرى لا علاقة لها بالبيان. الفقرة تقول: “ندين بشدّة كلَّ الأيدولوجيّات الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة التي تعوق تحقيق سلام دائم، بما في ذلك أيدولوجيّات معاداة السّاميّة٢ والإسلاموفوبيا٣ والصّهيونيّة المسيحيّة٤
انزعج المهاجمون من قيام الموقعين باستخدام عبارة الإسلاموفوبيا وعبروا عن ذلك باستخدام منصة تلفزيونية مسيحية، . وقد فسروا بشكل خاطئ معنى المصطلح، وقالوا إنه سم تم دسه عمدًا في بقية البيان مدعين أن هذه هي النية الحقيقية للقادة المسيحيين العرب الذين يهادنون الإسلام ولا يدينون التطرف الإسلامي والإرهاب أبدًا.
بالطبع هذا غير صحيح. فقد رفض القادة الإنجيليون العرب المتواضعين الرد لكنهم أضافوا التعريف الرسمي للمصطلح لشرح موقفهم للجمهور. كما أصروا على أنهم ضد الإسلام المتطرف والعنيف، ولكن باعتبارهم أتباعًا ليسوع، فإنهم مصرون على محبة الجميع، بما في ذلك أالاعداء.
في إحدى العظات التلفزيونية، قال رئيس أكبر كنيسة إنجيلية في مصر، القس سامح موريس راعي كنيسة قصر الدوبارة، أنه رغم معارضة المؤمنين المسيحيين معتقدات الديانات الأخرى، فإنهم مأمورون بحب الجميع بما في ذلك اليهود والمسلمين. وقال إن المسيحيين لديهم الحق في التحول إلى الإسلام، ولكن يجب منح هذا الحق على قدم المساواة لأي شخص يريد أن يصبح مسيحيًا. استخدم المهاجمون الجزء الأول من هذا المقطع وتجاهلوا الجزء الآخر.
“لقد تم اتهام رجال الله الفلسطينين باعتبارهم زنادقة لمجرد أنهم تحدوا التفسير التوراتي الصهيوني المسيحي السائد الذي يبرر العنف ضد الفلسطينيين”.
كما تم شن هجوم كبير على المسيحيين الفلسطينيين لجرأتهم في اقتراح لاهوت فلسطيني حيث تم تحريف كتابات قادة انجيلين فلسطينيين واتهامهم باعتبارهم زنادقة لمجرد أنهم تحدوا التفسير التوراتي الصهيوني المسيحي السائد الذي يبرر العنف ضد الفلسطينيين.
أوضح أحد الإنجيليين العرب أنهم يعارضون أي تفسير للكتاب المقدس يبرر أفعالًا مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس مؤكدين انهم يتبعون بذلك دعوة المسيح بأن نكون صانعي سلام وأن نطعم الجياع ونزور الأسرى. كما اعتبروا أن تفسيرات المسيحيين الصهاينة يتعارض مع تبريرهم لسياسة قتل الابرياء والتجويع الإسرائيلية وتدمير بيوت العبادة والمستشفيات والمدارس وأنظمة تنقية المياه.
ومع ذلك، استمرت الهجمات وتحولت إلى صهيونية مسيحية حيث قال أحد الصهاينة المسيحيين العرب إنه صهيوني. لقد شوّه اللاهوت الفلسطيني بهجمات شخصية على القساوسة والمؤمنين الذين يصرون على عدم استخدام الكتاب المقدس لتبرير قتل الفلسطينيين الأبرياء، بما في ذلك المسيحيين الفلسطينيين.
أصبح هذا التنمر غير المسبوق غير مقبول لدرجة أن حتى مديري محطات التلفزيون المسيحية في الولايات المتحدة شعروا بالحرج عندما عاتبهم قادة مسيحيون إنجيليون
استمرت الهجمات واتسعت. وفي بعض الحالات، انضم بعض المسيحيين المصريين الأميركيين من اليمين السياسي المتطرف إلى مهاجمة الإنجيليين العرب الموقعين على البيان.
وأصبح هذا التنمر غير المسبوق غير مقبول لدرجة أن حتى مديري محطات التلفزيون المسيحية في الولايات المتحدة شعروا بالحرج عندما عاتبهم قادة مسيحيون إنجيليون.
استمر الترهيب والمضايقة في قيام مذيع تلفزيوني في الولايات المتحدة بإعادة نشر عظة قديمة للقس سامح موريس على تويتر وتوزيعها على كبار الإنجيليين في الولايات المتحدة على اساس ان القس المصري قام باستخدام عبارات معادية للسامية في إحدى عظاته عندما استخدم القس اقتباسًا من الرسول بولس متعلقًا باليهود.
ليس من الواضح ما هو هدف هذا الهجوم الشرس. لقد كشف ما جرى أن العديد من مذيعي التلفزيون من أمريكا، الذين يبشرون العالم العربي، عن كونهم خارج نطاق جمهورهم وحتى خارج نطاق الكنيسة العالمية وخلق انقسامًا بين المسيحيين العرب الأمريكيين وإخواتهم في العالم العربي.
لقد تفاعل العديد من أعضاء الكنيسة العالمية بشكل إيجابي مع دعوة الخامس من أغسطس ووافقوا على بدء حوار مع زملائهم الإنجيليين العرب. مع ذلك، لم تتوقف الهجمات والإهانات الخبيثة على الرغم من أن جميع الهجمات تأتي من اتجاه واحد.
إن هذا التنمر المخيف امرًا حزيناً ويعكس ما يحدث في الولايات المتحدة حيث أصبح العديد من المسيحيين من أصول عربية متشبهين في نظرائهم أصحاب الفكر المسيحي المتطرف وبذلك تورطوا في سياسات مدمرة مستخدمين الكتاب المقدس لتبرير جرائم حرب وأعمال غير اخلاقية إلى الحد الذي جعل العديد ينفرون منهم متسببين في ذلك بألحاق الضرر بجسد المسيح.
المحزن هو أن أغلب القساوسة في منطقتنا أصيبوا بصدمة نفسية وقرروا عدم قول أي شيء خوفاً من التأثيرات المتنمرة من هذه المجموعة المدعومة مالياً من مقدمي البرامج التلفزيونية المقيمين في الولايات المتحدة.
يصر الإنجيليون العرب الذين يقفون وراء الدعوة المهمة للحوار على أن الهدف الرئيسي لبيان الخامس من أغسطس هو “الاتحاد مع إخواننا وأخواتنا في المسيح في جميع أنحاء العالم في الحفاظ على إنجيل المسيح النقي، خاليًا من التشابكات الجيوسياسية، وضمان بقاء رسالته المتمثلة في الحب والسلام والوحدة والمصالحة محورية لرسالتنا”.
ولضمان وضوح ونزاهة رسالتهم، قال الموقعون على البيان إنهم “يرغبون في توضيح بضع نقاط رئيسية: وفقًا لتعريف الأمم المتحدة، يشير مصطلح”الإسلاموفوبيا” إلى الكراهية والخوف والتمييز ضد الأفراد لمجرد كونهم مسلمين. يقول الموقعون : “لقد استخدمنا هذا المصطلح فقط في هذا السياق، ونحن نرفض بشكل لا لبس فيه أي شكل من أشكال الكراهية تجاه أي مجموعة من الناس، وفقًا لتعاليم ربنا يسوع المسيح وكلمته “.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أدانوا بشكل لا لبس فيه كل أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في غزة وحولها، معترفين بقدسية كل حياة بشرية. هذه الإدانة تمتد إلى كل الجماعات التي تلجأ إلى العنف ضد الأرواح البريئة لتحقيق غاياتها. كما عبروا عن توافقًا مع المجتمع الدولي فقد اعلموا الجميع أنهم يعترفون في جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فضلاً عن تأييد موقف غالبية دول العالم في الدعوة إلى حل الدولتين السلمي.
في حين انه قد تكون هناك تفسيرات لاهوتية مختلفة لنهاية الزمان، فضلوا تجنب أي أيديولوجية تناقش استخدام النصوص الكتابية أو تقدم مبررات لاهوتية للعنف أو التوسع الذي يسبب المعاناة والتشريد.
وفي الوقت نفسه، يقول الموقعون الإنجيليون العرب إنهم “يرفضون أي أيديولوجية تنكر على الشعب الفلسطيني إنسانيته وكرامته وحقوقه الأساسية. وعبروا بالقول “نحن نقدم هذه التوضيحات لمنع التشوهات أو سوء الفهم وندعو إلى الحوار عاملين معًا لتعزيز إنجيل السلام في منطقتنا”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.